الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حياة زوجية ولكن

15 أغسطس 2006 01:35
تأرجحت حياتها بين أعاصير الحياة·· عاشت زوجة ذات مركز واحترام في ساعات الدلال التي يصاحبها العقل والبسمة والهدية إذا جاء الرضاء والهناء·· وعانت في لحظات أخرى ·· غضب تهدمت به الحدود وانطلقت الانفعالات·· فدهست كلمات السوء كل ما بني خلال الأيام والشهور والسنوات واستمرت بفعل الأفعال الناسخة من أمسى وأصبح في مشوار الحياة من أجل الأطفال وضرورات الوضع في المجتمع ومكانتها بين الناس أسس لا أفهم معنى لسريانها، فالحياة الزوجية تقوم على التفاهم والمحبة والاحترام والخلافات المزاجية لابد منها بين أفراد أية أسرة تعيش بحب وإخلاص، وهذا أمر طبيعي وعادي جداً ولكن التعدي بالكلمة واليد والإهانة فيه تجاوز للحد اللازم لقوانين الزواج ككل ولتعاليم الإسلام بشكل خاص وتتحمل الزوجة في بداية حياتها الزوجية بعض الإهانات التي يمحوها الزوج عادة إما بالاعتذار اللطيف أو الهدية المكلفة ولكن بعد مرور الأيام والسنين تزداد المرأة اتزاناً ووقاراً ومركزاً وتفتخر بكونها أما لشباب وشابات سهرت على رعايتهم·· فتعمل على تثبيت أقدامها لتكون رمزاً لأسرتها وعونا لاستشاراتهم وهنا أقف لأقول لكم إن هدايا الدنيا كلها لن تمحو من قبلها أذى الكلام وإهانة اللسان فاحترام الكبير واجب·· فكيف إذا كانت زوجة تُهان من زوج صاحبها الليالي ولأيام ولأسباب بسيطة لا تدعو لهذه القسوة الجارحة التي تحفر بئراً من الأحزان تغوص في الأعماق لتغرق المشاعر في نهايات المطاف· حذارِ أيها الأزواج والزوجات فالمفهوميات قد يساء فهمها بين الطرفين والأجدر بكم معالجة الخطأ بالكلمة المفيدة المصححة لوضع خاطئ لا مبادلة الإهانة بالمثل·· فالزوجة التي ترضى الإّهانة في بداية حياتها الزوجة ستبقى طريحة النهش الداخلي ولن يفعل الدلال بعد ذلك مفعول الدواء المعالج سيبقى المسكن المؤقت لذل استقر في القلب ورفع سوراً من الكلمات السيئة والإهانات المظلمة لأسمى العلاقات·· وستهون الكرامة وتمتهن إذا رضين بالدلال بعد كل ذل وإهانة في الكلام والنقاش·· ولن يفهم كلامي إلا من شاهد زوجة تركت أطفالها بعد سنوات لتصون ما بقي لها من بقايا الإنسانية المحطمة رغم ساعات الدلال التي تمتعت فيها بعد كل خلاف·· ولن يدرك بؤس معاني العيش بين الإهانة والدلال إلا من أسكت حتى عن حق الدفاع·· حذراً من نيران احتراق الأعصاب وتكدس أكوام الأخطاء، فالحق يطال بالحكمة والاحترام لا بطول اليد أو اللسان ولم أتطرق لهذا الباب إلا بعد أن رأيت العديد من الأزواج والزوجات المغلوبين والمغلوبات يعانون الإهانة ويحاولون مسحها بأيام السعادة، ترى الحزن في أعماقهم وانطوائهم والضحكة تعلو لقهر نداء كرامتهم بينما يبقى السكون مفتاح بقاء وجودهم· أحلام سعيد حمدون أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©