الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل الأمهات هن المذنبات؟

17 يوليو 2012
واقع الحال يقول إن أغلب بنات اليوم ليست لهن دراية بأعمال البيت، فغابت بالتالي لمساتهن الأنثوية الجميلة التي يمكن أن يضفينها على تفاصيله الصغيرة، مما جعل حياة بعضهن تتحول إلى فراغ، وبعضهن ترك المجال لغيرها لتحل محلها في هذا الجانب، والكثير من الأقاويل تؤكد أن بعض فتيات اليوم لا يجدن إلا الاهتمام بالنفس من حيث الشكل، بحيث تتزوج البنت وهي لا تمتلك أبسط آليات تسيير حياتها ومنزلها، إذ لا مهارات للتواصل، ولا قدرة على إيجاد مخارج للمشاكل التي تحيط بكل زواج جديد، كما أن جهل الفتاة بأحد الفنون الأكثر طلباً في الأسر، وهو الطبخ يزيد المشاكل تعقيداً. ولعل شهر رمضان الكريم يشكل أكبر اختبار للسيدات حديثات الزواج في هذا الجانب، ففي حديث سابق مع مجموعة سيدات سنة أولى زواج أكدن أن رمضان يشكل صعوبة كبيرة لهن وإرباكا من حيث تجهيز الأكل والإشراف عليه، وأكدت أغلبهن أنهن يلجأن للأمهات ويستنجدن بالخدم، في حين أكدت بعضهن أنها تجلب كل المواد من السوق بما يوافق الوصفات التي تنوي تجهيزها من خلال ما تعلمته من الإنترنت، لكن تجلس باكية لا تعرف كيف تتصرف فيها، ومنهن من أكدت أنها نادمة على جهلها لفن الطبخ، نظراً لما تعرضت له من سخرية من زوجها وأهله. ورغم ما يقال وما يلاحظ فإن البنات يرغبن في التعلم ويعشقن المطبخ بشدة، وهذا ما يتأكد يومياً من خلال فعاليات كل المراكز الصيفية التي زرناها، بحيث تجمع مدربات الطبخ، والتي تدار تحت عدة عناوين” مطبخي الصغير” “ مطبخ بلادي”، وغيرها من التسميات التي تهدف الى تحبيب البنات في هذا الفن، على أن الإقبال كبير جدا من طرف البنات، بل يفيض أحيانا العدد عن الصف، لكن تتفاوت الخبرات، بحيث هناك من أظهرت مهارة في هذا الجانب، وخاصة في التعامل مع الأساسيات البسيطة مثل التعامل مع الفرن، والإمساك بأدوات العمل، وتقشير الخضار، وهناك من تجهل تماماً هذه الأمور البسيطة رغم عمرها المتقدم عن زميلاتها، وعند سؤال إحداهن تقول “إنني أحب المطبخ وأرغب في التعلم وأعشق هذا المجال، لكن والدتي لا تتركني أدخل المطبخ، في حين أكدت أخريات أن تواجد الخادمة يغنيها عن دخول المطبخ، في حين لفتت بعضهن إلى أنها تبحث في الإنترنت عن بعض الوصفات وترغب في تعلمها، لكن الخادمة تمنعها نظراً للفوضى التي تحدثها. هنا يؤكد واقع الحال تراجع دور الأم التي استسهلت هذا الأمر، انشغلت في أشياء أخرى كثيرة، ونسيت لعب دور الأم الحقيقي في تعليم بناتها أساسيات التعامل ومهارات التواصل وفن المطبخ، وإيتيكيت الطعام، وفن الجلوس وفن أن تكون أنثى بمعناها الحقيقي مضموناً وليس شكلاً فحسب. ففي السابق وخاصة في الأسر العريقة والكبيرة كان إلى جانب تعليم الفتاة الكتابة والقراءة يتم تعليمها وبشكل مركز كل الفنون التي تم الحديث عنها، لتجدها مستقبلاً سيدة بيت فعلاً. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©