الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تدعو إلى تعزيز حوار الحضارات ونشر ثقافة السلام واحترام الأديان

الإمارات تدعو إلى تعزيز حوار الحضارات ونشر ثقافة السلام واحترام الأديان
19 أكتوبر 2010 23:55
دعت دولة الإمارات العربية المتحدة أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى ضرورة وضع استراتيجيات محلية وإقليمية وعالمية تعزز من قيم الحوار البناء بين الثقافات واحترام المعتقدات والأديان ونشر ثقافة السلام بهدف التصدي لمحاولات تشويه الأديان والتحريض على الكراهية الدينية. وأكدت دعمها برنامج الأمم المتحدة العالمي للحوار بين الحضارات وإعلانها عام 2010 سنة دولية للتقارب بين الثقافات “للتأكيد على أن التنوع هو إثراء للبشرية ومصدر للإبداع والابتكار”. وقال السفير أحمد عبد الرحمن الجرمن المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة أمام الاجتماع الرسمي الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول في نيويورك لمناقشة بندي “البرنامج العالمي للحوار بين الحضارات” و”ثقافة السلام”، إن مناقشات الجمعية العامة بهذا الشأن تكتسب أهمية خاصة، لا سيما في هذا الوقت بالذات الذي لا تزال تواجه فيه البشرية حالات متنامية من عدم المساواة والاحتلال والظلم والنزاعات وانتهاكات حقوق الإنسان وغيرها من أشكال الكراهية والعنصرية المعززة لمظاهر التطرف والإساءة لثقافات ومعتقدات الغير. وقال إن ما شهدناه مؤخراً من أجواء التوتر العام الناجم عن حملات التعصب غير المسؤولة والداعية إلى الإساءة إلى الدين الإسلامي والمسلمين والأجانب بشكل عام، فضلاً عن ردات الفعل الشعبية حولها، إنما يشكل إنذاراً لخطورة تجاهل هذه الحالات وتداعياتها، بل ودافعاً قوياً لمضاعفة جهودنا الرامية إلى تعزيز آليات الحوار بين الحضارات والتسامح الديني والثقافي بين الشعوب التي تشكل جميعها بلا استثناء الإرث المشترك للإنسانية. وجدد السفير أحمد الجرمن موقف الإمارات من مسألة الحوار بين الحضارات، فقال “إن الإمارات التي تؤمن بأن الحوار بين الحضارات وثقافة السلام يشكلان إحدى أولويات الاستراتيجيات العالمية الرامية إلى حماية المجتمعات من مظاهر العنف والتطرف والإرهاب، كانت من أوائل الدول المساندة لمبادرة الحوار بين الحضارات التي أطلقتها كل من تركيا وإسبانيا عام 2005، وأيضاً للمبادرة التي أطلقها بهذا الشأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود ولكافة الجهود والتوصيات الحيوية الأخرى التي تبنتها الأمم المتحدة في هذا المجال، بما فيها إعلان المؤتمر العالمي للحوار الذي عقد في العاصمة الإسبانية خلال شهر يونيو 2008 من أجل نشر مبادئ ثقافة السلام والحوار بين الأديان والاجتماع الوزاري الأخير الذي انعقد على هامش المناقشة العامة للدورة الحالية للجمعية العامة من أجل التحالف بين الحضارات. جسور الثقة وأشار إلى أن الإمارات درجت على بناء جسور الثقة والشراكة مع دول العالم من خلال انتهاجها ثقافة الحوار ونشر التسامح والانفتاح والتعاون البناء مع جميع الدول والمجموعات الإقليمية والأطراف الدولية. وعكست تلك المبادئ سلسلة تشريعاتها وقوانينها الوطنية التي كفلت الانسجام البشري والتعايش السلمي للمجموعات الاثنية وأتباع الأديان المختلفة، إلى جانب تمتع تلك المجموعات بحرية ممارسة شعائرهم الدينية وتنوعهم الثقافي على أرض الإمارات مما ساهم في بسط العدل وتعزيز سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والاستقرار في البلاد. وقال إن جهود الدولة في هذا المجال امتدت أيضاً على المستوى الدولي لتشمل مساهماتها الاقتصادية والإنسانية والغوثية المباشرة وغير المباشرة للدول النامية والخارجة من الصراعات والكوارث الطبيعية لدعم مساعي المصالحات الوطنية وبرامج إعادة الإعمار والاستقرار ونشر ثقافة السلام واحترام حقوق الإنسان. كما طورت مساهماتها المتعددة في مجالات حماية التراث الإنساني المشترك بين الأمم والشعوب بصفتها عضواً في اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التي تشرف عليها منظمة اليونسكو. الأمن والسلام وأكد الجرمن أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعلق أهمية بالغة على الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والدول الأخرى المعنية من أجل تنفيذ تعزيز الأمن والسلام الدوليين وسيادة القانون ومفاهيم التسامح والتفاهم والتعددية والتضامن بين الشعوب ونشر ثقافة السلام. وشدد على أن تحقيق مجمل هذه الأهداف يستدعي بالدرجة الأولى إيجاد شراكة عالمية حقيقية تعمل على تشجيع الحوار وبث روح التسامح والتفاهم بين مختلف الثقافات والحضارات واحترام مقدسات الشعوب وتفهم الجوانب الحساسة من ثقافاتها، خصوصاً في وقت أوجدت فيه معطيات العولمة وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة فرصاً فريدة ومتزايدة للترابط والوصول للجماهير. وقال إن الحوار بين الحضارات والتبادل الثقافي لا بد أن يتخذ أشكالاً متعددة بما في ذلك الحوار بين دول الشمال والجنوب والغرب والشرق، موضحاً أن الإثراء المتبادل لأي حوار في هذا الإطار لا بد أن يؤسس على المساواة والموضوعية والشفافية وأن يتخذ بشأنه الإجراءات المناسبة الكفيلة بمواجهة حوادث العنف والتمييز كافة القائمة على أساس الدين أو العرق أو الجنس لضمان عدم استفحال آثارها السلبية على المجتمعات. ودعا إلى وضع نهج معياري في سياق عالمي للتعامل مع هذه الأعمال التي أثبتت أنها لا تزال تشكل خطراً واضحاً وقائماً على السلام والأمن والاستقرار في العالم بما في ذلك اعتماد تدابير لتجريم التحريض على العنف القائم على أساس الدين بما في ذلك امتهان مقدسات الديانات الأخرى. وطالب بضرورة مكافحة محاولات تشويه الأديان والتحريض على الكراهية الدينية بصفة عامة عن طريق وضع استراتيجيات محلية وإقليمية ودولية من خلال النقاش والحوار البناء بين الثقافات والاحترام الكامل لكافة المعتقدات والأديان. وأعرب في هذا الصدد عن دعم الإمارات وعلى مدار السنوات العشر الماضية للبرنامج العالمي للحوار بين الحضارات الذي اعتمدته الجمعية العامة وأيضاً إعلانها عام 2010 سنة دولية للتقارب بين الثقافات بهدف إظهار أن التنوع هو إثراء للبشرية ومصدر للإبداع والابتكار.
المصدر: نيويورك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©