الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثرثرة الرجال (2)

17 أغسطس 2006 00:36
إن ثرثرة الرجال لا تقتصر على العاميين منهم، حتى أصحاب المناصب العلمية لهم شكواهم الخاصة فتكون عندما تريد المرأة تأجيل الانجاب حتى تنتهي من الدكتوراه أو الماجستير، وقد يكون العكس، يريد هو تأجيل الانجاب لظروفه الاقتصادية أو غير ذلك، وهي تريد الانجاب، وفي جميع الأحوال يصرخ ''هي لا تقدر ظروفي ولا تشعر بي''· أما عندما يكون الزوج أكبر من الزوجة بعدد غير قليل من السنوات فلا تنتهي الشكوى ولا ينتهي الشك، إذا تجملت فهي تتجمل لغيره، وإذا فتحت النافذة فهي تنظر إلى شخص آخر، وإذا ذهبت لعملها فهي لا تشعر به ولا تريد الجلوس معه بعد أن وصل الى سن المعاش· وعندما يكون الزوج والزوجة في نفس مكان العمل يبدأ الزوج في الشكوى من تصرفات زوجته؛ لأنها تتعامل مع رؤسائها وزملائها من الرجال دون العودة إليه، ويغضب إذا طلب منها المدير القيام بأية مهمة دون أن يأخذ منه الإذن، ويفرض نفسه على أي حديث أو أية مشكلة بين زوجته وزميلاتها أو زملائها· أما شكوى الرجال من زميلاتهم في العمل فتكون في أنهن دائماً يردن ساعات عمل أقل لأنهن نساء، والقيام بمهمات أقل في العمل لأنهن سيدات أما وقت صرف الأجور فهن أول من يطالب بالمساواة والحوافز والمكافآت· وإذا كان الرئيس في العمل سيدة فالرجال يرون أنها متسلطة، وأنها غير جديرة بهذا المنصب، وأنها وصلت إليه باستخدام جاذبيتها مع الرؤساء ويشكون دائماً قائلين: إنه آخر الزمان أن ترأس فيه الرجال سيدة· ومن أغرب الشكاوى التي يصرخ فيها الرجال عندما تكون الابنة قاسية عليه بعد أن وصل إلى سن كبير، وعندما نبحث عن أسباب تصرف الابنة نجد أنه رد فعل لقهر الأب لها والتفرقة بينها وبين أخيها الذكر أثناء تربيتها وهي صغيرة· أما آخر شكاوى الرجال من النساء فهي شكوى الشباب التي يتهمون فيها الفتيات بأنهن أصبحن ماديات يردن العريس الغني، ولا يتنازلن عن المستوى الذي يعشن فيه، وأنهن يحاربن الرجال الشباب في أرزاقهم، فهن يتقدمن للحصول على الوظائف التي يعلن عنها بالصحف، ويحصلن على فرص عمل أفضل بسبب مهارتهن، أو جمالهن، أو ما يمتلكنه من لغات أجنبية استطعن تعلمها مع الدراسة، بينما كان الشباب يذهب لقضاء الاجازة في الرحلات والترفيه، وينسى الشاب أنه في بحثه عن فتاة أحلامه لا يتنازل عن البحث عن عروس من أسرة غنية ومن مستوى اجتماعي عال، في حين أنه لو أراد الزواج والعفة فحسب، فإن الكثير من الشابات الجميلات من أبناء ذوي الدخل المحدود سيرحبن به، لكن المشكلة أن الشاب لا يبحث عن الزواج للستر والعفة فحسب، بل يبحث عن الزواج من فتاة الحسب والنسب والجمال ثم يشكو ويصرخ ويتباكى على الزمن الذي غلبت فيه المادة على كل شيء· فاصلة أنا لا أشكو ففي الشكوى إنحناء.. وأنا نبض عروقي كبرياء قالها الرجل كامل الشناوي.. داليا الحديدي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©