الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القلق الوظيفي أكثر مسببات الأرق وقلة النوم تُضعف المناعة

القلق الوظيفي أكثر مسببات الأرق وقلة النوم تُضعف المناعة
17 يوليو 2012
رسمت مجلة "تقارير المستهلك" صورةً قاتمةً عن حال النوم في الولايات المتحدة الأميركية في عددها المزمع صدوره في شهر أغسطس المقبل من خلال مقال بعنوان "تجربة النوم لدى الراشدين الأميركيين". إذ جاء فيها أن الأميركيين يعيشون أزمة نوم تُضاف إلى أزمتهم الاقتصادية، أو لعلها اشتدت بسببها. فأكثر من نصف الراشدين الأميركيين يعانون من اضطرابات في النوم ما بين أرق، وشعور بالنعاس عند الاستيقاظ كل صباح، ونوم متقطع أو رديء الجودة. ولم تقف الدراسات عند هذا الحد، بل تعدته لتُثبت أن العديد من الأمراض التي تُصيب أفراداً من المجتمع بشكل غير مسبوق في العصر الحديث تجد ضالتها فيمن يعانون من اضطرابات النوم بسبب هشاشتهم المناعية، وتعتبرهم فرائس مفضلة. قام باحثون من مجلة “تقارير المستهلك” بإجراء استطلاع شمل 26,451 قارئا، فوجدوا أن 60% من المستطلعة آراؤهم يعانون من مشكلات على مستوى النوم في الوقت المرغوب والاستغراق فيه، أو أنهم يستيقظون متعبين كل صباح. وعلمت المجلة أن 69% من الأشخاص العاطلين عن العمل يعانون من اضطرابات في النوم، مقابل 59% من الأشخاص العاملين. كما سجل الباحثون أن النساء والأشخاص البُدناء كانوا أكثر المشاركين الذين اشتكوا من معاناتهم من اضطرابات في النوم. وعند سؤالهم عن سبب إصابتهم بالأرق، قال 47% منهم إن ذلك يرجع إلى توتر له علاقة بالعمل والوظيفة، بينما ألقى 28% اللوم على مشكلات صحية، فيما حدد 22% سبب أرقهم في مشاعر القلق التي تنتابهم حول أوضاعهم المالية. حبوب منومة اعترف 40% من المستجوبين أنهم حاولوا الاستعانة بوصفات طبية لحبوب النوم، في حين أقر 30% أنهم لجؤوا إلى الصيدليات لاقتناء أدوية غير موصوفة لمساعدتهم على النوم. وتوصف الأدوية الموصوفة المساعدة على النوم بأنها ذات مفعول يفوق في نجاعته ونتائجه المنتجات الصيدلانية غير الموصوفة، لكن المشكلة تكمن في أعراضها الجانبية، إذ قال نصف عدد الأشخاص الذين يستخدمون أدوية النوم الموصوفة إنهم يشعرون بالرغبة في النعاس في صباح اليوم التالي نتيجةً لتناولهم أدوية النوم. وبالنسبة لأولئك الذين قالوا إنهم يستعينون بمكملات غذائية على شكل أقراص مثل “ميلاتونين” و”فيلاريان”، فقد أفادوا بأنهم لا يشتكون من أي أعراض جانبية لهذه المكملات بقدر ما يجدون أنها تفتقر أحياناً إلى النجاعة والفعالية في تحسين جودة النوم لديهم، أي أنه لا يمكنهم دوماً التعويل عليها، بل قد تخذلهم في بعض الليالي. من جهة أخرى، قام باحثون من المجلة بسؤال 8900 شخص من النُوم الجيدين (الأشخاص الذين يتمتعون بنوم ذي جودة عالية) حول العادات التي يتبعونها للاستمتاع بنوم هنيء كل ليلة، فوجدوا أن أفضل أربع عادات يتبعونها هي مزاولة تمارين رياضية خلال النهار، والاسترخاء لمدة 30 دقيقةً قبل الاستلقاء على سرير النوم، والخلود للنوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، وعيش لحظات حميمية مع الشريك قبل النوم بالنسبة للأزواج. النوم والمناعة في موضوع ذي صلة، أشارت دراسات حديثة أجراها باحثون من عيادات “مايوكلينيك” إلى أن قلة النوم يمكنها التأثير سلباً على الجهاز المناعي. وأفادت هذه الدراسات أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كاف من النوم كل ليلة أو الذين يعانون من رداءة جودة نومهم هم أكثر إصابةً بالأمراض الميكروبية والفيروسية من قبيل الزكام ونزلات البرد. كما وجدوا أنهم أبطأ تعافياً من الأمراض التي يصابون بها مقارنةً مع الأشخاص الذين يتمتعون بنوم هنيء وذي جودة عالية. يجدُر التذكير أن الجهاز المناعي يُفرز في أثناء النوم بروتينات “السيتوكين” يتمثل دور بعضها في تعزيز جودة النوم. وتحتاج هذه البروتينات إلى الازدياد والتضاعف عند الإصابة بعدوى أو التهاب، أو عند الإصابة بضغط أو توتر. ويؤدي الحرمان من النوم إلى تقليل إنتاج بروتينات “السيتوكين” وحرمان الجسم بالتالي من الاستفادة من دورها الحمائي والوقائي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الخلايا والأجسام المضادة المقاومة للعدوى تتراجع خلال فترات معينة عندما لا يحصل الشخص على قسط كاف من النوم. ويُستنتَج من كل هذا أن النوم ليس رفاهيةً لأجسادنا، بل هو ضروري لتحفيز جهازنا المناعي على محاربة الأمراض المُعدية. ولذلك فإن الحرمان من النوم لوقت طويل يؤدي إلى اختلال معالجة السكر في الدم فيرفع مخاطر الإصابة بالسمنة والسكري، بالإضافة إلى أمراض القلب والشرايين. ويقول الباحثون إنه إذا أردنا أن نحدد معدل الساعات التي يحتاجها الجهاز المناعي لكل شخص راشد ليقوم بدوره الكامل في مقاومة الأمراض، فإن العدد التقريبي هو ما بين 7 إلى 8 ساعات يومياً من النوم الجيد كل ليلة. أما اليافعون، فجهازهم المناعي يحتاج إلى ما بين 9 إلى 10 ساعات كل ليلة، بينما يحتاج الأطفال إلى عشر ساعات فما فوق كل يوم. غير أن هذا لا يعني أن الإكثار من النوم هو دوماً جيد. بل إنه سبق لدراسات أن أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن نوم الشخص الراشد لأكثر من 9 أو 10 ساعات كل ليلة قد يؤدي إلى تردي جودة النوم لديه وظهور بعض الاضطرابات من قبيل الأرق أو عدم الاستغراق في النوم بسبب الاستيقاظ مرات متكررة كل ليلة. هشام أحناش عن “واشنطن بوست”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©