الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الشيخة فاطمة: الدعم اللامحدود من رئيس الدولة جعل المرأة الإماراتية نموذجاً عالمياً

الشيخة فاطمة: الدعم اللامحدود من رئيس الدولة جعل المرأة الإماراتية نموذجاً عالمياً
19 أكتوبر 2010 23:55
أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي العام، أن الإنجازات الحضارية الشاملة التي حقّقتها المرأة في دولة الإمارات يعود الفضل فيها، بداية، بعد عون المولى عز وجل إلى الرؤية الثاقبة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، لدور المرأة الحيوي في بناء الوطن ومن ثمّ مناصرته لقضاياها وتشجيعه على تأسيس الاتحاد النسائي العام ودعمه اللامحدود له. وقالت سموها، إن “هذه الرؤية تعمّقت في فكر ونهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الذي أنجز برامج وخططاً طموحة لتمكين المرأة، وفتح أمامها الآفاق الواسعة لتتبوأ أعلى المناصب في جميع المجالات السياسية والنيابية والتنفيذية والاقتصادية والاجتماعية ومختلف المواقع القيادية التي تمكّنها من اتخاذ القرار”. جاء ذلك في اللقاء الذي أجرته مع سموها مجلة النهضة في عددها الأول الذي صدر أمس عن جمعية النهضة النسائية بدبي. وهنأت سموها جمعية النهضة النسائية بدبي على إصدار مجلة (النهضة) النسائية، متمنية لها النجاح في أن تكون إضافة ثرية للصحافة النسائية في بلدنا، والمساهمة بإيجابية في خدمة قضايا المرأة والمجتمع. وذكرت سموها أن ما وصلت إليه المرأة الإماراتية يعود الفضل في بعض ما حققته من منجزات باهرة إلى تضامن جهود رئيسات وعضوات الجمعيات النسائية في الدولة اللواتي كان لعزيمتهن وتعاونهن الصادق الأثر الكبير في السباق مع الزمن وتجاوز المراحل وتخطّي الكثير من الصعاب للنهوض بالمرأة، والوصول بابنة الإمارات إلى ما هي عليه اليوم، من مكانة رفيعة. دعوة للعلم والعمل ودعت الشيخة فاطمة، المرأة إلى المزيد من العلم والعمل والثقة بنفسها والتمسك بتعاليم دينها الإسلامي الحنيف وتقاليدها المتوارثة الأصيلة، والمحافظة على المكتسبات التي حقّقتها وترسيخها بالمزيد من العمل والجهد والعطاء والمشاركة الحيوية في مختلف مجالات العمل وعلى المستويات كافة. كما دعت سموها الأسرة، إلى ترسيخ وتأصيل قيم التراحم والتواصل والتماسك في مواجهة التحديات الخطيرة التي تحملها رياح التغيير في العالم من حولنا من مظاهر وبِدع وممارسات غريبة عن ثقافتنا وتقاليدنا الأصيلة. وشددت سموها على أنها لا تدعو إلى الانغلاق والانكفاء على الذات، بل إلى مواكبة معطيات العصر الحديث وفق منهج قويم يعتمد على الانتقاء الواعي بين الأصالة والمعاصرة، بحيث يكون اختيارنا ملائماً مع قيم بيئتنا وثقافتنا وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا الأصيلة. حاضر المرأة ولفتت إلى أن المرأة أصبحت تشغل اليوم أربعة مقاعد وزارية في مجلس الوزراء، مما يعد من أعلى النسب تمثيلاً على المستوى العربي، وتتمثل بتسع عضوات في المجلس الوطني الاتحادي “البرلمان” من بين أعضائه الأربعين وبنسبته 22,3 في المائة، والتي تُعد أيضاً من أعلى النسب على صعيد تمثيل المرأة في المؤسسات البرلمانية. وعينت وزارة الخارجية التي يعمل فيها أكثر من 65 دبلوماسية، سيدتين سفيرتين للدولة في إسبانيا والسويد. كما عملت المرأة في الهيئة القضائية بتعيين أول قاضية ابتدائية مواطنة، وأول وكيلة نيابة عامة، وأول مأذونة شرعية بدائرة القضاء في أبوظبي. ودخلت كذلك مجال الطيران المدني والعسكري والدفاع الجوي كمقاتلة ومهندسة في شركتي طيران “الاتحاد” و”الإمارات” الوطنيتين، والسلاح الجوي بالقوات المسلحة، بالإضافة إلى عمل المرأة في مختلف أفرع وحدات وزارة الداخلية. وأكدت أن المرأة الإماراتية أصبحت تشكل اليوم، بدعم من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، رقماً مهماً له دلالته في مسيرة التنمية التي تشهدها البلاد. وتشغل المرأة الإماراتية، 66 في المائة من وظائف القطاع الحكومي، ومن بينها 30 في المائة من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار و15 في المائة من الوظائف الفنية التي تشمل الطب والتدريس والصيدلة والتمريض، إلى جانب انخراطها في صفوف القوات النظامية بالقوات المسلحة والشرطة والجمارك. واقتحمت المرأة بكفاءة واقتدار ميدان الأعمال بعد تأسيس مجلس سيدات الأعمال الذي يضم نحو 12 ألف سيدة يُدرن 11 ألف مشروع استثماري، تصل حجم الاستثمارات فيها إلى نحو 12,5 مليار درهم. كما وصل عدد النساء اللواتي يعملن في القطاع المصرفي الذي يُعد أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد إلى نحو 37,5 في المائة. مكاسب مستقبلية وقالت سموها، إن طموحاتي لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات للمرأة الإماراتية لا حدود لها، وسنسعى حثيثاً ونعمل جاهدين لتعزيز دورها في مختلف المجالات ليكون لها السبق والريادة في مختلف مواقع العمل، وتفعيل دورها وتعظيم مسؤولياتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية وغيرها من المواقع. وشددت على أهمية أن تكون المرأة الإماراتية شريكاً حقيقياً فاعلاً في برامج وخطط التنمية المستدامة وليست مشاركاً فقط. ثقافة التطوع وانتقلت سموها للحديث عن ثقافة التطوع، فقالت، إن نظرتنا إلى العمل التطوعي أنه ممارسة إنسانية راقية تُجسِّد نهجاً وسلوكاً حضارياً يُعبِّر عن رُقي الأمم والشعوب، لما يُمثِّله من رمز للتآخي والتآزر والتعاون، ولارتباطه الوثيق وتعبيره الصادق عن أرفع معاني وقيم الخير الإنسانية. ونوهت إلى أن العمل التطوعي يُمثِّل إحدى القيم الأساسية للتفاعل الإنساني البنّاء في المجتمعات المتحضرة. وكانت دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، سبَّاقة دائماً وحاضرة دوماً في كل ميادين ومجالات العطاء الإنساني منذ أن أسس وأرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ركائز العمل التطوعي وغرس في وجدان شعبه حب العمل التطوعي. وقالت سموها، “لقد بادرنا، انطلاقاً من قناعتنا الراسخة بأهمية العمل التطوعي في بناء المجتمع ونشر قيم التراحم والتآزر فيه، برعاية ودعم حملة (المليون متطوع) التي نظّمتها مبادرة زايد العطاء في شهر يوليو من العام الماضي لترسيخ القيم الإنسانية للعمل التطوعي في وجدان أبناء الوطن”. كما استضفنا في نهاية شهر يناير من هذا العام (المؤتمر الثاني للتطوع) و(المؤتمر الخليجي للتطوع) انطلاقاً من حرصنا واهتمامنا الكبير لتفعيل آليات العمل التطوعي، ليسهم بفعالية وجدية في التخفيف من معاناة الآخرين ومساعدتهم في تجاوز المحن التي يتعرضون لها. وأكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك مواصلة الجهود من أجل ترسيخ مفهوم العمل التطوعي بين فئات المجتمع كافة، خاصة أبنائي وبناتي الشباب والشابات، وأتطلع في الوقت نفسه إلى دور رائد للأسرة والمدرسة والجهات المعنية الأخرى في غرس قيم التضحية وتنمية روح العمل الجماعي في نفوس النشء لحفز طاقاتهم في مجال العمل التطوعي، بما يُعزِّز في ذات الوقت من مفهوم الهوية الوطنية والانتماء الوطني. دعم العمل الاجتماعي ورداً على سؤال حول دعم وتعزيز العمل الاجتماعي الخلاّق خدمة لأطر ومنهجيات التنمية المستدامة، قالت سموها، “تبنّى الاتحاد النسائي العام والجمعيات النسائية المنضوية تحت لوائه في الدولة منذ تأسيسه في عام 1975 العديد من الخطط والاستراتيجيات للنهوض بالمرأة، لعلّه كان من أبرزها وأهمها الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة التي أطلقها الاتحاد في نهاية عام 2002، ويجري العمل بصورة مستمرة على تنفيذها”. ومثّلت هذه الاستراتيجية نقلة نوعية ومرحلة طموحة مهمة في النهضة النسائية لمواكبة الألفية الجديدة بعزيمة قوية وخطط وبرامج محددة وآليات عمل فاعلة، استهدفت بصورة أساسية حقوق المرأة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتشريعية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والإعلامية والبيئية والتعليمية والصحية. وقالت الشيخة فاطمة، “أشعر اليوم بالرضا والسعادة أن جلّ أهداف هذه الاستراتيجية قد أنجزت في فترة وجيزة، خاصة بعد أن تسارعت خطوات تنفيذها بالدعم اللامحدود الذي قدّمه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بإطلاقه مشروعه الطموح لتمكين المرأة الذي شكّل نقلة حضارية نوعية في الانتصار لحقوق المرأة على الصعد السياسية والتنفيذية والتشريعية كافة، ومكّنها من أن تتبوأ الصدارة كنموذج عالمي في حصول المرأة على حقوقها الدستورية”. وأضافت “إننا إذ نتطلع إلى المزيد من مبادرات الدعم من قيادتنا السياسية الحكيمة، ماضون في الوقت نفسه في العمل على استكمال البرامج التي تضمّنتها هذه الاستراتيجية وتحديثها وتطويرها لتُلبّي الاحتياجات المستجدة لابنة الإمارات في مختلف الميادين، وتعزيز وتأصيل دورها في المشاركة الإيجابية الفاعلة في التنمية المستدامة”. التعاون عربياً وعالمياً وعن الاستفادة من التجارب العربية والعالمية، ذكرت سموها، أنه منذ تأسيس الاتحاد النسائي العام في عام 1975، اتجه إلى مدّ أواصر التعاون والتنسيق مع الاتحادات والجمعيات النسائية الخليجية والعربية والعالمية لقناعتنا التامة بأهمية تبادل الخبرات والتجارب مع الآخرين، أينما كانوا”. وقالت، إن “ذلك يتم مع حرصنا على ممارسة حقنا في تنفيذ الاستراتيجيات والسياسات والبرامج التي نراها تتلاءم مع ظروفنا وبيئتنا ولا تتعارض مع الاحترام الكامل للقيم الدينية والأخلاقية والتقاليد الأصيلة والعادات الحميدة التي نؤمن بها”. وأشارت سموها إلى أنه انطلاقاً من هذا التوجّه، تمت المشاركة في المؤتمر العالمي الأول للمرأة الذي عقد في المكسيك في عام 1975، أي بعد أشهر قليلة فقط من العام نفسه الذي تأسس فيه الاتحاد النسائي العام. ولفتت سموها، إلى أن ما وصلت إليه المرأة الإماراتية اليوم من تقدّم مشهود على الصعيد الوطني يُحتِّم عليها وعلينا الانفتاح بثقة على العالم بأسره، باعتبارنا جزءاً فاعلاً في ساحاته وفضاءاته وحركته، لا يمكن أن ننعزل عنه، وقد أصبح “قرية صغيرة واحدة”، مع ضرورة الاحترام والحفاظ على خصوصيتنا البيئية والثقافية. ونبهت سموها إلى أنه لا يمكن الانعزال عن العالم والانكفاء على الذات، وأن الطبيعي هو الانفتاح الواعي على معطيات ومتطلبات العصر الحديث، مع إعمال العقل في اختيار ما يتناسب مع قناعاتنا وبيئتنا وثقافتنا، ويتماشى ويتفق مع أحكام ديننا الإسلامي الحنيف وشريعتنا السمحاء. دور الاتحاد النسائي ورداً على سؤال حول ما أنجزه الاتحاد النسائي، قالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك: “إنني أشعر اليوم بالاغتباط لما وصل إليه الاتحاد النسائي العام من مكانة مرموقة على المستويات كافة، العربية والإقليمية والدولية، بعد النجاحات المتواصلة التي حقّقتها ابنة الإمارات في مدّ جسور التعاون البنّاء ولحضورها الإيجابي والتفاعل على صعيد المشاركات الخارجية في هذه المحافل”. سياسات متكاملة لترسيخ الهوية الوطنية أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أن دولة الإمارات نهجت، منذ قيام اتحادها، سياسات متكاملة لترسيخ الهوية الوطنية من خلال الاهتمام بقضايا الأسرة، خاصة الأم، لما لدورها من أهمية كبرى في بناء ونسج خلايا المجتمع. وأشارت إلى أن الدولة قطعت أشواطاً بعيدة في تحقيق أهدافها في هذا الخصوص، إضافة إلى هدفها الأسمى في بناء الإنسان المتعلم الواعي القادر على خدمة وطنه ومجتمعه، بما في ذلك المرأة التي تُمثِّل نصفه الآخر. وقد أوجزنا في مستهل حديثنا هذا، جوانب من المكاسب الكبيرة والإنجازات الضخمة التي حقّقتها في مسيرتها النهضوية. الطفل يحظى بأولوية الاهتمام قالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، إن “الطفل يحظى بالأولوية في اهتمامنا باعتباره يُمثِّل المستقبل المشرق الذي نتطلع إليه، لذلك أعلنا في نهاية العام الماضي، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) عن إعداد أول استراتيجية شاملة لرعاية الطفولة”. وتهدف الاستراتيجية إلى توفير بيئة آمنة تُنمِّي قدرات الأطفال وتعمل على تطوير التشريعات والسياسات والبرامج التي تُعنى بالنواحي الجسدية والعقلية والاجتماعية لتلبية احتياجات الطفل بشكل شامل يتماشى مع المبادئ الأساسية لحقوق الطفل في التشريعات والقوانين والمواثيق الدولية. الخدمات النسائية في جميع أرجاء الوطن حول دور المرأة الريفية، قالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك إنه مع التطور الحضاري الشامل الذي حقّقته دولة الإمارات، والنهضة العمرانية والبنية التحتية الحديثة التي أقامتها في جميع أرجاء الوطن، لم تعد هناك مناطق بعيدة أو نائية بعد أن انتقلت إليها كل المتطلبات العصرية للحياة فيها”. وذكرت أن الاتحاد النسائي العام والجمعيات والاتحادات النسائية على مستوى الدولة موجودة في جميع المناطق، وتقوم بصورة منتظمة ودورية بتنفيذ العديد من البرامج النشطة التي تُسهم في تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع، بما في ذلك برامج متقدمة في التعامل مع التكنولوجيا وتعلّم الحاسوب وتوفير كل فرص التعليم للمرأة، بالإضافة إلى برامج للتوعية الصحية والاجتماعية وإقامة ورش عمل مهنية متعددة لتأهيل المرأة وإعدادها للانخراط في سوق العمل في مجتمعاتها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©