بيروت-الاتحاد ووكالات الأنباء: تدفقت قوافل النازحين العائدين إلى قراهم في جنوب لبنان أمس لليوم الثاني على التوالي حيث امتدت طوابير السيارات عشرات الكيلومترات على الطريق الساحلية بين بيروت وصور· في وقت سارعت الهيئة العليا الحكومية للإغاثة الى الإعلان عن بدئها فورا في دفع مساعدات مالية لعائلات الشهداء والجرحى والمعوقين من جراء العدوان الاسرائيلي وذلك بالتزامن مع بدء ناشطي ''حزب الله'' أيضا ورشة عمل في صور تشمل توزيع المساعدات ورفع الأنقاض وإجراء مسح للأضرار تمهيدا لاستئجار مساكن للذين دمرت منازلهم·
وجاء في بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وبصفته رئيس الهيئة العليا للاغاثة قرر ان تبادر الهيئة فورا الى دفع مساعدة مالية لعائلات الشهداء والجرحى والمعوقين نتيجة العدوان الاسرائيلي· فيما أكد مسؤول في ''حزب الله'' بدء تقديم المساعدات للمنكوبين عبر منح العائلات التي تريد تولي الاعمار بنفسها مبلغ 20 ألف دولار كدفعة أولى· وأفاد نازحون ان مسؤولين في الحزب بدأوا منذ صباح الاثنين وحتى قبل ان يتم بث كلمة الامين العام للحزب حسن نصرالله يجولون على مراكز اللاجئين حيث وزعوا مبالغ مالية لمساعدتهم على العودة· كما توزعت فرق عديدة من الحزب في مناطق الجنوب والبقاع من أجل مسح الاضرار والحاجات· وقال مسؤول الحزب ''اذا استطعنا ان نستأجر منازل للذين دمرت منازلهم سوف نفعل وعندما ننتهي من عملية المسح التي يشرف عليها 60 مهندسا ينتشرون في قطاع صور سوف نرفعها الى الامين العام·
وعند مدخل صور، رفعت لافتات صفراء كتب عليها ''لبنان الجميل الصغير هزم اسرائيل''، فيما وقف اكثر من ثلاثين شابا على الطرق المؤدية الى المدينة وقد ارتدوا قمصانا عليها صور نصرالله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري يوزعون الحلوى على سيارات النازحين العائدين الى المدينة·
وشهدت الطريق في الدامور جنوب بيروت ازدحاماً خانقاً بسبب صعوبة المرور على الجسر الذي دمره الطيران الاسرائيلي في المنطقة تدميراً كاملاً· فيما شوهدت جرافات تابعة للجيش اللبناني تعمل على استحداث طرقات فرعية لتسهيل عبور السيارات باتجاه الجنوب· وكان لافتاً ان عدداً كبيراً من النازحين العائدين آثروا عدم الانتظار فحملوا أمتعتهم وقطعوا الجسر سيراً على الاقدام وشكلوا تظاهرة ضخمة امتدت لمسافة كيلومترات يتقدمها الاطفال الذين رفعوا صور نصرالله وهتفوا ''الموت لاسرائيل''·
وفي شرق لبنان، امتدت طوابير السيارات ايضا من معبر المصنع الحدودي مع سوريا حتى بلدة شتورا في سهل البقاع· كما شهدت الطرق الفرعية المؤدية الى صيدا عبر جبل الشوف الدرزي حركة سير ناشطة هربا من زحمة الطريق الساحلية· وقال ماجد عبود الذي كان يجلس على ظهر شاحنة مكشوفة في طريق العودة الى قريته قانا ''اريد وضع صورة نصرالله على الدولار حتى يستطيع العالم كله ان يراه··حققنا النصر''· وقالت زهرة غيث (34 عاما) وهي أم لخمسة اطفال ''نحن سعداء للغاية··انها أرضنا وبلدنا ودارنا··لم يكن هناك داع للحرب لكن اسرائيل بدأتها وعلينا ان نحرر أرضنا··أنا مع المقاومة حتى الموت''· ورأت أمل سعد غريب التي ألفت كتابا عن ''حزب الله'' إن هناك مخاوف حقيقية لدى الحزب من أن إسرائيل سوف تتذرع بأي حجة لشن هجوم آخر، وأضافت أن اللهجة التي كتب بها قرار الأمم المتحدة لا تسهم بما فيه الكفاية في تهدئة أي صراع· وقال ميشيل حداد (24 عاما) الذي يدير متجرا للملابس في بيروت ''لن يدوم وقف النار أكثر من أسبوع··حزب الله لن يتخلى بسهولة عن سلاحه لذلك فإن أي شيء يمكن أن يشعل النار في الجنوب وستنفجر المنطقة كلها مرة أخرى''
عدد اليوم
