الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسيرة «نصر الله» إلى أين؟

19 يوليو 2015 21:03
متى يدرك حزب الله أن تورطه في سوريا لن يؤدي بالنظام السوري إلى أي مكان آمن، ولن ينقذ ما تبقى من الهلال الإيراني الممتد من طهران حتى شواطئ البحر المتوسط؟ ومتى يدرك أيضاً أن القتال في مواجهة الميليشيات ليس كالقتال أمام جيوش نظامية على غرار ما صدف في «حرب يوليو» عام 2006؟ ففي قراءة سريعة لما يواجهه حزب الله في سوريا يتبين للمحللين والمراقبين أن حجم الخسائر البشرية التي تكبدها في مواجهة الجيش الحر و«النصرة» يتجاوز إلى حد كبير ما تكبده في مواجهة الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان في مدى ثلاثة عقود. ويتبين كذلك أن المساحات التي حاول الدفاع عنها، أو الاحتفاظ بها خرجت من نطاق سيطرته وسط تقارير تفيد بأن نظام بشار الأسد يتمدد الآن على ربع الأراضي السورية، في وقت تتبع المعارضة سياسة القضم في زحفها نحو معقله في دمشق ومناطق الساحل، على غرار ما جرى في ليبيا، عندما حوصر معمر القذافي وأصابه ما أصابه على يد الميليشيات الليبية. ولم يخطئ الأمين العام السابق لـ«حزب الله» صبحي الطفيلي عندما قال: إن رجال حسن نصر الله ينتحرون في سوريا، مشيراً بذلك إلى استحالة تحقيق انتصار حاسم من جهة، وإلى خطورة حرب الاستنزاف التي تأكل «النخبة» على مستوى المقاتلين و«الهيبة» على مستوى القيادة والإمكانات على مستوى الثروة، والتعاطف العربي والإسلامي على مستوى الدين والقوميات. وهنا لابد من العودة إلى السؤال الأول، متى يدرك حزب الله أن المستنقع السوري بات محرقة ومقبرة أكثر منه جسراً يربط ما بين طهران وبيروت، وأن الخروج منه بات أكثر ضرورة من البقاء فيه.. الواقع حتى الآن أن حزب الله لا ينوي الخروج منه من باب المكابرة من جهة، فهو لا يستطيع الظهور في مظهر المهزوم أمام خصومه السياسيين في لبنان، ومن باب الولاء المطلق للجمهورية الإسلامية، فهو مدين لها بكل ما حققه على كل المستويات المالية والعسكرية والسياسية والعقائدية منذ تأسيسه في العام 1982. والواقع حتى الآن أن حزب الله لا يملك قرار الانسحاب من سوريا حتى لو شاء ذلك، وأنه بات أمام معادلة وحيدة لا ثالث لها، إما الموت مع بشار الأسد، وإما البقاء معه في بقعة جغرافية محاصرة من جهات ثلاث ومشرعة فقط نحو البحر. مريم العبد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©