السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جمال محجوب يبحث عن الذات والأصول في العالم الغربي

جمال محجوب يبحث عن الذات والأصول في العالم الغربي
23 يوليو 2011 21:19
صدر حديثاً للروائي البريطاني من أصول سودانية جمال محجوب رواية جديدة تحمل عنوان “السفر مع الجن” وهي الرواية الحائزة جائزة أدب الرحلات، وترجمها من الإنجليزية الى العربية أسعد الحسين، وتقع الرواية في 412 صفحة من القطع المتوسط. وتأتي هذه الرواية الصادرة عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع في دمشق، بعد عشر سنوات من فوز قصة جمال محجوب القصيرة “ملاك رسام الخرائط” بجائزة الغارديان للقصة الإفريقية القصيرة عام 1993، واعتبرت روايته الأربع زاخرة بالمعرفة الواسعة بالتاريخ السوداني والروابط بين أوروبا وإفريقيا. وسبق أن صدرت لجمال محجوب رواية “ملاحة صانع المطر” عام 1989 و”أجنحة الغبار” عام 1994 و”ساعة الاشارات” عام 1996 ثلاثية في محتواها الراصد للحركة السياسية في السودان المعاصر، أما “الناقلة” عام 1998 فهي انعكاس حدثي تخييلي للسودان الراهن، ثم أخيراً عن دار شاتو وويندوس صدرت له رواية جديدة بعنوان “مسارات التيه”. ويرى جمال محجوب أن سبب كتابته بالإنجليزية لم تكن خياراً، كونه ولد بلندن والإنجليزية تعتبر لغته الأولى، وهي اللغة التي درس بها حتى المرحلة الجامعية، وأهم ما قرأه في الأدب كان بالإنجليزية. ويحب جمال محجوب اللغة العربية، ويتمنى لو أن له بعض القدرة على الكتابة بها، والمأزق الحقيقي في الكتابة بالإنجليزية، كما يرى هو أن جمهوره الأول ليس لديه أي فكرة عن الأماكن أو الظروف التى يتحدث عنها، وهذا يخلق حاجزاً بين القارئ والكاتب، الذي يضطر لأن يشرح أشياء قد لا تكون ضرورية. وعن تاريخه الإبداعي يرى أنه منذ صغره وهو مهتم بالكتابة، حيث نشأ في بيت، فيه الكتب موجودة في كل مكان، فوالداه كانا يقرآن كثيراً، وكان يجد عندهما دائماً ما يشده للقراءة. كما أنه بدأ بكتابة سيناريوهات صغيرة بالمدرسة للهرب من الملل والروتين، وتطورت النصوص لتصبح قصصاً قصيرة، حيث كتب أول رواية في الثالثة والعشرين، ومرت ثلاث سنوات قبل أن يجد ناشراً لها، وانتظر ثمانية عشر شهراً أخرى حتى ترى النور. “السفر مع الجن” الكتاب الخامس لجمال محجوب، وهي رواية رحلات طموحة، تأملية وأحياناً هزلية، ركّزت على العلاقة الممتعة بين أب وابنه الصغير خلال رحلتهما في أوروبا بسيارة بيجو زرقاء فضية موديل 504. ياسين ظاهر، رجل يحمل جوازي سفر ويتكلم بأكثر من لغتين، على وشك الطلاق من زوجته الإنجليزية “ايلين “ ، وبتشجيع منها يمضي بعض الوقت مع ابنه “ليو”. ينطلق ياسين وابنه “ليو” ذو السبع سنوات في رحلة تعليمية الدافع فيها الخوف من فقدان ولده. ياسين الذي ولد في الخرطوم من أب سوداني وأم إنجليزية في السابعة والثلاثين من عمره، مجبر على مواجهة تعقيد أصوله ويصارع لاختيار الطريقة المناسبة لنقل هذا لابنه، ويمد ياسين رحلته من الدانمارك إلى ألمانيا ولوكسمبورغ وباريس ثم اسبانيا تخيل بأن تظهر الصحف بعنوان “متعصب إسلامي يخطف ابنه”. إن كانت رحلته هروباً، أم بحثاً غامضاً، فقد أخذ ياسين جنّه معه، علاقته بابنه تستحضر علاقته مع والده، ذلك الصحفي اللندني المثقف والمحارب الصلب في سبيل الحرية الذي خذله بقاء ابنه في لندن للعمل في إذاعة (BBC) بدلاً من العودة لبناء وطنه الأم. أخت ياسين، ياسمينة تتحول إلى امرأة مسلمة تقليدية يكسوها السواد الكئيب وترثي حال ياسين لزواجه من امرأة أجنبية وتعتبره “خائناً ثقافياً”. تحمل الرواية صدى رواية موسم الهجرة إلى الشمال للكاتب السوداني المشهور الطيب صالح التي كانت رداً على رحلة كونراد إلى قلب أفريقيا في “قلب الظلام”، الا أن محجوب انتقد في روايته “السفر مع الجن” الحركة الصهيونية وجرائم الاحتلال “الإسرائيلي” على لسان بطل الرواية. ولد جمال محجوب في لندن عام 1960، حيث كان والده يعمل في المركز الثقافي بيت السودان، وقضت عائلته فترة في مدينة ليفربول، عاش طفولته في الخرطوم، ودرس في كلية كامبونيس قبل ان يحصل علي منحة للدراسة في كلية اتلانتيك في ويلز، ودرس علم الجيولوجيا في جامعة شيفيلد، وخلال دراسته كان ينشر قصصاً وأعمالًا أدبية. رجع محجوب إلى السودان بحثاً عن عمل، ولكنه قرر تكريس نفسه للكتابة، وعاش في لندن، والدنمارك، والآن يعيش في برشلونة، اسبانيا، وكذلك قضي فترة طويلة في فرنسا. عمل في أكثر من مجال، منها في مجال العمل الصحفي، والترجمة من العربية والدانماركية، والكاتالانية، ونشر أعماله الثلاثة الأولي ضمن سلسلة الكتاب الأفارقة التي أصدرتها دار هاينمان. واول عمل نشره كان رحلات صانع المطر “1989”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©