بيروت-الاتحاد ووكالات: في اليوم الثالث لصمود وقف اطلاق النار بين قوات الاحتلال الاسرائيلي و''حزب الله'' تحول كل الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية والشمال الى ورش عمل ضخمة· وبدت كل المدن والقرى كخلايا نحل تعمل دون تعب او كلل، حيث وزع المواطنون والهيئات المختصة الاعمال كل وفق مهامه في رفع الانقاض والبحث عن قذائف غير منفجرة او موقوتة والتفتيش عن ضحايا محتملين تحت الركام، فيما كانت فرق اخرى تعمل على اعادة بناء الجسور المهدمة، والكل بدا في سباق مع الزمن لاعادة الحياة الى طبيعتها وبما تيسر تعبيراً عن الصمود وتكريساً للانتصار على العدوان·
واهتم اصحاب البيوت المهدمة في رفع انقاض منازلهم وكانوا يفتشون بين الركام عن اشياء تخصهم للاحتفاظ بها كذكرى حتى ولو كانت مشوهة وغير صالحة للاستعمال وكان الاطفال يصرخون بفرح اذا ما عثروا على لعبة تخصهم· وقالت الحاجة ام محمد وهي تقف فوق اطلال منزلها في بلدة صريفا وتحمل بيدها لعبة صغيرة تعود لحفيدها الذي لا زال تحت الركام: لا وقت للبكاء او النحيب، فالانتصار المظفر اقوى من كل النوائب والشهداء والضحايا ليسوا سوى قرابين في سبيل الحرية والسيادة والعزة والاستقلال· واضافت: ان البيوت سيعاد اعمارها وسنبقى صامدين ولن يرهبنا العدو وحلفاؤه، هذه ارضنا ولن نتخلى عنها مهما عظمت التضحيات·
واستمرت قوافل النازحين بالعودة الى مدنهم وقراهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية امس ولليوم الثالث على التوالي· فقد قدرت المفوضية العليا للاجئين في بيروت امس بنصف مليون عدد اللبنانيين الذين غادروا مراكز النزوح التي كانوا لجأوا اليها خلال الهجوم الاسرائيلي، من اجل العودة الى الجنوب، ما تسبب بشلل تام لحركة السير على الطرق· وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في لبنان استريد فان غنديرن ستورت لوكالة فرانس برس ''غادر 60% من النازحين على الاقل مراكز الاستقبال منذ الاثنين الماضي''·
واضافت ''عاد حوالى اربعين الف شخص كانوا نزحوا الى سوريا الى لبنان منذ الاثنين، وتمكن بين عشرين الى ثلاثين الفا من بلوغ قراهم في الجنوب، بحسب تقديراتنا· الا ان العديد منهم لا يزالون على الطرق عالقين في زحمة السيارات''·
فشهدت الطرقات الساحلية ازدحاماً ضخماً للسيارات والشاحنات بسبب عدم وجود جسور عليها، وشكلت قوافل العائدين من الشمال وسوريا والمناطق الجبلية الى الجنوب تظاهرات صمود وتحد منقطع النظير·
فعند كل جسر دمره العدوان الاسرائيلي الغاشم كان العائدون يخرجون من سياراتهم ويعبرون الجسر سيراً على الاقدام وهم يرفعون شارات النصر ويلوحون برايات ''حزب الله'' ويهتفون الموت لاسرائيل واميركا، غير آبهين بما ينتظرهم في بلداتهم من مآس وآلام، حيث البيوت المدمرة بالكامل والضحايا بالعشرات لا يزالون تحت الركام·
وشكلت قوافل العائدين من الشمال باتجاه الجنوب عبر الطريق الساحلية ما بين جسر المدفون المدمر الى الجنوب من طرابلس وجونيه، تظاهرة سيارة ضخمة امتدت على مسافة تزيد عن عشرين كيلومتراً·وقدرت مصادر هيئة الاغاثة اللبنانية عدد النازحين من الجنوب بفعل العدوان بحوالي نصف مليون مواطن، لجأ كثيرون منهم الى سوريا بعد استهداف البقاع والشمال بالغارات الجوية المعادية
عدد اليوم
