الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الهزيمة للكفار في الدنيا.. وجهنم في الآخرة

2 فبراير 2017 22:25
أحمد محمد (القاهرة) لما هزم الله المشركين يوم بدر، قال يهود المدينة، هذا والله النبي الأمي الذي بشرنا به موسى، ونجده في كتابنا، وإنه لا ترد له راية، فأرادوا تصديقه واتباعه، ثم قال بعضهم لبعض، لا تعجلوا حتى ننظر إلى وقعة له أخرى، فلما كان يوم أحد ونكب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، شكوا وقالوا لا والله ما هو به، وغلب عليهم الشقاء فلم يسلموا، وكان بينهم وبين الرسول عهد إلى مدة، فنقضوا العهد، وانطلق كعب بن الأشرف في ستين راكباً إلى أهل مكة- أبي سفيان وأصحابه- فوافقوهم وأجمعوا أمرهم، وقالوا لتكونن كلمتنا واحدة، ثم رجعوا إلى المدينة، فأنزل الله تعالى فيهم: (قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ)، «سورة آل عمران: الآية 12». قال ابن إسحاق، لما أصاب رسول الله، قريشا ببدر، فقدم المدينة، جمع اليهود فقال «يا معشر اليهود، احذروا من الله مثل ما نزل بقريش يوم بدر، وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم، فقد عرفتم أني نبي مرسل، تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم، فقالوا يا محمد، لا يغرنك أنك لقيت قوماً أغماراً لا علم لهم بالحرب فأصبت فيهم فرصة، أما والله لو قاتلناك لعرفت أنا نحن الناس، فأنزل الله تعالى هذه الآية». قال محمد أبوزهرة في «زهرة التفاسير» «اغتر المشركون بأموالهم وأولادهم وقوتهم في الأرض، فكفروا وعتوا عتواً كبيراً، فبين الله سبحانه أنهم سيغلبون في هذه الدنيا، وأنهم في الآخرة سيحشرون إلى جهنم، ولذا أمر الله نبيه أن يقول فيهم هذه الحقيقة، فهذه الآية إنذار للمشركين بأن الهزيمة ستلحقهم في الدنيا، وأن العذاب سيستقبلهم في الآخرة، كما أمر الله نبيه بأن يواجههم بهذا الخطاب، ولم يوجهه سبحانه إليهم، لأن أولئك المغترين المفتخرين كانوا يدلون بقوتهم على النبي صلى الله عليه وسلم، ويعتزون بها في مخاطبته، يقولون له نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين، وإذا كانوا يجابهون النبي بذلك، فإنه يكون من المناسب أن يتولى هو الرد. والخطاب للكفار جميعاً الذين يغترون مثل هذا الغرور، وخصوصاً أنه أُمر بأن يخاطب بهذا الذين كفروا، سواء أكانوا من هؤلاء أم كانوا من أولئك، ولقد أشار سبحانه إلى أن الحشر سيكون تجميعاً للكفار يساقون بعده إلى نار جهنم، هي الجزء العميق في النار، ولأنه بعد الحشر يكون السوق إلى جهنم». قال الفخر الرازي في «التفسر الكبير» «هذه الآية واردة في جمع من الكفار بأعيانهم، علم الله تعالى أنهم يموتون على كفرهم، وليس في الآية ما يدل على أنهم من هم، وإن الله تعالى أخبر عن تلك الفرقة من الكفار أنهم يحشرون إلى جهنم، فلو آمنوا وأطاعوا لانقلب هذا الخبر كذباً وذلك محال، فكان الإيمان والطاعة محالاً منهم، وقد أُمروا به». قال الألوسي: «وقد صدق الله وعده رسوله صلى الله عليه وسلم، فقتل من بني قريظة في يوم واحد ست مئة جمعهم في سوق بني قينقاع وأمر السياف بضرب أعناقهم وأمر بحفر حفيرة ورميهم فيها وأجلى بني النضير وفتح خيبر وضرب الجزية عليهم وهذا من أوضح شواهد النبوة. و«تحشرون»، المراد في الآخرة إلى جهنم وهي غاية حشرهم ومنتهاه، يجمعون فيها، والحشر إلى جهنم مبدأ كونهم وقوداً لها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©