هالة سرحان: «حنين إلى الضوء» نقلة نوعية فارقة للسينما الوثائقية

الإعلامية الشهيرة الدكتورة هالة سرحان، رئيس قطاع روتانا استديوز للإنتاج والتوزيع السينمائي، تحرص على مشاهدة أكبر عدد من أفلام المهرجان على امتداد ساعات اليوم، وعادة ما تشارك في حلقات نقاشية على هامش المهرجان، يشارك فيها نخبة من والفنانين والمهتمين بصناعة السينما. وبعد مشاهدتها للفيلم الوثائقي”حنين إلى الضوء” للمخرج التشيلي الكبير باتريشيو جوزمان، أبدت إعجابها وحماسها الكبير للعمل، وقالت: “إن جوزمان استطاع بهذا الفيلم على امتداد ساعة ونصف الساعة أن ينقل الفيلم الوثائقي نقلة نوعية جديدة ترقى لمستوى الفيلم الروائي، وأراد أن يقول للمتلقي إنه بإمكانك الآن أن تخرج من بيتك وتذهب إلى دار العرض وتشتري بطاقة لتشاهد وتستمتع بعمل سينمائي من نوع جديد، فالفيلم يتعامل مع التاريخ والسياسة بلغة جديدة، من خلال نظرة فلسفية ذهنية للعلاقة بين دقائق الكون، وحبيبات الرمال في جوف الصحراء، وبين الكواكب وحركتها وما تسقطه من ضوء، وبين العتمة التي تمكن داخل باطن الأرض، والعتمة القائمة التي تحلق فوق منطقة معينة من “تاريخ” تشيلي، لا يصلها ضوء الكواكب، ولا تخترقها نظرة المناظير العملاقة التي نراها في المشاهد الأولى من الفيلم، ومن خلال مجموعة من النساء لا تتجاوز أعمارهن 28 عاماً يبحثن عن أنقاض ورفات أحبائهن من الرجال الذين دفنوا في مقبرة جماعية في صحراء تشيلي كسجناء سياسيين في عهد الدكتاتور أوجستو بينوشيه في سيريالية سينمائية خاصة وراقية للبحث عن أصل الأشياء، وأصل الوجود، ومحاولة التوازن بين هاتين الحالتين” الإنسانية والعلمية” بأسلوب سينمائي شاعري وفلسفي راق يربط ما بين ما يحدث في الكون وبين ما هو كائن في جوف الأرض، وبين تاريخ الإنسان على هذه الأرض، وبين ما يكمن تحت هذه السماء، وبين الماضي البعيد والماضي القريب، وبين الإنسان والتاريخ. والفيلم يدور في صحراء “أتاكاما” وهي أكثر مناطق العالم جفافاً” . وتضيف: “إن المفارقة التي يركز عليها جوزمان هي الاهتمام بالفضاء وما يحدث فيه من خلال رصد أدق التفاصيل، ويناقش ماذا يمكن أن تفعل تلك المناظير الضخمة التي تراقب ما يحدث في الفضاء الخارجي، وماذا يمكن أن يقدم العلماء لهؤلاء النسوة المعذبات؟ إن فيلم “حنين إلى الضوء”، حنين إلى المعرفة والإبصار والكشف عن الماضي، والكشف عن درس في التاريخ يجب ألا ننساه”.