جوهانسبرج (د ب أ) - بعدما أصبحت القارة الأفريقية من المصدرين الأساسيين للاعبي كرة القدم إلى الأندية الأوروبية على مدار العقود الماضية، تحولت بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تقام كل عامين إلى مصدر إزعاج كبير لمدربي الأندية الأوروبية حيث يفتقدون عدداً من لاعبيهم على مدار أكثر من شهر في توقيت صعب من الموسم الكروي.
ومن بين 368 لاعبا في قوائم المنتخبات الستة عشر المشاركين في بطولة كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين التي تنطلق فعالياتها اليوم، يلعب نحو نصف هذا العدد تقريبا في أندية أوروبية. وتعتمد معظم المنتخبات التي تتنافس بقوة على اللقب الأفريقي الجديد على عدد كبير من اللاعبين المحترفين في الأندية الأوروبية لتدعيم صفوفها بمزيد من الخبرة والمهارة التي تساعدها على المنافسة الشرسة التي تشهدها البطولات الأفريقية حاليا.
وأصبح منتخبا كوت ديفوار والرأس الأخضر (كيب فيردي) هما الأكثر، من بين المنتخبات المشاركة في بطولة هذا العام، اعتمادا على المحترفين في أوروبا حيث يضم المنتخب الإيفواري 21 محترفا في أوروبا مقابل 20 محترفا في أوروبا يشاركون مع منتخب الرأس الأخضر من بين 23 لاعبا في قائمة كل منتخب.
وتعتمد تسعة من المنتخبات الستة عشر المشاركة في بطولة هذا العام على أغلبية من المحترفين بالأندية الأوروبية. وتستحوذ فرنسا على نصيب الأسد من بين المحترفين بالأندية الأوروبية والذين يشاركون في كأس أفريقيا التي تستضيفها جنوب أفريقيا من الغد وتستمر حتى العاشر من فبراير المقبل حيث تشهد البطولة مشاركة 50 لاعبا من المحترفين بالأندية الفرنسية. وتعلق الجماهير الإيفوارية آمالا عريضا في هذه البطولة على الثنائي يايا توريه وويلفريد بوني الذي ينتظر تألقه في البطولة إذا قاد هجوم الفريق. ولعب توريه دورا بارزا مع مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي وأصبح من أفضل نجوم خط الوسط في الدوري الإنجليزي كما فاز بلقب أفضل لاعب أفريقي في عامي 2011 و2012 على التوالي. بينما يمثل بوني بديلا محتملا للمهاجم المخضرم ديدييه دروجبا الذي قد تكون هذه البطولة هي نهاية مسيرته مع الأفيال.
ويتصدر بوني قائمة هدافي الدوري الهولندي حاليا برصيد 16 هدفا في 18 مباراة خاضها حتى الآن ليصبح الأفريقي الوحيد الذي يتصدر حاليا قائمة الهدافين في أي بطولة دوري بارزة بأوروبا. وقال بوني في العام الماضي: “سأواصل مشاهدة والتعلم من (ديدييه) دروجبا، إنه لاعب رائع وما زال يقدم العجائب، وما من سبيل أمامي لأخذ مكانه الآن، ولكنني سأسعى جاهدا لخوض بعض المباريات في بطولة كأس أفريقيا 2013 بجنوب أفريقيا”.
وينتظر أن يقدم ديدييه ياكونان مهاجم هانوفر، والذي سجل ستة أهداف في 25 مباراة خاضها مع الفريق في مختلف البطولات هذا الموسم، عونا ومساندة كبيرة لهجوم الأفيال. ويخوض المهاجم المخضرم إيمانويل أديبايور البطولة مع منتخب توجو ضد رغبة مديره الفني في توتنهام الإنجليزي حيث يحمل أديبايور على عاتقه حلم المنتخب التوجولي الذي يسعى لعبور الدور الأول في البطولة الأفريقية للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته.
ويحتاج المنتخب التوجولي إلى جهود لاعب كبير مثل أديبايور أمام مرمى منافسيه بعدما أوقعته القرعة في المجموعة الرابعة (مجموعة الموت) مع منتخبات كوت ديفوار والجزائر وتونس. وقال جابرييل أماي رئيس الاتحاد التوجولي للعبة، في تصريحات إعلامية هذا الأسبوع: “من المهم للغاية أن يكون (أديبايور) معنا، إنه أفضل لاعبينا وقائد منتخبنا، دروجبا وجميع النجوم سيشاركون في البطولة وكذلك أديبايور”. ويتنافس براون إيدي نجم هجوم دينامو كييف الأوكراني، والذي سجل 13 هدفا للفريق في 17 مباراة هذا الموسم، مع إيمانويل أمونيكي مهاجم سبارتاك موسكو الروسي وإيكيتشوكو أوتشي نجم فياريال الإسباني على قيادة هجوم المنتخب النيجيري (النسور الخضر). بينما يقود جون ميكيل أوبي نجم تشيلسي الإنجليزي خط وسط المنتخب النيجيري بما يمتلكه من خبرة رائعة ومشاركات دولية متميزة. ويعلق منتخب بوركينا فاسو آماله على اللاعب ألان تراوري نجم لوريان الفرنسي. وإذا تعافى تراوري من الإصابة التي يعاني منها في الكاحل، ستتضاعف فرص خيول بوركينا فاسو في المجموعة الثالثة الصعبة التي تضم معه منتخبات نيجيريا وزامبيا حامل اللقب وإثيوبيا. كما ينتظر أن يتألق في هذه البطولة الأنجولي مانوتشو مهاجم فياريال الإسباني والذي يحمل على عاتقه أيضا توقعات وطموحات المنتخب الأنجولي في المجموعة الأولى الصعبة والتي يتنافس فيها مع منتخبات جنوب أفريقيا صاحب الأرض والمغرب والرأس الأخضر (كيب فيردي).
عدد اليوم
