الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«ميونيخ» تحطم 46 رقماً قياسياً في «القوى» والسباحة و «الأثقال»

«ميونيخ» تحطم 46 رقماً قياسياً في «القوى» والسباحة و «الأثقال»
17 يوليو 2012
نيقوسيا (ا ف ب) - الأولمبياد العشرون في مدينة ميونيخ البافارية، في ألمانيا القوة الاقتصادية والشعب المجتهد الذي أزال عنه آثار الحرب العالمية الثانية المدمرة، شعب بدا سعيداً وهو يحتفل بالعالم الأولمبي، وتيمناً بالمناسبة أطلقت اللجنة المنظمة تميمة الدورة “وولدي”. أقيمت الألعاب من 26 أغسطس إلى 10 سبتمبر بمشاركة 7123 رياضياً بينهم 1058 لاعبة من 121 دولة، فكانت الأضخم في كل شيء، وتفادت الدورة مقاطعة الدول الأفريقية، بعدما منعت روديسيا التي تنتهج سياسة التمييز العنصري من الحضور، وكانت أعلنت مسبقاً أنها ستوفد 30 مشاركاً، ما أثار الحفيظة الأفريقية. ومن الدول الجديدة التي حضرت للمرة الأولى، ألبانيا وفولتا العليا والجابون وداهومي وكوريا الشمالية وليسوتو ومالاوي والسعودية والصومال وتوجو، وشملت المنافسات 172 مسابقة في 21 لعبة هي: ألعاب القوى والتجديف وكرة السلة والملاكمة والكانوي-كاياك والدراجات والفروسية والمبارزة وكرة القدم والجمباز ورفع الأثقال والخماسي الحديث والكرة الطائرة والرماية والقوس والسهم واليخوت. وسجلت عودة لعبة القوس والنشاب بعد غياب 52 عاماً، وكرة اليد التي سبق أن أدرجت في دورة برلين 1936، وكان يتألف كل فريق من 11 لاعباً. وفي المحصلة النهائية، حل الاتحاد السوفيتي في المركز الأول برصيد 99 ميدالية بينها 50 ذهبية، مقابل 93 للولايات المتحدة (33)، و66 لألمانيا الشرقية (20)، و39 لألمانيا الغربية (13). أرقام قياسية وفيرة وجاءت الأرقام القياسية الجديدة وفيرة في ألعاب القوى والسباحة ورفع الأثقال فبلغت 46 رقماً، وحصد السباح الأميركي مارك سبيتز سبع ذهبيات، والأسترالية شاين جولد ثلاث ذهبيات، وجمع العداء السوفياتي فاليري بورزوف ثنائية ذهبية في 100 و200 م، والفنلندي لاسي فيرين ذهبيتي 5 آلاف و10 آلاف م. وتألقت السوفياتية اولجا كوربوت في الجمباز، وخسر الأميركيون للمرة الأولى ذهبية كرة السلة، بفضل رمية خاطفة للسوفياتي سيرجي بيلوف، واكتفى العرب بفضيتين بفضل العداء التونسي محمد القمودي في سباق 5 آلاف متر، والرباع اللبناني محمد خير الطرابلسي في وزن المتوسط. وأدت المرأة للمرة الأولى في تاريخ الألعاب قسم المتبارين، وهي لاعبة ألعاب القوى هايدي شولر، وبعدما كانت العداءة المكسيكية هنريكيتا بازيليو أول امرأة توقد شعلة الألعاب (مكسيكو 1968)، كما اعتمد للمرة الأولى قسم للإداريين والحكام. وكان برونداج (مواليد 1887) الثري الأميركي صاحب شركة هندسية اشتهرت ببناء ناطحات السحاب في شيكاغو “يحكم” اللجنة الأولمبية الدولية منذ 20 عاماً، وفي اختتام دورة ميونيخ سلم مقاليد السلطة إلى الأيرلندي مايكل موريس كيلانن أو اللورد كيلانن الصحفي السابق والمنتج السينمائي. نجم المسابقة العشارية وسبق لبرونداج نجم المسابقة العشارية في الجامعات الأميركية عام 1905، أن خاض الألعاب الأولمبية في دورة استوكهولم عام 1912 وحل خامساً، وهو ترأس اللجنة الأولمبية الأميركية عام 1929، وانتخب نائباً لرئيس اللجنة الدولية عام 1946.، وعرف بحبه لجمع الأثريات والمقتنيات الفنية من الشرق الأقصى، وتحتوي مجموعته على أكثر من 6 آلاف قطعة ثمنها ملايين الدولارات. وعلى الصعيد الأولمبي، كان برونداج مناصراً “أرثوذكسيا” للهواية حارب المد التجاري والإعلاني من منطلق أن الرياضة هواية وشغف أكثر منها باب للكسب المادي، غير أن خليفته اللورد كيلانن بدا منفتحاً منذ مستهل ولايته وأدرك أن العالم تغير كثيراً منذ محاضرة البارون بيار دو كوبرتان عام 1894 في جامعة السوربون ودعوته إلى إحياء الألعاب الأولمبية. مفترق طرق تولى كيلانن السلطة على مفترق طرق بين الانعزال والقوقعة كرمى لعيني الهواية وبداية “العولمة” الرياضية معطوفة على دور المال وكبر حجم الألعاب وارتفاع عدد المشاركين فيها ومسابقاتها، وبدأ يلمس أن ذلك يولد مشكلة من ناحية ارتفاع التكاليف التنظيمية إضافة إلى الأهداف السياسية التي أدلت بدلوها في هذا المعترك، وتفشي المنشطات “سرطان الرياضة” وفي عهده ارتفع عدد اللجان الوطنية في اللجنة الدولية إلى 142 لجنة. نظمت ميونيخ، ومن خلفها ألمانيا كلها، الألعاب الأولمبية مقدمة للعالم منشآت غاية في العصرية والفخامة وفي مقدمها الاستاد التحفة بسقفه البلاستيكي الشفاف، ومحيطه الأخضر وهو كناية عن ثلة اصطناعية هي حصيلة أطنان من الردم الذي خلفته في المنطقة الحرب العالمية الثانية. ازدهار السوق السوداء وكانت المناسبة التي استقطبت الحشد الإعلامي الأكبر حتى تاريخه في الألعاب، تستأهل المقارنة بين المدينة البشوشة التي تحتضن شباب العالم، وبرلين عام 1936 حين أقيمت الدورة تحت الحراب النازية، وكثر من الذين عايشوا ألعاب برلين حضروا وتذكروا. وازدهرت السوق السوداء في مناسبة حفلة الافتتاح بعدما نفذت البطاقات، وامتلأت فنادق ألمانيا كلها، وبعضهم أقام في مدينة ستراسبورج الفرنسية. وحمل العداء الألماني جونتر زهان الشعلة الأولمبية وجرى في الاستاد محاطاً بعدائين من القارات الأربع الأخرى هم الأميركي ريوان والأفريقي كينو والياباني كيميهارا والأسترالي كلايتون. سطوع نجم سبيتز بدأت الألعاب، وسطع فيها نجم السباح الأميركي مارك سبيتز بدءا من 28 أغسطس، حيث بدأ يحقق الوعد الذي قطعه على نفسه قبل أربعة أعوام في مكسيكو إذ أعلن “أنا أسوأ سباح الآن وسأكون الأفضل في ميونيخ”، فاز سبيتز في سباق 200 م فراشة مسجلاً زمناً مقداره 7 :0 :2 د محطماً رقمه الشخصي بثانية كاملة. وفي اليوم عينه أسهم في تحطيم الرقم العالمي للتتابع 4 مرات 100 م (42 :26 :3 د)، وفي اليوم التالي، فاز سبيتز في سباق 200 م حرة محققاً رقماً عالمياً جديداً (78 :52 :1 د). وتوالت الانتصارات في 100 م حرة (22 :51 ث رقم عالمي) والتتابع 4 مرات 200 م والتتابع 4 مرات 100 م متنوعة و100 م فراشة (27 :54 ث رقمان عالمي وأولمبي). قطف سبيتز (22 عاماً) سبع ذهبيات بفضل أسلوبه المميز في العوم “فوق المياه”، وكأنه “غيمة تتحرك وتتقدم بسرعة”، وتميز ذلك الشاب القادم من هونولولو حيث تعلم فن العوم، قبل أن يتألق في كاليفورنيا ويصبح غريماً كبيراً للبطل الأولمبي السابق دون شولندر، بطاقته الكبيرة في التنفس وسرعته الانقضاضية النهائية والقوة الخارقة في رجليه. إعلان الحرب على «المنشطات» نيقوسيا (أ ف ب) - ألعاب “ميونيخ 1972” جاءت مشرقة عكرتها غيمة سوداء، ومحطة شنت خلالها اللجنة الأولمبية الدولية حربها على المنشطات وكلفت الأمير البلجيكي ألكسندر دوميرود بالمعركة لكبح جماح السباق بين التحاليل الضابطة وحملات التوعية وفبركات المختبرات وطرقها الجديدة المتطورة، والمستمرة حتى تاريخه. ولا ننسى ان السباح البلجيكي ريك دومونت الذي كان يعاني أساساً من الربو أقصي من نهائيات سباق 400 م حرة بعد اكتشاف تناوله عقار “ماراكس” المهدىء الذي يحتوي على منشط الايفدرين المحفز، فبات أول متنشط أولمبي بهذه المادة. صوت احتجاج نيقوسيا (أ ف ب) - حصدت السباحة الأسترالية شاين جولد (15 عاماً) ذهبيات 200 م حرة (56 :03 :2 د) و400 م (04 :19 :4 د) و200 م متنوعة (07 :23 :2 د) معززة أرقامها العالمية، إضافة إلى برونزية 100 م وفضية 800 م، غير أن والديها رفعا الصوت احتجاجاً على استغلالها “وكأنها ماكينة لحصد الميداليات من دون أي اعتبار أو مراعاة لصغر سنها أو لأنها كائن بشري قبل أي شيء آخر”. نموذج سوفييتي نيقوسيا (أ ف ب) - قدم الاتحاد السوفييتي نموذجاً جديداً في الجري السريع يدعى فاليري بورزوف، الذي خطف الفوز في سباقي 100 م (14 :10 ث) و200 م (20 ث)، عداء يجري كجبل جليد لا تظهر التعابير والمشاعر على محياه، لكن يقال إنه استفاد من غياب المرشحين الأميركيين هارت وروبنسون اللذين لم يخوضا الدور ربع النهائي إذ لم يعلمهما إداري الفريق الأميركي بتعديل موعد السباق، ولأن الأميركي رودني ملبورن كان الأقوى في سباق 110 م حواجز، كان من المنطقي أن يحرز اللقب، وتلاه الفرنسي جي درو الذي بات أول أوروبي يخرق السيطرة الأميركية على هذا الاختصاص منذ 25 عاماً، وفيه تغلب الفرنسي على بطل دورة مكسيكو ويلي وايفنبورت وتوماس هيل. واستعاد لاس فيرين تقليدا فنلنديا في المسافات الطويلة دشنه كولهاماينن وسار على دربه نورمي وريتولا وآخرهم سالمينن عام 1936. وسقط فيرين من دون سبب واضح في سباق 10 آلاف م عندما كان في المركز الخامس، وتسبب في عرقلة التونسي القمودي، ثم نهضا وتابعا السباق، وأكمل فيرين حتى النهاية وفاز محطماً الرقم القياسي للسباق (4 :38 :27 د) وانسحب التونسي بعد لفات قليلة، لكنه حل ثانياً خلف فيرين في سباق 5 آلاف م (4 :27 :13 د مقابل 4 :26 :13 د). تحطيم رقم الماراثون نيقوسيا (أ ف ب) - أحرز الأميركي فرانك شورتر المولود عام 1947 في ميونيخ سباق الماراثون في اليوم الأخير من الألعاب مسجلاً رقماً أولمبيا جديداً (8 :19 :12 :2 ساعة)، وتوجه برونداج قبل أن يسلم مقاليد الرئاسة، وحل الإثيوبي مامو وولدي بطل مكسيكو ثالثاً. ووصفت “ ميونيخ 1972” بدورة الرياضيات الحسناوات، ومنهن الألمانية هايدي روزنتال بطلة الوثب الطويل (78 .6 م) التي تغلبت بفارق سنتيمتر واحد على البلغارية ديانا يورجوفا، وهي بذلك منحت بلادها الذهبية الأولى في الألعاب. «جميلة» الوثب العالي نيقوسيا (أ ف ب) - تنافست ثلاث جميلات في الوثب العالي، هن الألمانية اولريكه مايفرت والكندية ديبورا بريل والنمسوية ايلونا جو سنبوير، وكان الرقم الأولمبي مقداره 82 .1 م، والعالمي 92 :1 م، وهو الارتفاع الذي تجاوزته مايفرت وهي في سن السادسة عشرة لتصبح أصغر بطلة أولمبية في “أم الألعاب”. أما سباق 1500 م الذي يعتمد للمرة الأولى عند الجنس اللطيف، فكان من نصيب السوفياتية لودميلا براجينا (4 :01 :4 د). وخطفت السوفيتية اولغا كوبورت (17 عاماً) القلوب وثلاث ذهبيات وفضية في الجمباز، ومواطنتها لودميلا تورتيشيفا ذهبية المسابقة العامة، وتميزت البطلتان وتامارا لازاكوفيتش فسيطرن على لقب الفرق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©