الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ثم ماذا بعد يا عنان؟.. غداً "في وجهات نظر"

ثم ماذا بعد يا عنان؟.. غداً "في وجهات نظر"
16 يوليو 2012
ثم ماذا بعد يا عنان؟ يقول أحمد المنصوري إنه بعد أن أقر كوفي عنان قبل أسبوعين بفشل جهود وساطته لمدة عام كامل كمبعوث لكل من الأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن حل الأزمة في سوريا، لا يزال يعتقد أن بوسعه أن يقدم حلاًّ لوقف نزيف الدم المستمر في سوريا. وبدلاً من أن يحترم سمعته وسمعة المؤسسة الدولية التي ينتمي إليها والأطراف التي وثقت بمساعيه، وقبل كل شيء يحترم الشعب السوري الذي لم يَجْنِ من وساطته طوال هذه المدة إلا مزيداً من القمع والمجازر، انحاز عنان إلى النظام السوري وأمهله مزيداً من الوقت مراعياً مصالحه ومصالح الروس والإيرانيين الشركاء في إبادة السوريين. لا يبدو أن عنان يتحرك من أجل مصالح الشعب السوري، كما يظهر أن آخر همومه هو إظهار الحزم مع نظام الأسد! فما الفائدة المرجوة من وساطته إذا كان النظام يستخف بخطته ومبادراته، وطالما أن الضحية التي تحرك عنان لإنقاذها لا تزال تواجه كل صنوف القتل والترهيب تحت سمع وبصر عنان وبعثة مراقبيه. الانتخابات الليبية تبطل "نظرية الدومينو" يقول د. أحمد يوسف أحمد: حاول ممثلو "التيار الإسلامي" قبل الانتخابات وأثنائها المستحيل للنيل من تحالف القوى الوطنية، فقالوا إنه "تحالف علماني"، لكن "جبريل" رد بأنه يمثل الإسلام المعتدل الذي تتبعه غالبية الشعب الليبي، واتهموه بأنه من "فلول" القذافي سواء لأنه شغل منصباً وزارياً في عهده، أو لأن قبيلته (الورفلة) ظلت تساند القذافي حتى سقوطه، لكن حقيقة الأمر أن "جبريل" نموذج للتكنوقراط الوطني الليبي. حصل على درجته الجامعية الأولى من جامعة القاهرة، ثم درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة، وأصبح خبيراً دولياً بارزاً في تخصصه –خارج ليبيا- بحيث مارست عليه دوائر النظام ضغوطاً هائلة كي يعود إلى ليبيا للمشاركة في التخطيط لمستقبلها، ففعل وتولى ما يوازي منصب وزير التخطيط قبل أن يتركه لتأكده من عدم جدوى التعاون مع نظام القذافي. يبقى المهم بعد ذلك كله هو التفسير، وهناك تفسير بائس يذهب إلى أن نتيجة الانتخابات قد تأثرت بعملية "غسيل الدماغ" التي أجراها القذافي لليبيين ضد الإسلاميين، ولا يدري المرء كيف يثور الليبيون ضده ويتمسكون بتوجهاته في الوقت نفسه. القمة الأفريقية.. وصراع مراكز القوى حسب حلمي شعراوي، فإن انعقاد القمة الأفريقية التاسعة عشرة في 15 يوليو 2012 يُعد انطلاقة جديدة في الحياة السياسية الأفريقية، والأفريقية العربية على السواء. فالقارة تخرج من ركودها، أو ركونها التقليدي إلى المشاكل المزمنة لتواجه تحركات كبيرة شمالاً وجنوباً، وهي التي لم تستطع في العام الماضي أن تستبين موضع قدمها إزاء التفجر الكبير في الشمال باسم "الربيع العربي" الذي جعل معظم نظم القارة في وضع المراقب الصامت لا المتحرك. وها هي قضايا كبرى، جديدة مثيرة، تضع قيادات القارة في توتر جديد لا يكاد يحتاج للمراقبة هذه المرة، ولكن يحتاج إلى الموقف والصياغة شبه المتكاملة. فها هي مصر وليبيا تصلان لصيغة ما لأوضاعهما مهما كان الإجماع أو الاختلاف حولها. لكن ها هي مالي والنيجر ومصر والجزائر تعاني حالة "توتر حادة نتيجة انتشار السلاح الليبي المتناثر شظايا تصيب وتهدد الجميع، وفي مقدمتها الآن مالي، وغداً لا يوحي بالاطمئنان، ولابد من حسم الموقف إزاء كل ذلك. وها هو الموقف في حوض النيل يترقب السلوك المصري والأثيوبي ومدى قدرتهما على التوافق أو التفجر. مصر بين عهدين... وشعبين يوصّف عبدالوهاب بدرخان المشهد السياسي المصري قائلا: لعبة شد الحبل، أو بالأحرى "كسر العظم"، بين المجلس العسكري وجماعة "الإخوان المسلمين"، لن تفيد أحداً، والأهم أنها لن تفيد مصر الدولة والشعب. للأسف، يبدو المشهد الحالي كما لو أن الشهور التي مضت منذ "ثورة 25 يناير" مجرد وقت ضائع أمكن التعرف خلاله على ما بين النخب من خلافات أكثر مما استغل لبلورة توافقات. هناك نظام جديد يجب أن يتشكل، لكن الفرص تتبدد أمامه، وأصبح مفهوماً أنه لم يعد متاحاً لطرف واحد أن يفرض مفاهيمه. كانت الثورة أفلحت في إطاحة ما استطاعته من النظام السابق ورموزه، أما ما بقي منه فلا يعالج بـ"استمرار الثورة" أو بـ"ثورة أخرى" وبالأسلوب ذاته، بل يستلزم عملاً دؤوباً لتفعيل المؤسسات والانكباب على التغيير من خلالها. فالاعتماد على الوجوه الجديدة، لأنها جديدة فحسب، ولأنها متعطشة للسلطة والحكم، لا يكفي وحده. ولعل التخبط في تحديد الأولويات غداة الثورة هو ما آل إليه الوضع الآن. عندما نبحث عن هويتنا فلا نراها؟ ترى مهرة سعيد المهيري أنه من المهم أن نتوقف عن ذلك الامتهان (غير المقصود) لإرث هذا البلد عندما يقصره البعض على مجموعة من السيدات كبيرات السن يقمن بطبخ (الثريد واللقيمات وخبز الرقاق) ورجلٌ طاعنٌ في السن يمرّ بين الزائرين لما يُسمى بالقُرى التراثية بناقته وعصاه تلوح في يده، وهي أمور لا نشك بكونها جزءاً من فسيفساء الثقافة المحلية سابقاً، لكنها ليست كل شيء، بل وليست أهم شيء منها، وإن حصر صورة ماضينا في تلك الأمور البسيطة هو تسطيحٌ مرفوض لإرثٍ غنيٍ بتفاصيله ومفرداته، لكنه للأسف لم يجد إلا بعض الهواة الذين لا يريدون أن يبذلوا جهداً حقيقياً لعكس تلك الثقافة وتلخيص ذلك التاريخ في قالبٍ جدير بالتقديم والعرض. تاريخنا وموروثنا ليس أمراً هامشياً يُترك لمن أرد الظهور إعلامياً ليصعد على أكتافه بطرحه السطحي ونطاقه الضيق، بل لا بد أن يوكل ذلك لمختصين وباحثين مشهود لهم بسعة الاطلاع والنضج لنضمن تقديم مخرجات بحثية وإعلامية عالية الجودة وكبيرة القيمة، ومالم يتم ذلك وبتلك الصورة وإلا فإننا لن نعدو أن نكون كذلك الغراب الذي نسي مشيته!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©