دمشق والعواصم-وكالات الانباء: سارعت الحكومة السورية امس الى التأكيد على علاقاتها الاخوية مع الدول العربية خاصة مصر والسعودية وذلك في تخفيف من حدة الخطاب الذي ألقاه الرئيس بشار الاسد والذي حمل انتقادات ضمنية واضحة لموقف الدولتين من العدوان الإسرائيلي على لبنان وتحميل مسؤوليته ضمناً الى ''حزب الله'' اللبناني باعتبار خطفه الجنديين الاسرائيليين مغامرة غير محسوبة· وقال وزير الإعلام محسن بلال: ''إن سوريا ترتبط بعلاقات أخوية متينة وعميقة مع كل الدول العربية وخاصة مصر والسعودية، معتبراً أن موقف الأسد تجاه الأشقاء انما كان يأتي في إطار العتب بين الأخوة وفي دائرة الأسرة العربية الواحدة وخاصة في أوقات الضيق والأزمات التي تعصف بالأمة كلها·
وقال بلال: إن بلاده كانت تتمنى دائماً من كل الاشقاء العرب أن يكونوا إلى جانبها في معركة المقاومة من أجل السلام العادل الذي يضمن الحقوق ويضمن الانسحاب الاسرائيلي من كل الأراضي العربية المحتلة، مؤكداً أن سوريا ولبنان وفلسطين لديها أراض محتلة من قبل عدو واحد ولا يمكن لأي أحد أن يفرق بينها· وأضاف أن العالم كله يعترف ويعرف بأن سوريا هي التي أطفأت نيران الحرب الأهلية التي صنعها البعض في لبنان وهي أيضاً التي دعمت لبنان ووحدته والدولة اللبنانية·
جاء ذلك، في وقت حذرت صحيفة ''الثورة'' الرسمية السورية إسرائيل من ان احتلالها هضبة الجولان لن يستمر الى الأبد، مؤكدة ان الشعب السوري مستعد ليقاتل الدولة العبرية كما قاتلها ''حزب الله''· وكتبت الصحيفة متوجهة الى ''المحتلين'' الإسرائيليين ''لن نترككم الى الأبد تحتلون ارضنا وتهجرون سكانها وتنعمون بخيراتها عليكم ان تدركوا أن شعبنا سيقاتلكم كما قاتلتكم المقاومة اللبنانية في قرى الجنوب اللبناني·· إن شعبنا سيقاتلكم في جبل الشيخ وفي مسعدة ومجدل شمس وعين قنية وفي كل بقعة في الجولان وعلى كل هضبة وتلة وواد''·
وكانت صحف سعودية ومصرية وأردنية انتقدت بعنف خطاب الأسد الذي هاجم هذه الدول دون ان يسمها واتهمته بـ''سرقة نصر حزب الله''· وقالت صحيفة ''الوطن'' السعودية في مقال بعنوان ''سرقة النصر دون طلقة رصاص واحدة'' ''لا يحاول أحد سرقة النصر الذي حققه لبنان فحري بهذا البلد أن يهدي النصر لبنيه من دون أي تدخل من أية جهة كانت''· فيما نشرت صحيفة ''الغد'' الأردنية مقالة قالت فيها: ''تحدث الأسد وكأنه عاد لتوه من الجبهة·· حاضر حول الصمود والمقاومة وكان الجولان مشتعل في وجه الاحتلال، نسي ان للناس ذاكرة وآذاناً وعيوناً لم تسجل أي فعل سوري مقاوم منذ عقود ولم تلحظ من النظام السوري الا استقواء على لبنان وعلى الشعب السوري وخنوعاً امام اسرائيل والآن بعد ان خرج لبنان من حرب مدمرة حافظ خلالها اللبنانيون على وحدتهم وصمودهم في وجه آلة الحرب الاسرائيلية خرج عليهم وعلى العرب بخطاب تخويني تحريضي يذكي الفتنة في لبنان ويزرع بذور الاقتتال والفوضى· وكتبت صحيفة ''المصري اليوم'': ''أقل ما يمكن أن يوصف به خطاب الأسد بخصوص لبنان، هو أنه سخيف وغير مسؤول ويضر بمصالح لبنان ولا يفيد المقاومة وحزب الله في شيء، بل يسيء إلى المقاومة، ويتاجر بها على حساب الدور البطولي الذي قامت به في مواجهة العدوان الإسرائيلي''·
عدد اليوم
