الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بحث علمي يوصي بالتمسك بوسطية الإسلام وأخذ الدين من علمائه المتخصصين

بحث علمي يوصي بالتمسك بوسطية الإسلام وأخذ الدين من علمائه المتخصصين
9 أغسطس 2014 01:38
أوصى بحث شرطي بعنوان «الجذور التاريخية للانحراف الفكري الديني الحديث والسبل الكفيلة بتعديل مساره»، والذي أصدره مركز البحوث الشرطية بالشارقة، شباب المسلمين بضرورة التمسك بوسطية الإسلام واعتداله وتسامحه مع الآخر، والالتفاف حول القيادة الحكيمة في بلدانهم، والحذر من مفارقة جماعة المسلمين، وأخذ الدين من علمائه المتخصصين الثقات والمعروفين بوسطيتهم، ونبذ التفسيرات الخاطئة لقضايا التكفير والجهاد والولاء والبراء. كما أوصى البحث، الذي أنجزه الدكتور نواف وبدان الجعشمي، رئيس شعبة الرصد الأمني وبحوث الجريمة بالمركز، بتطوير أساليب المواجهة الدينية من خلال علماء دين لهم حضور جماهيري، وقدرة على مواجهة أفكار الانحراف الفكري الخاطئة، واستنهاض همم العلماء الربانيين والمفكرين المخلصين والدعاة الصادقين للقيام بدورهم الرائد، في تحصين الأمة بالعلم والمعرفة، وتسهيل مهمتهم ضد كل ما يخدش أمن الأمن الفكري. وطالب البحث، بالعمل على إحياء رسالة المسجد، والعناية بحسن اختيار الأئمة والخطباء، وإقامة الدورات المكثفة للرفع من مستواهم، وتأهيلهم، والتركيز على خطبة الجمعة إعداداً ومضموناً وأسلوباً، ومعالجة الظواهر المعاصرة بكفاءة واقتدار، فضلاً عن تكثيف جهود الدعاة من خلال العمل الميداني لتوعية الشباب بشأن الانحرافات الفكرية، وما يترتب عليها من مخاطر وأضرار. احترام الهوية الإسلامية وأوصى البحث بتشديد الرقابة على وسائل الإعلام العربية والإسلامية، ومناشدتها بضرورة القيام باحترام الهوية الإسلامية فيما تبثه وتنشره من برامج ورسائل إعلامية، وتكثيف البرامج التوعوية والحوارية والرسائل الإعلامية المثمرة حول وسطية الإسلام واعتداله وسماحته، كما أوصى البحث بالعمل مع وزارة التربية والتعليم على تعزيز تدريس التربية الإسلامية لتعزيز الانتماء الوطني لدى الناشئة، من طور الطفولة المبكرة، والعناية بحسن اختيار المعلم المؤهل عقيدة وفكراً ومنهجاً وسلوكاً، والتركيز على المراحل التعليمية كافة، إضافة إلى العمل على تصحيح مفاهيم الطلاب في قضايا التكفير والجهاد والولاء والبراء وبيان حقوق الولاة والعلماء والرد على الأفكار المنحرفة. وتضمنت توصيات البحث تأكيد دعم وتفعيل الأسرة المسلمة للقيام بدورها فيما يتعلق بتربية الأبناء على ثقافة الحوار وقبول الآخر، وتوجيههم وتحذيرهم من رفقة السوء، وحثهم على صحبة الأخيار والتحلي بالأخلاق الإسلامية والاقتداء بالقدوة الحسنة، مع عدم إغفال تحذير الأبناء وحمايتهم من مخاطر الفضائيات المشبوهة، وتبني تعريف الإرهاب الصادر عن مجلس وزراء الداخلية ومجلس وزراء العدل العرب الذي اعتمده المجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي، حيث إن مصطلح الإرهاب قد اتخذه البعض ستاراً للطعن في الإسلام وتشويه صور المسلمين، وكذلك قيام الأجهزة المختصة في الدول العربية ببحث اجتماعي نفسي لدراسة شخصيات المنحرفين فكرياً، على أن يكون ذلك بعد صدور أحكام عليهم، بهدف التعرف أكثر على سماتهم الشخصية ومستواهم الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والثقافي، والتعرف على ما يعانون منه من مشكلات، ومن ثم وضع حلول لها، ومساعدتهم في التخلص من القيم الهابطة والميول الإجرامية والسلوكيات الفاسدة. أهداف وأسباب وسعى الباحث لإبراز الانحراف الفكري الديني الحديث، من خلال التطرق في البداية لمفهوم الانحراف في اللغة والقانون وعلمي النفس والاجتماع، ومن ثم الانحراف في الأفكار، كما استهدف بيان ماهية انحراف الفكر الديني من خلال مفهومه، وتاريخ الفرق على مر العصور الإسلامية والأسباب الحديثة المؤدية إليه، والمظاهر التي يتصف بها، والآثار التي تنتج عنه. وناقش البحث في المبحث الثاني أسباب ومظاهر وآثار الانحراف الفكري، ومن بينها عدم فهم السنة والمعرفة بها كما ينبغي، وعدم استيعاب وإدراك فلسفة الدعوة الإسلامية، ومصادرة الدعوة والتضييق عليها بصورة أو بأخرى، وأخذ العلم من غير أهله، بالإضافة إلى اليأس والإحباط المنبثق عن الاضطرابات السلوكية والنفسية، والغلو في الأحكام، والمبالغة في العبادات، ومجاوزة الحد المقدر لها شرعاً، والأئمة المضللين، والاتجاه الظاهري في فهم النصوص نتيجة ضعف البصيرة في الدين، وتغييب دور وفاعلية علماء الإسلام، وكذلك الإعجاب بالرأي أيضاً يكون سبباً في الانحراف الفكري والفراغ الديني. وأشار إلى أن من بين الأسباب المؤدية للانحراف الفكري الأئمة المضللين من خلال الفهم الخاطئ لدعاوى التجديد في الدين، والسعي لإحياء الانحراف الفكري القديم الذي وقع في صدر الإسلام الأول، والاعتقاد به، والدعوة إليه، بالإضافة إلى الغلو في الأحكام، ومجاوزة الحد المقرر له شرعاً، والمغالاة في التطبيق التي تؤدي بأصحابها إلى الانحراف الفكري. ومن بين الأسباب التي تناولها الباحث، والتي تؤدي إلى الانحراف، استحواذ اليأس على تفكير كثير من الشباب، بسبب سماعهم أخباراً لا تتناسب مع ميولهم وأهوائهم الحياتية والدينية كهيمنة الغرب مثلاً، كما أن الإعجاب بالرأي أيضاً قد يكون أحد أسباب الانحراف الفكري، من خلال إيمان بعض الناس بأفكار ليس عليها دليل أو إجماع ويدافعون عنها من دون مناقشة منطقية أو حجج وبراهين قاطعة، بالإضافة إلى الفراغ الديني المتمثل بالثقافة والمقررات الدينية في المدارس، والتي يتعرض لها الأبناء، فهي بحاجة إلى المراجعة، وغيرها من الأسباب الأخرى. مظاهر الانحراف وبين الباحث أن من مظاهر الانحراف الفكري، أحادية الرؤية، والعزلة، والتعصب، والإرهاب، وسيادة العنف، والبدء بمفاهيم براقة مقبولة في البداية سرعان ما ينحرف ويتبنى أصحابها مسالك شريرة ومدمرة للفرد والمجتمع، لافتاً إلى أن الفكر المنحرف عادة ما يكون خشناً فظاً، ومجادلاً ذا نزعة صدامية مع الفكر الآخر. وتناول مظاهر الانحراف الفكري مثل التعصب والتقليد الأعمى واتباع الهوى الذي يميل بالإنسان إلى التميز في رأيه فيما يصوره من أحكام، واتباع الآخرين من دون إدراك أخطائهم أو انحرافهم عن الحق، نتيجة الثقة المطلقة بالشخص المقلد لمنهجية وطريقة اجتهاده، بالإضافة إلى الجرأة على الفتوى من دون دراية أو علم. آثار الانحراف ومن آثار الانحراف الفكري الذي تناوله البحث، سيادة العنف، وتحريم التعليم، والتضليل والتغرير بالنشء، من مراحل اصطياد الضحية والحصار النفسي والاجتماعي له وملاحقته والتأثير عليها من ناحية نقاط الضعف، ومرحلة غسل المخ وزراعة الأفكار التخريبية داخله، ومرحلة التوجيه للتورط في عمليات عنف، بعد تشبع الفرد فكرياً واجتماعياً، وتوحده كلياً مع جماعته، ليأتي بعد ذلك تحريف المفاهيم والمعتقدات، وإتلاف الأموال والممتلكات العامة، وفتاوى المقاطعات الاقتصادية، وهجرة الوظائف الحكومية، والقيام بالمظاهرات، والإفتاء بغير علم شرعي، وتحريم الصلاة في المساجد، وإثارة الشبهات من خلال إخراج النصوص الشرعية عن سياقها، وغيرها من الآثار السلبية الأخرى. ورأى الباحث أن علاج مشكلة الانحراف مهمة مشتركة لجميع شرائح المجتمع، ومن بينها إحياء دور العلماء، ونشر الوعي الشرعي، ومحاورة أهل الانحراف الفكري، واتباع نهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الحوار مع الغلاة ودحض شبههم. تبني المواهب أشار ناصر نوراني العضو الثاني في فريق تحرير المجلة إلى أن من أهداف مجلة خالد الاستراتيجية تبني المواهب الطلابية الإبداعية، فكان لباب (نجم العدد) صدى بين طلاب المدارس، لتقدم نجوماً يحملون سمات العلماء، والمتميزين، والمبدعين، والأدباء، ولكي يكون التعامل معهم مؤسسياً ومرتكزاً على التخصصية، تعاون فريق عمل المجلة مع عيادة الصحة النفسية في شرطة دبي، لتكون الأخيرة مرجعية علمية في إخضاع الموهوبين الذين تقدمهم المجلة إلى اختبارات الذكاء والتقييم ومدهم بالبرامج الإثرائية المنهجية التي تطور إمكانياتهم، وتقديم خدمة الاستشارات النفسية عبر صفحات المجلة لبعض السلوكيات والظواهر التي تنتشر بين طلاب المدارس. الوسطية في الإسلام تناول البحث في الفصل الثاني، الوسطية في الإسلام، واتفاقات الدول وتجاربها، وحقوق السلطان على الأمة في الطاعة والنصيحة والقيام بنصرتهم، وتحذيره من عدو يقصده بسوء وإيقاظه عند غفلته وإعلامه بسيرة عمله وإعانته على ما تحمله من أعباء الأمة، ورد القلوب النافرة عنه إليه. وسرد البحث مواد معاهدة منظمة المؤتمر الإسلامي لمكافحة الإرهاب الدولي الاثنتين والأربعين، والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب بموادها الاثنتين والأربعين أيضاً، وكذلك اتفاقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي في مكافحة الإرهاب بموادها التسع والأربعين، إضافة إلى تجارب بعض الدول في مكافحة الإرهاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©