السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنانو مصر يرفضون أي محاولة لتحجيم الإبداع الفني

فنانو مصر يرفضون أي محاولة لتحجيم الإبداع الفني
21 يناير 2012
تعيش الأوساط الفنية في مصر حالة من الترقب مع اقتراب انعقاد أولى جلسات البرلمان المصري الجديد يوم 23 يناير الجاري وما سوف يناقشه من ملفات ساخنة ذات صلة بالمجال الفني بعد سيطرة الإسلاميين على أغلب المقاعد. ويقول الناقد السينمائي نادر عدلي لـ”الاتحاد”، إن التخوف من سيطرة الاسلاميين على البرلمان ليس في محله، وأرجع ذلك إلى أن صناعة الفن بشكل عام يعمل بها حوالي 100 ألف شخص، ويصعب على أي جهة أوفئة معينة توجيه أو تحجيم رسالة هذه المهنة، ويصف الحديث عن التخوف بأنه لغة إعلامية أكثر من كونه لغة فنية. واعتبر أن لدى الفن أجنحة لا يستطيع أحد أن يوقفها أو يعطل رسالته إلى الجمهور، موضحا أن الذي يتحكم في أداء الفن خلال تاريخه صياغته وأعمال مبدعيه. حالة ترقب وفي رأي الفنان مصطفى فهمي أن مصر تعيش حاليا حالة من الضبابية، وبالتالي يصعب إصدار حكم استباقي على موقف الإسلاميين من الفن، مؤكدا أن الثورة ستظل مستمرة حتى تحقيق كافة المطالب ومن بينها المطالب الفنية الهادفة. ورفض المخرج نادر جلال إصدار أحكام مسبقة على الإسلاميين، والتطرق إلى كلام مرسل في هذا الصدد قبل اتضاح كافة الرؤى. موضحاً أنه بالرغم من تصريحات بعض المتشددين التي أثارت القلق والمخاوف في شتى المجالات ومن بينها المجال الفني، فإن كثيرا من الإسلاميين اتسمت آراؤهم بالاعتدال. وقال: ينبغي التركيز على المحتوى، وعدم تقديم أعمال سطحية بلا هدف. مشيرا إلى أن الأفلام القديمة التي قدمتها السينما المصرية لم تتضمن أي مشاهد خارجة تخاطب الغرائز. وترى رانيا محمود ياسين أن حالة ترقب تسيطر على الوسط الفني، غير أنها أكدت أن الوسط الفني شأنه شأن أي مجال آخر لن يسمح بفرض قيود عليه، وأن الفنانين لن يسمحوا لأي تيار في المجتمع بتهميش دور الفن أو بفرض الرأي. وقالت إن الثورة لم تندلع من أجل تحجيم الإبداع أو إضعاف دور المبدعين، ولكن من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، مؤكدة أن الفن الهادف هو الذي يسعى للارتقاء بمستوى القيم والأخلاق. وأعربت رانيا محمود ياسين عن أملها في أن تشهد الفترة المقبلة تحقيق العدالة بين الفنانين، وخاصة العدالة في توزيع الفرص، وعدم التركيز على فنانين بأعينهم في إسناد الأدوار إليهم، مشيرة إلى أن الوسط الفني عانى التدهور بتقديم العديد من الأعمال السطحية والرديئة، مشيرة إلى أنه لم يتم تقديم أعمال رفيعة المستوى على نفس مستوى أعمال جيل حسين فهمي، وأحمد زكي ومحمود ياسين، ومحمود عبدالعزيز. الارتقاء بالفن وأكد المخرج محمد فاضل أن مصر تتمتع بخصوصية ولن يستطيع أحد أن يغيرها لوجهته، مشيرا إلى أن مصر عبر فترات التاريخ أثبتت أن الشعب هو من يقوم بالتغيير، ويرفض أي قيود. وأن أي قوى ترغب في الحفاظ على موقعها في البرلمان عليها أن تحترم رغبات الشعب. وأضاف: بلا شك يأمل الحريصون على مستقبل الفن بعد ثورة 25 يناير في الارتقاء به، إلا أن أي تدخل من قبل أي تيار في أسلوب الإبداع سيواجه حتما بالرفض”. وأوضح أنه يصعب على الاسلاميين أو أي تيار سياسي أن يعارض أو أن يخسر وسطا بأكمله أو أن يفرض تغييرات ضد إرادة جموع المصريين، منوها إلى أن أي تيار سيسعى إلى تحقيق أهداف كافة الأوساط السياسية، الاقتصادية، والفنية، وخاصة أن قوى الأغلبية ستسعى جاهدة إلى تحقيق حياة آمنة ومستقرة للمصريين. واستبعد ظهور محاولات لتحجيم أو إيقاف الانتاج الفني خلال الفترة القادمة، لافتا إلى أنه في حال وجود مثل هذه المحاولات فإنها لن تنجح. وأضاف أنه يجب أن يتفق الجميع على أن الفن الحقيقي هو إعلاء لقيم الحق والخير والجمال، أما كل ما دون ذلك فإنه مرفوض وستتم مقاومته. وأوضح أن الأعمال السطحية التي كانت تقدم، لا تحقق أرباحا أو مكاسب مادية، لكن الفن الجيد والأعمال الهادفة الجادة تستطيع تحقيق أرباح، مدللا بفيلمه “ناصر” الذي حقق إيرادات بلغت 14 مليون جنيه في عام 1996، رغم أن ميزانيته لم تتجاوز ثلاثة ملايين جنيه. ويرى أن المنافسة خلال المرحلة المقبلة ستؤدي إلى الارتقاء بالفن وتقديم أعمال تعبر عن فكر الأغلبية، وإذا لم يتم تنفيذها بشكل جيد، فإن الجمهور سينصرف عنها.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©