القدس المحتلة - وكالات الأنباء: قد يكون رئيس اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس الذي كشفت وسائل الاعلام عن بيعه اسهمه بالبورصة قبل اندلاع الحرب بساعات، أول مسؤول اسرائيلي يدفع ثمن اخفاقات العدوان على لبنان·
وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي أمس أنه حتى في داخل هيئة الاركان، طالب مسؤولون عسكريون كبار باستقالة فورية للجنرال حالوتس فيما دافع عنه اخرون، فيما كشف استطلاع للرأي ان 52% من الإسرائيليين غير راضين عن أداء حالوتس في الحرب·
ونقلت الاذاعة الإسرائيلية عمن وصفتهم بمقربين من حالوتس قوله إنه يرفض أن يكون ''كبش الفداء''، وذلك قبيل مثوله أمام لجنة الخارجية والامن التابعة للبرلمان الاسرائيلي (الكنيست) في هذا الشأن إضافة لاسئلة أخرى متعلقة بالحرب في لبنان·
ودافع وزير الامن الداخلي الاسرائيلي آفي ديختر عن حالوتس، وقال إن قضية مضاربة حالوتس في البورصة الاسرائيلية لبيع أسهمه في وقت الحرب مسألة اخلاقية من الدرجة الاولى، وأضاف أنه من السابق لاوانه التعامل مع هذه القضية وأنه يجب التريث إلى ما بعد عودة جميع جنود الجيش الاسرائيلي من لبنان· مؤكدا أنه لا يعقل أن ينشغل القائد الاعلى للجيش في مثل هذه الايام بهذه القضية بدلا من العمل على تنفيذ قرارات المستوى السياسي·
وكان نواب في الكنيست طالبوا حالوتس أمس الأول بتقديم استقالته بعدما أكد أنه قام ببيع محفظة استثماراته الشخصية التي تقدر قيمتها بنحو 27 ألف دولار بعد ثلاث ساعات من قيام حزب الله بخطف جنديين إسرائيليين وقتل ثمانية آخرين يوم 12 يوليو الماضي·
وذكر تقرير لصحيفة ''معاريف'' أن رئيس الاركان باع أسهمه في الوقت الذي كان فيه المسؤولون العسكريون والسياسيون في إسرائيل يناقشون سبل الرد على عملية حزب الله· غير أن حالوتس نفى أن يكون بيع أسهمه جاء نتيجة احتمال نشوب حرب وقال إنه باعها بسبب الخسائر التي مني بها قبل 12 يوليو·
واعتبر المحلل مارك هيلر في مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة تل ابيب ان هذه القضية لم تكن لتأخذ الصدى الذي اخذته لو ان الحرب في لبنان انتهت الى انتصار إسرائيلي· وقال إنه قد يكون حالوتس قد ارتكب اخطاء، لكن بالتأكيد ليس الوحيد الذي قام بذلك، سواء داخل القيادة العسكرية أو الحكومة الإسرائيلية· وذكر ان التعيين الذي لا سابق له لهذا القائد السابق لسلاح الجو اثار اعتراضات حيث ان بعض ضباط سلاح البر اعتبروا ان طيارا لا يمكن ان يشكل افضل خيار لهذا المنصب، ويؤخذ على الجنرال حالوتس بعض العجرفة والافراط في تقييم قدرات سلاح الجو·
وتصاعدت الانتقادات الإسرائيلية ضد حالوتس خلال العدوان في لبنان حيث تبين ان الطيران غير قادر على القضاء على القوات المسلحة لحزب الله وانه في المقابل ادى الى زيادة عدد الضحايا المدنيين·
وكان الجنرال حالوتس اثار مفاجأة في صيف 2002 حين اعلن ان مقتل افراد عائلة مسؤول في الجناح المسلح لحركة ''حماس'' في عملية قصف ''لا يقض مضجعه''·
أعلنت المتحدثة باسم وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس أن وزير الدفاع شكل لجنة للتحقيق في أداء إسرائيل خلال الحرب في لبنان· وسيرأس اللجنة قائد متقاعد للجيش ووزير سابق وثلاثة جنرالات متقاعدين ورئيس شركة تيفا أكبر شركات اسرائيل· وكلف بيريتس اللجنة بالتحقيق في أداء الجيش وبقية المؤسسات الدفاعية قبل وخلال الحملة التي استمرت 33يوماً· وطلب بيريتس من اللجنة رفع تقرير مؤقت خلال ثلاثة أسابيع·
عدد اليوم
