الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الألعاب الشعبية موروث تراثي يجسد روح المثابرة الجماعية

الألعاب الشعبية موروث تراثي يجسد روح المثابرة الجماعية
23 يوليو 2011 19:43
غدير عبد المجيد(العين)- الألعاب الشعبية واحدة من أهم مكونات التراث والحياة الاجتماعية القديمة التي عاشها آباؤنا وأجدادنا، ومن هذا المنطلق يسعى نادي تراث الإمارات إلى إحيائها وتعريف الجيل الجديد بكيفية أدائها، وما تنطوي عليه من أهداف وفوائد، ولعل مدربي ومدربات الألعاب الشعبية للأطفال والناشئة من كلا الجنسين في المراكز التابعة للنادي، يترجم ذلك من خلال تقديم برامج تنشط بشكل كبير خلال فترة الإجازة الصيفية. وقالت ليلى الراشدي مدربة ألعاب شعبية للفتيات في مركز أبوظبي النسائي التابع لنادي تراث الامارات، إن الألعاب الشعبية تنشط الجسم، وتقوي عضلاته وتطلق طاقاته ومواهبه وتنمي العلاقات الاجتماعية، وتقوي أواصر التواصل والتآلف وتجسد روح المثابرة الجماعية وتخلق التوازن النفسي. مشيرة إلى أنها إحدى مكونات الهوية الوطنية التي يجب أن نعزز عناصرها ونعمق مكوناتها من خلال ربط هذا الجيل بموروثاته الثقافية والحضارية. وأوضحت أنها تدرب الفتيات من عمر 9 سنوات وحتى 11 سنة على ممارسة الألعاب الشعبية، وذلك طوال أيام السنة وليس فقط خلال الإجازة الصيفية، حيث تدرب الفتيات خلال أيام الدراسة ضمن الفترة المسائية، أما أثناء الإجازة الصيفية فيبدأ التدريب منذ الساعة 9 صباحاً وحتى الساعة 12 ونصف ظهراً. وفي تعريف الراشدي ببعض أنواع الألعاب الشعبية الخاصة، قالت إنها تقسمهن إلى مجموعتين الأولى لمن هن دون 10 سنوات والأخرى لمن هن فوق ذلك، بحيث لا يتجاوزن 11سنة. وتحاول أن تعطي ألعاباً لكل مجموعة تختلف عن الأخرى، بحيث تراعي أن تكون ألعاب المجموعة الأولى سابقة الذكر تتطلب جهداً أقل من ألعاب المجموعة الثانية التي تعتبرها أكبر عمرا وأكثر تحملا، وأحيانا تدمج بين المجموعتين حتى تتعلم المجموعتين من بعضهما بعضاً. وأشارت إلى تسميات بعض الألعاب ومنها الصقلة أو الصقلي باللغة العامية التي تناسب لمن هن دون العاشرة، حيث تلعب الفتيات وهن جالسات، بحيث لا يتجاوز عددهن من 2 - 4 فتيات ، يحفرن حفرة بسيطة في الرمل ويضعن مجموعة من الحصى الصغيرة الملساء مع الاحتفاظ بحصاة تسمى “الحل “ وتقوم الفتاة الأولى برمي الحل لأعلى بإحدى يديها وباليد نفسها تسرع بالتقاط أكبر مجموعة من الحصى الموضوعة بالحفرة، وتعاود الإسراع في التقاط حصاة الحل باليد نفسها قبل أن تسقط على الأرض. وتسترسل مع ألعاب أخرى: لعبة شبير شبير أو النطة وهي للفتيات من عمر 10 سنوات فما فوق، إذ تتطلب جهداً بدنياً لا بأس به، وتلعب هذه اللعبة 7 فتيات يقوم 2 منهن بالجلوس على الأرض مقابل بعضهما بعضاً، وإلصاق أصابع أرجلهما وكفيهما فوق بعضهما بعضاً ليشكلان سداً يراد اختراقه بالقفز من قبل فتاة أخرى من المجموعة نفسها. أما بالنسبة للعبة خوصة بوصة، فهي بحسب ليلى الراشدي من الألعاب الشعبية التي تصاحبها الأهازيج، وتلعب بشكل مجموعات إذ تتجمع الفتيات على شكل دائرة وتجلس لاعبة واحدة في المنتصف، وعلى الأغلب تكون أكبرهن سناً، وتقوم بترديد الأهازيج وهي تنقر بإصبع سبابتها على ركبة كل فتاة من اللاعبات أو على أصابعهن الممدودة. ومن جانب آخر تشير الراشدي إلى لعبة أخرى تسمى أم العيال والتي تتعلم الفتيات من خلالها دور الأم في حماية أولادها والدفاع عنهم من أي خطر يحيط بهم، حيث تقوم مجموعة من الفتيات وفق الراشدي باختيار من تقوم بدور الأم ودور الذئب، بعد ذلك يبدأ اللعب، حيث تقف الفتيات في صف واحد، وتبدو الأم في مقدمة الصف والفتاة التي تقوم بدور الذئب تقف في الجهة المقابلة لها وتحاول أن تأخذ إحدى البنات الواقفات خلف الأم اللواتي يعتبرن بناتها، وإذا بالأم تصد الهجوم ويدور الحوار الآتي يقول الذئب : أنا الذئب باكلكم وترد الأم أنا الأم بحميكم ، فيقول الذئب : شاش الذيب على الطليان فترد الأم: يا ويلكم ويا العيال ... ويستمر اللعب على المنوال نفسه حتى يتمكن الذئب من افتراس مجموعة الفتيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©