أكد الرئيس المصري حسني مبارك دعم مصر الكامل لإحلال السلام والاستقرار والتنمية في ربوع السودان واستعدادها لتقديم كافة أشكال المساعدة للسودان. وقرر الرئيس المصري إيفاد وزيرين إلى كل من الخرطوم وجوبا غداً فيما بدا تحركاً مصرياً لمحاولة حلحلة تعقيدات استفتاء جنوب السودان المقرر اجراؤه في يناير المقبل.
وشدد مبارك خلال استقباله امس وزير الدفاع السوداني الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين الذي نقل له رسالة من نظيره السوداني عمر البشير ـ على أن مصر تساند إجراء استفتاء يتمتع بالشفافية وفقا لرغبة أبناء السودان ويؤدي إلى وحدة طوعية واختيارية بين الشمال والجنوب.
وقال وزير الدفاع السوداني انه قدم خلال اللقاء مع الرئيس مبارك شرحا وافيا حول الأوضاع في السودان، خاصة مناطق التماس بين الشمال والجنوب والمشكلات التي تواجه إجراء الاستفتاء في مواعيده وما يجب أن يتم قبل إجراء الاستفتاء من عمليات مهمة حتى نضمن أن يقود الاستفتاء إلى السلام. وأوضح أن القضية الجوهرية للمسألة بين الشمال والجنوب هي قضية السلام والأمن والاستقرار وبالتالي ينبغي الإعداد جيدا لإجراء الاستفتاء لانه ليس غاية وإنما وسيلة من أجل ترسيخ ودعم الأمن والاستقرار في ربوع السودان.
وقال وزير الدفاع السوداني إنه شرح للرئيس مبارك أهمية ترسيم الحدود حتى يتم الاستفتاء على حدود معلومة ومعروفة وضرورة حل قضية أبيي. موضحا أن أهمية منطقة ابيي لا تتعلق فقط بظهور البترول فيها كما تردد وسائل الإعلام ولكن أهميتها تتعلق بقضاء بعض القبائل السودانية الكبرى فيها سبعة أشهر من كل عام للرعي. وقال الفريق اول عبدالرحيم حسين انه تم الاتفاق على ترسيم ما نسبته 80 في المئة من الحدود بين الشمال والجنوب والمشكلة تكمن في اقل من 20 في المئة من الحدود. مؤكدا ضرورة حل مشكلة ترسيم الحدود لتمهيد الأرض أمام الاستفتاء حتى لا يكون هناك أي مبرر لحدوث اقتتال في المستقبل. وقال إن مناقشات تجري حاليا لحل عدد من القضايا العالقة مثل الهوية والديون وتقسيم البترول وذلك قبل الاستفتاء حتى يكون أداة لدعم الاستقرار والسلام.
وحول وجود مؤشرات لتأجيل الاستفتاء قال إن المنطق والواقع يقول هكذا ولكن من الضروري حل جميع القضايا مثل الحدود وابيي في إطار الدولة الواحدة لان حلها في إطار دولتين يفتح المجال أمام التدخلات الأجنبية والتباعد. وحول رد فعل حكومة الخرطوم في حالة إعلان انفصال الجنوب من طرف واحد قال “هذا أمر غير قانوني ولن يعترف به الاتحاد الافريقي أو غيره لأنه سيتناقض مع إجراءات اتفاق السلام”. وحول ما إذا كان قد تم ترسيم الحدود بالفعل قبل بدء الاستفتاء قال انه تم الاتفاق على ترسيم 80 في المئة من الحدود على الورق باستثناء اربع مناطق صغيرة هي جودة والمجانس وحفرة النحاس وكاكا التجارية بالإضافة إلى منطقة ابيي.
وقال إن الجانب الجنوبي تغيب طوال الأشهر الماضية عن حضور الاجتماعات الخاصة بحسم تلك القضايا رغم الدعوات المتكررة إليه مما أدى إلى عدم حسمها. وأكد وزير الدفاع السوداني أن الوضع في دارفور حاليا في أحسن حالاته حيث اختفت بعض الحركات المسلحة من الوجود تماما، وأصبحت بعض الحركات الأخرى في اضعف حالاتها. وحول نشر قوات دولية بين الجنوب والشمال قبل إجراء الاستفتاء قال “ليس هناك أي اتفاق أو قرار بنشر قوات دولية وهذا الأمر غير مطروح وسبق وان نفت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ذلك”.
إلى ذلك يتوجه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان إلى الخرطوم وجوبا غداً الخميس لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين، على رأسهم الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميراديت. وقال مصدر مسؤول بالخارجية المصرية إن مهمة الوفد المصري تهدف بدرجة أساسية إلى العمل على إزالة الخلافات بين شريكي الحكم في السودان وتهيئة المناخ لإجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب المقرر في التاسع من يناير المقبل في جو من الشفافية بما يفضي إلى تنفيذ الاتفاقيات الموقعة واحترام إرادة أهل الجنوب.
حزب البشير يعرض التعاون مع الأحزاب لدعم الوحدة
سناء شاهين(الخرطوم) - أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بزعامة الرئيس عمر البشير استعداده للتعاون مع كافة الأحزاب السياسية المعارضة من أجل دعم وحدة البلاد مؤكدا أنه سيواصل جهوده على كافة المستويات من أجل حل أزمة دارفور وإجراء استفتاء نزيه وشفاف يعبر عن خيار الجنوبيين.في وقت تم تأجيل اجتماع رئاسة الجمهورية والذي كان يتوقع أن يحسم الجدل بشان ترسيم الحدود واستفتاء ابيي إلي موعد لم يعلن عنه بعد. وشهد اجتماع المجلس القيادي للمؤتمر الوطني برئاسة الرئيس عمر البشير جدلا ساخنا حول ترتيبات الاستفتاء ومستقبل العلاقة مع الجنوب. وقال نافع على نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب عقب الاجتماع إن حزبه على أتم استعداد للتنسيق مع الأحزاب التي لم تشارك في اللقاء الذي دعا له الرئيس من قبل. وأضاف عرضنا عليهم الدعوة للاتفاق علي تحقيق الوحدة وأشار إلي أن الاجتماع استمع لتقرير حول الاستفتاء وسلام دارفور بجانب تقرير حول العمل المشترك بين حزبه والقوى السياسية من اجل الوحدة لقيام استفتاء حر ونزيه.
عدد اليوم
