الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«دبي للتسوق» عالم متكامل من الابتكار وإطلاق المبادرات الاقتصادية والثقافية

«دبي للتسوق» عالم متكامل من الابتكار وإطلاق المبادرات الاقتصادية والثقافية
21 يناير 2012
تحوّل مهرجان دبي للتسوق على مدار سنواته الماضية إلى مركز لإطلاق المبادرات الوطنية في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية، بل امتدت المبادرات إلى قطاعات فنية، حيث أصبح المهرجان رحما لولادة أحداث وأنشطة، بعضها أصبح موسميا والآخر مستمراً على مدار العام. ويعتبر مهرجان دبي للتسوق حدثا متكاملا وشاملا، وليس مجرد نشاط ترويجي وتسويقي، حيث أسهم في إيجاد حياة متكاملة، في القطاعات الاقتصادية والتجارية. أسهم مهرجان دبي للتسوق، على مدار سنواته، في إطلاق أكثر من 50 مبادرة وابتكار مباشر وغير مباشر في شتى المجالات، من بينها تشكيل تجمعات اقتصادية مثل مجموعة تجار الذهب في دبي، ومجموعة مراكز التسوق، ومجموعة تجار الأقمشة، التي لعبت دورا فعالا في تنشيط القطاعات النوعية، إلى جانب طيف واسع من المبادرات التي تحولت إلى مشاريع مستقلة. الحياة الاقتصادية من رحم المهرجان جاءت القرية العالمية لتصبح واحدا من أهم المرافق السياحية، ولتتحول مع الوقت إلى مرفق سياحي يستقطب الملايين من السياح من داخل وخارج الدولة، وتعكس في مضمونها ثقافات وعادات وتقاليد دول العالم، ويصل زوراها في الفترة التي تتقاطع مع المهرجان إلى ما يفوق أربعة ملايين. إلى ذلك، قال إبراهيم صالح، المنسق العام لمهرجان دبي للتسوق «ميزة المهرجان أنه مبادرة في حد ذاته، وأول مبادرة حكومية لتنشيط الحركة الاقتصادية، والتجارية منها بشكل خاص، وكانت نقطة الانطلاق لمبادرات أخرى خرجت من تحت عباءة المهرجان». ولفت إلى أن المبادرات أوسع من كونها مجرد فعاليات لتنشيط التسوق، أو حتى السياحة، بل تخطت ذلك إلى تبنى المؤسسات الحكومية، مشروعات تعكس الحاجة إليها، من خلال دور المهرجان في تنشيط الحركة التجارية. ونوه إلى أن من بين المبادرات الحكومية، تنفيذ مشروعات بنية تحتية، وتوسيع شبكة الطرق، والتوسع في طرق ومعابر وأنفاق جديدة، لتسهيل حركة السير، مضيفا أن الازدحام الذي تشهده دبي خلال أيام المهرجان، ساعد الجهات التنفيذية إلى إطلاق مبادرات تلبي هذه الحاجات. وفي إطار المبادرات غير المباشرة للمهرجان في الحياة الاقتصادية والتجارية، وفق صالح، ظهور الحاجة إلى العديد من مراكز التسوق في إمارة دبي التي اتسع نطاقها. وقال إن مهرجان دبي للتسوق يتقاطع مع الموسم السياحي الشتوي، وأسهم في حدوث زخم عال في إقبال السياح، وبالتالي اتضح أن الطاقات المتاحة من الغرف الفندقية لا تغطي الطلب، وظهرت هنا مبادرات حكومية وخاصة لتشييد فنادق بمستويات مختلفة، لتصبح دبي أهم مدينة في الإقليم الخليجي من حيث العدد في الغرف الفندقية، حيث يقترب عددها بنهاية العام الجاري من 85 ألف غرفة، مقابل عشرة آلاف غرفة بداية الانطلاقة الأولى للمهرجان عام 1996. إفادة واستفادة من جهته، قال عيسى آدم، المدير العام لمركز برجمان للتسوق، إن مهرجان دبي للتسوق ومنذ انطلاقته عام 1996 أصبح أهم المهرجانات السنوية للتسوق في المنطقة، حيث يجتذب عاما بعد عام أعداداً متزايدة من الزوار من داخل الإمارات وخارجها، وهو ما دفع مراكز التسوق إلى الإفادة والاستفادة من الحدث، من خلال إطلاق المبادرات. وقال إن تطور التعاون من جانب مراكز التسوق تتطور، من خلال مبادرة تأسيس مجموعة مراكز التسوق، والتي لعبت في مراحل مختلفة من المهرجان دورا مهما، والذي اكتسب أهمية نظرا لأن دبي تعتبر ثاني مدينة في العالم بعد لندن من حيث وجود أكبر عدد من العلامات التجارية العالمية، كما تسهم العروض الترويجية التي تقام أثناء المهرجان في تعزيز تجارة التجزئة في دبي لما تتضمنه من تخفيضات على مختلف المنتجات، الأمر الذي يشجع المتسوقين على الإنفاق أثناء فترة المهرجان. وأضاف آدم أن الفترة التي يقام فيها المهرجان تشهد قدوم أعداد كبيرة من الزوار من شبه القارة الهندية، والدول الأوروبية للاستمتاع بطقس دبي المعتدل بعيداً عن طقس أوروبا الذي يكون شديد البرودة في هذه الفترة من السنة. وأشار إلى أن المهرجان يستهدف كافة أفراد العائلة، حيث كان من المهم العمل على التنوع في المبادرات، وهو ما حرص عليه القّيمون على تنظيم المهرجان، والشركاء والرعاة لتتنوع الفعاليات بين الأنشطة وعروض التسوق وتقديم الجوائز التحفيزية، إلى جانب العروض الترفيهية. تطور تدريجي قال صالح إن عالم المبادرات في مهرجان دبي لم يكن له حدود وتشابك مع مفردات الحياة في الإمارات، مبينا أن المبادرات منها المباشر وغير المباشر، فالقرية العالمية ولدت من رحم المهرجان، في سنواته الأولى، وتطور الأمر تدريجيا، لتنتقل من موقع إلى آخر من شارع بني ياس على خور دبي، من مجرد مجمع محدود المساحة إلى منطقة مدينة وافي، محل مدينة دبي الطبية حاليا. وتطورت المبادرة التجارية العالمية تدريجيا المتمثلة في القرية العالمية لتنقل إلى «دبي فيستيفال سيتي»، وتصبح عالما صغيرا يجسد الحياة الثقافية والتجارية والتراثية، لبلدان من مختلف قارات العالم، حيث أكد صالح إن القرية جاءت كمبادرة من المهرجان كمشروع سياحي متكامل، يتقاطع مع المهرجان، ليتطور بعد ذلك إلى ما يمكن تسميته بمدينة ترفيهية متكاملة ومستقلة. ووفقا لبيانات القرية العالمية، فقد أضحت مرفقا سياحيا مليئا بالفعاليات الثقافية والترفيهية على مدى 111 يوما تقدم مجموعة واسعة من الأنشطة الثقافية من خلال الأجنحة المشاركة من مختلف أنحاء العالم. وتستقبل القرية العالمية ما بين 70 ألفا و 75 ألف زائر يومياً، مع توقعات بأن يرتفع عدد الزوار إلى أكثر من 5 ملايين زائر خلال الموسم الذي ينتهي في 3 مارس المقبل، في الوقت الذي شهدت فيه مساحات الأجنحة زيادة ما بين 30% و40%، في مؤشر على أهمية القرية كوجهة للتسوق، وتستوعب على مدار أيامها عددا كبيرا من العاملين يتراوح بين 8 آلاف و10 آلاف شخص. دائرة تتسع دائرة المبادرات تتسع فبعد عامين من الدورة الأولى وفي العام 1998، تم إطلاق مبادرة حدث مفاجآت صيف دبي لتنشيط الحركة التجارية في موسم اتسم بالضعف، ونجحت الفكرة بشكل مميز وأصبحت «مفاجآت صيف دبي» حياة سياحية نشطة، فبحسب إحصائيات السياحة والتسويق التجاري، وصل متوسط الإشغال إلى 70% على مدار سنوات المفاجآت، بينما كان المتوسط لا يتجاوز 40%. وأوضح صالح أن نجاح مفاجآت صيف دبي، دفع مؤسسة دبي للفعاليات إلى إطلاق مبادرة «العيد في دبي»، توظيفا للبنى التحتية التي تطورت في البلاد بشكل كبير، وتنظيم فعاليات في أماكن مغلقة ومكيفة في شهور السنة المختلفة، خاصة في الصيف. من جانبه، قال معين سرحان، مدير عام فندق برج ملينيوم دبي، إن مهرجان دبي للتسوق دفع القطاع الفندقي إلى إطلاق مبادرات تواكب حجم التطور في التنمية السياحية ونمو عدد زوار دبي. وأضاف «لمسنا دخول أكثر من حوالي 60 ألف غرفة فندقية جديدة على مدار سنوات المهرجان، لترتفع إلى 70 ألف غرفة جديدة بنهاية العام الجاري». وأفاد بأن المبادرات تنوعت، حيث قامت الفنادق بالابتكار في العروض، وتنويعها، ونشأت منافسات بين المؤسسات الفندقية، وكذلك السياحية وشركات الطيران، وظهرت للمرة الأولى العروض الشاملة في الإمارات التي تتضمن تذاكر السفر والإقامة، والجولات السياحية. «مدينة الذهب» تواصلت مبادرات مهرجان دبي للتسوق، فوفقا لتصريحات المنسق العام، فإن تشكيل المجموعات التجارية كان حجر الزاوية لدور المهرجان في تنشيط الأنشطة التجارية، بمختلف قطاعاتها، فإذا كان وجود ما يزيد عن 50 مركز تسوق في دبي، عزز أهمية وجود مجموعة مراكز التسوق، كوسيلة تنسيق فيما بينهم وبين المؤسسات الحكومية، وفي المقابل فان وجود أكثر من 500 محل لبيع الذهب والمجوهرات كان الدافع لوجود مجموعة «دبي للذهب والمجوهرات». ولفت صالح إلى أن وجود المجموعات أسهم في تطوير قطاع التجزئة، وأوجد نوعا من المنافسة، حيث اقتربت المسافات بين الشركات العاملة في قطاع مثل الذهب، وحدث نوع من تبادل الأفكار التي تصب في تطوير الصناعة نفسها والقطاع بشكل عام. ونوه إلى أن هذا بدوره أوجد مجموعات تجارية أخرى مثل مجموعة تجار الأقمشة، كما جاءت مبادرات أخرى، ذات خصوصية من نبت أفكار المهرجان، بينها «واحة السجاد» التي تمثل منبرا ليس تجاريا فقط، بل فنيا، حيث تمثل معروضات الواحة عاما بعد عام متحفا فنيا بالمفهوم العام للكلمة، يعرض الفنون اليدوية والإلهام الإنساني على قطع من الصوف والحرير. وقال عنان فخر الدين، رئيس مجلس إدارة مجموعة دبي للذهب والمجوهرات، ومدير عام داماس إن مجموعة دبي للذهب والمجوهرات ومجلس الذهب العالمي بادرا منذ البداية لتقديم كل الدعم لمهرجان دبي للتسوق ومفاجآت صيف دبي منذ عام 1996، في تأكيد لأهمية الحدث للترويج الذي يعتبر مناسبة مهمة لإطلاق أحدث التصميمات في المشغولات الذهبية. وأضاف أن حجم الجوائز خلال سنوات المهرجان تعكس أهمية كونه مبادرة ناجحة، حيث بلغت قيمة الجوائز من الدورة الأولى حتى الدورة السابعة عشر للمهرجان، والتي قدمتها مجموعة دبي للذهب والمجوهرات أكثر من 683 كيلو جراما. وأكد «الذهب والمجوهرات يتصدران قائمة التسوق لمعظم الزوار في دبي خلال المهرجان، ويعمل تجار التجزئة على تلبية الطلب المتزايد، من خلال مبادرات خاصة ما سيحافظ على تعزيز مكانة دبي تحت شعار «مدينة الذهب» و»قبلة العالم للمجوهرات».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©