أصابت نادي الإمارات خلال الفترة الماضية هزة كادت أن تعصف باستقراره، حيث جاء توقف اللاعبين عن حضور التدريبات بسبب تأخر صرف مستحقاتهم المالية، وانتشر التذمر بينهم، ومني الفريق بهزيمة غير مسبوقة من دبا الفجيرة بخمسة أهداف نظيفة وازدادت الصورة قتامة عندما تسرب للاعبين يأس من جدوى المشاركة في البطولة الآسيوية التي يمثل فيها الأخضر كرة الإمارات وتحركت الإدارة قبل أن تستفحل المشكلة ووعدت بصرف متأخرات اللاعبين في نهاية الأمر.
وقبل أشهر قليلة، حصد أبناء الإمارات كأس صاحب السمو رئيس الدولة رغم أن النادي كان قاب قوسين من الهبوط، وبعدها حصد كأس السوبر، وفجأة تأزمت الأمور داخل النادي بعد أن امتنع اللاعبون عن التدريبات وعلى الفور تدخلت الإدارة.
“الاتحاد” رصدت أسباب التراجع المفاجئ لبطل الكأسين في مستوى الفريق وأراء اللاعبين ومسؤولي الفريق في المشاركة الآسيوية، ومستقبل النادي في ظل المشكلات المادية التي تظهر على السطح بين الحين والآخر.
وأوضح يوسف عبدالله مشرف الفريق أن أسباب التراجع بهذه الصورة المفاجئة يعود إلى مشكلة الأمور المالية، الأمر الذي دفع اللاعبين للتوقف عن التدريبات بسبب عدم تسلمهم بعض مستحقاتهم، وبالتالي أدى ذلك التوقف إلى اهتزاز مستوى الفريق، وهو أمر بلا شك كان خارج عن إرادتنا كمجلس إدارة النادي.
وقال: الأمور حالياً تحسنت، وسيتم صرف متأخرات اللاعبين قريباً، وتبقى مسألة عودة الفريق إلى مساره الصحيح بيد اللاعبين وحدهم، فهم قادرون على تحسين صورتهم خلال الفترة القادمة.
وأشار إلى أن إدارة النادي لم تقصر أبداً من خلال تهيئة المناخ المناسب للاعبين، ولكن أتت الظروف عكس ما كنا نتمناه، ومع ذلك تبقى هناك خطة رسمت بصورة جيدة من أجل تهيئة الفريق لدخول المباريات القادمة بشكل جديد، وثقتنا في اللاعبين وإمكاناتهم الفنية العالية كبيرة.
وحول مدى تأثير ما حدث سلباً على مشاركة الفريق في البطولة الآسيوية، قال يوسف: لا اعتقد أن ما حدث سيؤثر على هذه المشاركة التي ننتظرها جميعاً، وذلك لعدة أسباب أبرزها أن الحكومة اعتمدت ميزانية خاصة للنادي من بينها ميزانية المشاركة في الآسيوية، إلى جانب أن اللاعبين أنفسهم ينتظرون بفارغ الصبر هذه المشاركة التاريخية، لهذا أرى أن الأمور ستكون جيدة ولن يكون لما حدث أي تأثير على مشاركة الأخضر في البطولة الآسيوية.
وكشف مشرف الفريق عن أن الإدارة تبذل حالياً جهوداً مضنية لتهيئة سبل الراحة كافة للاعبين لكي يكونوا جاهزين للمشاركة الآسيوية وبطولة الدوري، وأن الإدارة تواصل بحثها عن محترف آسيوي للتعاقد معه لمشاركته مع الفريق في الآسيوية، كما تنص لوائح الاتحاد الآسيوي، مشيراً إلى أن النية تتجه أكثر للتعاقد مع لاعب خليجي، وأن هناك أكثر من لاعب على طاولة المفاوضات لاختيار اللاعب المناسب الذي يمكنه تحقيق الإضافة القوية للفريق.
وأوضح أحمد يوسف درويش المدير المالي أن ما حدث من تأخر في صرف دفعات عقود لاعبي الفريق خارج عن إرادة إدارة النادي، حيث سعت منذ انطلاق شرارة الأزمة لتأمين المبلغ الذي يغطي تلك العقود من خلال اللجوء إلى الحكومة التي قامت مشكورة باعتماد ميزانية النادي، وبالتالي انتهاء المشكلة، حيث سنقوم خلال الفترة المقبلة بصرف مستحقات اللاعبين الذين تفهموا الوضع.
وأضاف: لا شك في أن وضع الفريق كان لا بد أن يتأثر في تلك الفترة بعد توقف اللاعبين عن التدريبات، إلا أن وبعد خماسية دبا الفجيرة المفاجئة شعر اللاعبون بحجم الخطأ الذي ارتكبوه بتوقفهم عن التدريبات وقد استأنفوا تدريباتهم بعد تلك الخسارة، وتعاهدوا في ما بينهم على أن يحسنوا صورة الأخضر خلال المرحلة المقبلة وإعادته إلى وضعه الطبيعي، ونحن نثق في قدراتهم ومقدرتهم على تحقيق ما يطمحون ونطمح إليه جميعاً.
وأكد درويش أن الإدارة بقيادة الشيخ أحمد بن صقر القاسمي رئيس النادي ستبقى خلف الفريق من خلال دعمها المتواصل حتى النهاية التي، وبإذن الله تعالي ستكون إيجابية للجميع بالذات لجماهير الفريق التي أطمأنها بأن الأخضر عائد إلى وضعه الطبيعي.
وأشار إلى أن ما حدث لن يكون له تأثير سلبي على مشاركة الفريق في البطولة الآسيوية، بل على العكس تماماً، حيث سيحرص اللاعبون على تقديم كل ما لديهم للظهور بالمظهر المشرف في هذا الحدث القاري الذي يعتبر فرصة ذهبية للاعبين ولنا جميعاً.
وكشف المدير المالي إلى أن هناك ميزانية خاصة للمشاركة الآسيوية، إلى جانب التسويق ورعاية الفريق، حيث توجد مفاوضات حالياً مع إحدى الشركات للقيام برعاية الفريق خلال مشاركته في البطولة.
وحول مسألة التعاقد مع محترف رابع لمشاركة الفريق في “الآسيوية”، قال درويش مازال البحث جارياً عن اللاعب الآسيوي، وإن شاء الله نوفق في التعاقد مع اللاعب الذي يمكنه أن يكون داعماً قوياً للفريق مع بقية اللاعبين الذين نعوَل عليهم آمالاً عريضة في المشاركة الآسيوية، وحتى في دوري الدرجة الأولى (أ).
لا تأثير على المشاركة
وأشار إلى أن الظروف المادية التي مر بها النادي في الفترة الماضية كانت السبب في تراجع مستوى الفريق، وبالتالي تعرضه لتلك الهزة وخسارته بالخمسة أمام دبا الفجيرة بعد أن توقف اللاعبون عن التدريبات بسبب تأخر صرف دفعات العقود الاحترافية التي أبرموها مع إدارة النادي.
وقال إن الخسارة أمام دبا الفجيرة “رب ضارة نافعة”، حيث شعر بعدها اللاعبون بالحرج الشديد من هذه الخسارة، وبهذا العدد من الأهداف، حيث قرروا فيما ما بينهم إلغاء فكرة التوقف عن التدريبات والعودة إلى الملعب والتعاهد على السعي لتصحيح مسار الفريق من جديد خلال الفترة المقبلة، خاصة مع الوعد من قبل الإدارة لصرف مستحقاتهم.
وأضاف: أنا شخصياً واثق من مقدرة اللاعبين على تحسين صورتهم فيما تبقى من مباريات في المسابقة، بشرط أن يكون هناك تكاتف من قبل الجميع، وقال إنه يثق في قدرات اللاعبين، ويؤكد أن ما حدث لن يؤثر على مشاركة الفريق في الآسيوية، بل على العكس تماماً يساهم ذلك وبشكل إيجابي في هذه المشاركة ينتظرها كل لاعب في الفريق. ومن هنا، فاللاعبون سيسعون إلى إعادة هيبة الفريق بالشكل الذي يتمناه كل محب للقميص الأخضر في الفترة المقبلة لإثبات أنهم يستحقون تمثيل كرة الإمارات في هذا المحفل القاري.
هادف: حل المشكلة يعيد الاستقرار
رأس الخيمة (الاتحاد) - أكد اللاعب هادف سيف أن اللاعبين هم السبب في تراجع وتدهور نتائج الفريق بسبب عدم الالتزام في التدريبات احتجاجاً على عدم صرف دفعات العقود إلى جانب عدم صرف بعض الرواتب والمكافآت، وإن كانت الإدارة ليس لها ذنب في ذلك بسبب ظروف النادي المادية، ولكن لنا العذر بسبب الظروف القاسية التي نمر بها والتزاماتنا كلاعبين والتي أثرت فينا كثيراً وجعلتنا نفقد التركيز.
وأضاف: بعد انتهاء هذه المشكلة والوعود بصرف مستحقاتنا، علينا الآن إذا ما أردنا تغيير الصورة التكاتف والتعاون، وأن نضع سمعة وتاريخ النادي أمام أعيننا كلاعبين، وهذا يمكن أن يحدث خاصة أن الإحساس بالمسؤولية والروح القتالية التي تميزنا كلاعبين مازالت موجودة، ولكن الظروف لم تساعدنا لهذا نأمل أن تساعدنا في المباريات المقبلة بالذات التوفيق حتى نعيد الفريق إلى مساره الصحيح، وأن شاء الله يكون ذلك في المباريات المقبلة.
بوالصفارد: ما حدث سيؤثر سلباً على المشاركة القارية
رأس الخيمة (الاتحاد) - قال اللاعب محمد بوالصفارد إن الفريق يعيش حالة من التوهان بسبب المشكلة المالية المزمنة، ويرى أن الأمور ستبقى على ما هي عليه، ومن الممكن أن تتجدد في المستقبل لو استمرت هذه المشكلة بالرغم من انتهائها في الوقت الحالي وعودتنا كلاعبين إلى التدريبات والحصول على وعود بصرف مستحقاتنا المتأخرة كافة.
وأضاف: لا شك في أن ما حدث سيكون له تأثير سلبي على تلك المشاركة، خاصة إذا ما ظل الفريق بهذا المستوى المتواضع، مشيراً إلى أنه يرى من الأفضل أن تعيد الإدارة النظر في هذه المشاركة رغم أنها فرصة ذهبية لنا جميعاً ربما لا تتكرر مرة ثانية.
وأوضح بوالصفارد أنه من الطبيعي أن يستثمر النادي هذه الفرصة، ولكن قبل كل شيء لا بد من إعادة ترتيب البيت بشكل سليم، فالفريق يحتاج إلى بعض العناصر لتدعيم صفوفه، لا سيما أن مجموعة كبيرة من اللاعبين الحاليين يفتقدون للخبرة.
عدد اليوم
