إعداد - أيمن جمعة:
حذر خبراء المصارف من مشكلة خطيرة تواجه قطاع البنوك اللبنانية وتتمثل في موجة متوقعة من الديون المشكوك في تحصيلها من رجال الاعمال والمستثمرين المحليين الذين فقدوا رؤوس أموالهم بسبب الدمار الذي خلفته الالة العسكرية الاسرائيلية· فكثير من الاشخاص والشركات التي حصلت على قروض من البنوك قبل اندلاع الحرب سيجدون حتما صعوبة في سداد هذه الديون وأقساطها بعدما أتت الحرب على الاخضر واليابس وتسببت في تدمير آلاف المنشآت التجارية في شتى أنحاء البلاد·
ولم يعرف بعد ما اذا كانت كل البنوك قد وضعت استراتيجيات طارئة لمواجهة تداعيات هذه الحرب التي جاءت في وقت كان الاقتصاد اللبناني ينطلق فيه لتحقيق أداء غير مسبوق منذ فترة طويلة· لكن المؤشرات الاولية تظهر ان البنوك بدأت بالفعل في ابلاغ عملائها بضرورة سداد أقساط قروضهم في الاوقات المتفق عليها سلفا· وتظهر الاوامر الادارية للبنك المركزي انه يتعين على البنوك التجارية تخصيص بعض المبالغ لمواجهة ازمات القروض المشكوك في تحصيلها·
''أجراس الانذار''
ويقول شادي كرم رئيس ''البنك اللبناني للتجارة'' انه يتعين في مثل هذه الظروف ان تظهر البنوك بعض المراعاة لعملائها· البنوك تعمل حسبما تريد وكل بنك سيقرر بشكل منفصل ما الذي سيفعله في هذه الازمة·'' ومضى يقول إن بعض البنوك تتصف بانها أكثر جشعا من البنوك الاخرى، وقد ترفض ان تضع في اعتبارها الظروف الصعبة لعملائها· وتابع ''بالنسبة لنا فاننا نحاول ان ننظر الى الوضع من وجهة نظر مختلفة· يتعين ان ننظر بعين الاعتبار الى المتعاملين المشهورين بالتزامهم وخاصة ذوي التاريخ الجيد·''
ويشدد كرم على انه على البنوك التزام تجاه المجتمع وعليها ان تساعد عملاءها على الوقوف مرة ثانية على اقدامهم واعادة الروح الى أعمالهم وأنشطتهم· ويقول ''لم تجر البنوك أية دراسات للخسائر التي تكبدها عملاؤها في هذه الحرب كما لم تسنح لهم الفرصة لدراسة كل ملف بعناية'' مشيرا الى انه من المتوقع ان تلعب الحكومة دورا قياديا في مساعدة رجال الاعمال على الخروج من أزمتهم بعدما تضع الحرب اوزارها·
وتترد تكهنات في السوق بان بعض الشركات والمصانع قررت تسريح اعداد كبيرة من موظفيها بسبب الحرب وهو ما يعني انها لن تستطيع العمل بكامل طاقتها والوفاء بالتزاماتها حتى عند انتهاء الحرب· ويقول كرم ''لا يستطيع احد القيام بمسح للخسائر ما دامت الحرب مستعرة· الامور تتغير بسرعة كبيرة يوما بعد يوم·''
عدد اليوم
