الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المبخرة الفَضاحَة تحتفي بـ اليومي وتمنحه فتنته الغاربة

المبخرة الفَضاحَة تحتفي بـ اليومي وتمنحه فتنته الغاربة
21 فبراير 2009 23:59
ضمن الإصدارات الجديدة التي قدمتها دار ''مرسم'' بالرباط، تطل علينا الشاعرة المغربية أمينة بنمصور التي تكتب شعرها باللغة الفرنسية بترجمة عربية لديوانها ''المبخرة الفَضَّاحَة''· وكان هذا الديوان قد صدر في طبعته الفرنسية بمقدمة من الكاتب المغربي الشهير الطاهر بن جلون، أما الترجمة العربية فقد قام بها الشاعر والمترجم المغربي بوجمعة العوفي، وراجعها الشاعر والأكاديمي محمد السرغيني، وتولت الناقدة المغربية زهور كرام كتابة مقدمة الطبعة العربية· المبخرة الفَضَّاحَة ''نصوص شعرية تثير الدهشة في تلقيها، لكونها تأتي محصنة بمتعة على الرغم من كونها نصوصاً مترجمة من الفرنسية إلى ''العربية''· تقول الدكتورة زهور كرام في تقديمها لهذا العمل: ''تولد اللحظة الشعرية من نبعين اثنين يكتملان في مرجعية الإلهام، ويمتزجان بماء صحو الحالة شعراً، ويعمقان التأمل وينحتان أفقاً للرؤية، وهما: نبع الطفولة، وعين الذات الملاحظة· تستيقظ الطفولة، وتصحو شعراً، ينشط التذكر الذي ينبعث حياة جديدة على الصفحة كالكفن الخصيب، والتي يولد عبرها وفوقها الشعر وهو يجعل المفردة تنبعث من رماد النسيان، وذلك عندما تعيش الذات الحالة فتحولها إلى لحظة ابتهاج شعري· ويحيي التذكر زمناً عاشته/ تعيشه الشاعرة واقعاً لتعيشه رمزياً عبر الشعر أو الحالة، وعندها يصبح للحياة وعناصرها طعماً بلاغياً، يدون زمن احتفاء الذات الشاعرة بالطقوس اليومية تلك التي من كثرة تداولها تفقد دهشتها وفتنتها، غير أن امتزاجها بالحالة وانبعاثها صورة شعرية تعمق الدهشة، وتجعل الروح أكثر انشراحاً وتألقا في خصوصيتها التي تمنحها اعتبار الوجود في بعده الترميزي''· وتضيف: ''يكفي أن نتأمل وبدرجة عالية من شفافية اللغة نص (احتفال) الذي يحتفي بالشاي المغربي وهو يتحول إلى ذهب سائل يجوب الفضاء، ومن حوله تنبعث رائحة الوجدان المغربي، أو رائحة الخبز في التنور الفخاري في نص (مقامات)، حيث الوصف الدقيق بشاعرية عالية، وتشخيص بلاغي لصور الخبز ولون طعمه حسب المواقف والظروف والحالات الإنسانية''· تؤكد الدكتورة زهور كرام ''ان الطفولة في شعر أمينة تصحو وتتحول نبعا للإيحاء والإلهام، وبوصلة تبئر الرؤية على أكثر المشاهد وشما في الذاكرة، وهنا تنبعث فاس من الذاكرة والطفولة، وتحيا عبر أحد مساءاتها حين كان القيظ القرمزي يزحف صيفاً على فاس المدينة البيضاء (قصيدة مساء من فاس)''· ومع فاس، تشمخ الأم في نص ''أمس واليوم'' صورة ملهمة وباعثة لزمن الدفء، وعبق الحنان، ولكن ذلك يتم وفق شاعرية التكامل في الحكمة بين الأم المخضبة بالبراءة إلى حد الطمأنينة، والشاعرة المخضبة بالمعرفة إلى حد الحيرة· كما تحضر الجدة التي كان بياض القماش يتحول بين أصابعها كوناً يتسع للنساء المتدثرات بزرقة السماء يحلقن فوق أغصان الشجر· وتغادر الحكاية - الخرافة منبع الحكي، وتدخل محراب الشعر لتلقح الحالة الشعرية بالنفس الحكائي ولتشهد حياة جديدة كما في ''خرافة فاسية''· إن أمينة بنمصور في هذا الديوان تنتصر للمتعة التي تحدث دهشة الإحساس بالوجود والموجودات، وللغة التي تأتي شفيفة تنساب برقة عالية، وتختزل عمقا فلسفيا وتحفز على التأمل· والشاعرة بهذا الأفق الشعري في المبخرة تساهم في تخصيب المشهد الشعري المغربي إلى جانب أصوات أخرى نراها قادمة بقوة المغامرة في جعل الشعر المغربي يتلون بتلوينات خصوصياته ولغاته وتعبيراته
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©