الطفلة عائشة

ما استفز قلمي هي الطفلة عائشة التي أصبحت تسأل أمها متى سوف تنتهي إجازة المدرسة ونعود للمدرسة؟ ولماذا اخوتها ليس لديهم اجازة مثلها؟ ومتى سوف تستخدم أدوات المدرسة التي اشتراها لها والدها؟ ربما سيخطر ببالكم سؤال لماذا أخوتها يدرسون وهي لا، رغم أنهم جميعاً يحملون صفة بدون؟؟ والجواب هو أن يد الخير امتدت لهم وتكفلت بدفع رسوم المدرسة سنوياً، أما عن عائشة فعندما أراد شخص التكفل بمصاريف دراستها قالوا له إن القرار الوزاري الجديد بأن من يحملون صفة بدون لا يحق لهم الدراسة إن كان في المدارس الحكومية أو الخاصة من أجل ذلك مات حلم الطفلة التي لم تتعد سبع سنوات وبقيت حبيسة جدران منزلها وهي ترى كل الصبية في نفس عمرها يذهبون للمدرسة· ليس لأنك تعاني من نفس المشكلة أو القضية تتحدث عنها ولكنك تعيش وسط مجموعة من الناس تعرف آلامهم وهمومهم ومتاعبهم مثلما يعلمون بهمومك·· قلمي اليوم اختار هذا الموضوع الذي طالما سمعنا عنه وتحدث عنه الكثيرون وأنا هنا أحاول أن أسلط الضوء على بعض النقاط وتصل إلى المسؤولين· أعلم ربما أن هؤلاء الفئة لا يحملون الجنسية من هذه الدولة ولكنهم ولدوا بها وتربوا فيها وعاشوا كل أعمارهم بها منذ سنوات، إذن أصبحوا أبناء هذه الأرض الطيبة· كيف يقتلون حلم طفل بأن يخرجوه من مدرسته لأنه فقط يحمل صفة بدون، عائشة طفلة في الصف الأول الابتدائي قتلوا حلمها بأن أخرجوها من مدرستها وأصبحت كل مساء تحلم بأن يصبح شمس يوم الغد وتستيقظ لتكون في مدرستها بين زملائها ومعلميها، إلا أن كل يوم تشرق به الشمس تكتشف أن حلمها ما هو الا مجرد حلم ينتهي مع ظلام الليل· سالم حسن