الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية: بوادر استئناف «السداسية»

23 يوليو 2011 22:01
قال الموفدان الكوري الشمالي والكوري الجنوبي، اللذان اجتمعا على هامش قمة وزراء خارجية الدول الآسيوية الجمعة الماضية إنهما قد اتفقا على الدفع من أجل إحياء المحادثات "السداسية" المتوقفة والمختصة بمناقشة موضوع نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية. في هذا الشأن، قال"راي يونج هو" الدبلوماسي الكوري الشمالي للصحفيين: "لقد اتفقنا على بذل جهود من أجل إحياء المحادثات السداسية في أسرع وقت ممكن". ويذكر أن تعيين "راي" كموفد جديد للمحادثات كان قد أعلن في موعد سابق في اليوم نفسه الذي أدلى به بهذا الحديث للصحفيين. في الوقت نفسه وصف" واي سانج - لاك" نظيره الكوري الجنوبي المحادثات التي جرت بينهما بـ"أنها بناءة ومفيدة". وأثنى المسؤولون الأميركيون على اللقاء ووصفوه بأنه "مهم"، ولكن تقييماتهم للوضع برمته اتسمت بالحذر، فقد أدلى مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية لديه إلمام بما دار في المفاوضات وغير مخول بالإعلان عن اسمه بتصريح قال فيه"ليس هناك تصميم على الاندفاع للتوصل لاستنتاج حول أي شيء. فعندما تتعامل مع الكوريين الشماليين، ندرك أن تعلم أهمية الصبر من الفضائل المهمة". وأضاف هذا المسؤول:"وحقيقة أنهما - المسؤولان الكوريان - قد تقابلا في جلسة علنية على النقيض من بعض الجلسات السرية التي أجرياها من قبل، ربما يحمل في طياته قدراً من الأهمية". ومن المعروف أن المحادثات السداسية التي تضم بالإضافة للكوريتين الولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا كانت قد توقفت عام 2008 بعد أن انسحب الكوريون الشماليون احتجاجاً على الانتقادات الدولية الموجهة إليهم بشأن إطلاق صواريخ محظورة. منذ ذلك الوقت تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية بعد أن أجرت بيونج يانج تجربة نووية وضربت - كما يقال - سفينة حربية كورية جنوبية بالطوربيد، وقصفت أفراداً مدنيين وعسكريين في جزيرة كورية جنوبية، ما أدى إلى مصرع أربعة أشخاص ووقوع أضرار مادية. وفي شهر نوفمبر الماضي كشفت كوريا الشمالية لعالِم أميركي معلومات عن برنامجها في تخصيب اليورانيوم، تثبت أن هذه الدولة لديها مسار آخر لتصنيع أسلحة نووية. مع ذلك أبدى الكوريون الشماليون في الشهور الأخيرة رغبة في العودة للمحادثات، وهو ما يمكن أن يؤدي بهذه الدولة المعزولة والسلطوية إلى التخلي عن أجزاء من برنامجها النووي، في مقابل مساعدات اقتصادية تحتاجها بشدة. والاجتماع الذي جرى وجهاً لوجه بين موفدي البلدين جرى على هامش قمة لأكبر منتدى أمنى للقارة الآسيوية"، وهو اتحاد أمم جنوب شرق آسيا أو" الآسيان". يوم الخميس الماضي، قال "سانج كيم" مبعوث الولايات المتحدة الخاص للمحادثات "السداسية" والمرشح لشغل منصب سفير الولايات المتحدة في سيؤول، إن الولايات المتحدة "ليست مقتنعة بأن الكوريين الشماليين مستعدون حقاً للعودة مرة أخرى للدبلوماسية والمفاوضات الجادة". وأضاف كيم:"إن هذا تحديداً هو السبب الذي جعل كل من سيؤول وواشنطن يتبعان نهجاً في غاية الحذر، ولا يندفعان بسرعة لطاولة المفاوضات". وإذا إخذنا هذه الشكوك في الاعتبار، فإن الاعتقاد سيكون هو أن الخطوة التالية التي ستخطوها الولايات ستكون مناقشة الوضع مع كوريا الشمالية واليابان، كما قال المسؤول الأميركي الكبير، الذي أضاف أيضاً إنه من المتوقع أن تعقد الدول الثلاث اجتماعاً يخصص برمته لمناقشة الموضوع الكوري الشمالي. وقبل أن يلتقي الموفدان الكوري الشمالي والجنوبي بوقت قصير، كانت الولايات المتحدة والصين التي تعتبر من الحلفاء القلائل لكوريا الشمالية، قد ناقشا الموضوع على هامش اجتماع عقد بين مسؤوليهما. في هذا السياق أدلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بتصريح قالت فيه إنها ووزير الخارجية الصيني" يانج جييشي" قد ركزا على" رغبتهما المشتركة في تحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية". وقد أمن"يانج" على ذلك بقوله"إن أي شيء نستطيع القيام به معاً من أجل تحقيق مناخ أفضل وإنجاز حوار مثمر بين الطرفين المعنيين وإعادة إطلاق المحادثات السياسية سيكون بالتأكيد في مصلحة السلام والاستقرار والأمن". وخلال الاجتماع أعرب "يانج" عن عدم رضا الصين على الموضوعين اللذين يسببان إزعاجاً في العلاقات الأميركية- الصينية في الوقت الراهن وهما: اللقاء الذي أجراه الرئيس الأميركي مع الدلاي لاما في واشنطن هذا الشهر، والأنباء المتداولة حول أن الولايات المتحدة تفكر في بيع طائرات نفاثة مقاتلة لتايوان. رداً على ذلك أثارت كلينتون في الاجتماعات، موضوع المزاعم الصينية حول حقوقها في بحر الصين الجنوبي، والذي يعتقد أنه يحتوي على نفط ومعادن ثمينة. خلال الأسابيع الأخيرة كانت قد وجهت اتهامات للقوات الصينية بأنها قد أطلقت النار على صيادين فلبينيين، ولاحقت سفينة فلبينية للتنقيب عن النفط في أعماق البحار، كما قطعت كوابل الاستكشاف الخاصة بسفينة فيتنامية أخرى. ويشار إلى أن هناك ستة دول تدعي ملكية أجزاء من بحر الصين الجنوبي، وأن ادعاء الصين في هذا السياق، هو الأكبر حيث تدعي ملكيتها للمنطقة بالكامل تقريباً. يوم الخميس الماضي، وافقت الصين وعدة دول في "الآسيان" على دليل سلوك غامض وغير ملزم في بحر الصين الجنوبي. حول ذلك الموضوع، أدلى "كريت كاميل" مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، بتصريح قال فيه:"نحن نرحب بذلك حيث أدى إلى تخفيف التوتر وتحسين الأجواء، ولكن من الواضح أنه لا يتجاوز كونه مجرد خطوة أولى في هذا المضمار". ويليام وان وشيكو هارلان بالي - إندونيسيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوزسيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©