ليلونجوي (د ب أ) - بالنسبة للمزارع جيريفانزيو سولوما، كان موسم نمو المحصول للعام 2011 - 2012 كارثياً. فهو واحد من بين آلاف المزارعين في مالاوي الذين كانوا يزرعون الذرة، لكنهم تحولوا إلى زراعة القطن، وهي فكرة ثبتت تكلفتها العالية. يستذكر سولوما قائلاً “العام الماضي كانت أسعار القطن جيدة للغاية. أصدقاؤنا الذين زرعوا القطن حققوا الكثير من الأموال”. وأنه شعر في ذلك الوقت أنه يبدد وقته بزراعة الذرة.
وقال سولوما، الذي يعيش في منطقة بالاكا الجنوبية وهو يرثي حاله: “انضممنا إلى معركة زراعة القطن على أمل أننا سنحقق أموالاً. لكن انظر إلى الأسعار (المتدنية) المعروضة علينا في السوق. نحن لم نزرع الذرة بما فيه الكفاية ونجوع بالفعل”.
وتتراجع أسعار القطن العالمية من مستوياتها المرتفعة القياسية قبل عام لتنخفض بمقدار النصف. كما لعبت الأزمة الاقتصادية العالمية بدورها. المزارعون في مالاوي، التي يعتمد اقتصادها على الزراعة وإحدى أفقر الدول في العالم، يتأثرون بشدة بصدمات الأسعار العالمية. وتلقت تلك الدولة الحبيسة الواقعة في جنوب القارة الأفريقية، حيث يعيش معظم سكانها في فقر ضربات في الآونة الأخيرة، عندما خسرت محاصيل نقدية أخرى قيمتها برغم أن التبغ وهو محصول رئيسي للبلاد شهد انتعاشا في أسعاره.
ويقول سولوما إنه يجب أن يطعم أسرة مؤلفة من ستة أفراد، فيما تتضاءل الإمدادات في مخزنه للحبوب. وأضاف أنه “كان هناك قدر وافر من الحبوب العام الماضي والأسعار واصلت تراجعها. غير أننا نتوقع أن تنخفض أسعار الذرة بشكل أكبر هذا العام” ملقياً بالمسؤولية على التجار الذين يتلاعبون بالسوق. وأوضح أن “التجار رفعوا الأسعار بحوالي ثلاثة أمثال، وتكون هناك مضاربة بنهاية العام، بحيث يمثل سعر جوال الذرة ثروة”.
ووفقاً لأحدث تقييم حكومي هناك نحو 1,63 مليون شخص، أو حوالي 11% من سكان مالاوي سيحتاجون إلى مساعدة غذائية هذا العام، في حين أن حوالي 200 ألف شخص احتاج لمثل هذه المساعدة العام الماضي. وتعتمد الحكومة على المساعدة الأجنبية لتوفير حوالي 40% من ميزانيتها.
وفي تقرير حديث، شدد صندوق النقد الدولي على أن هناك “حاجة لتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي للمساعدة في التخفيف من آثار إصلاح السياسات على الفقراء”.
عدد اليوم
