الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما وموضوع العرق

21 يوليو 2013 22:58
كيلي جوف محاضرة بجامعة إندونيسيا بعد ستة أيام من قيام القاضي بتبرئة جورج زيمرمان من تهمة قتل ترايفون مارتين، أدلى أوباما بملاحظاته العامة الأولى بشأن الموضوع، كما قدم تعليقاته الأكثر عمقاً حول العرق منذ خطابه الشهير المسمى «خطاب العرق» وخطابه المسمى «اتحاد أكثر كمالا» عام 2008. فاجأ أوباما الصحفيين بالظهور عليهم فجأة من دون مقدمات، ومن دون سابق طلب منهم، وبدأ بالتأكيد على تعاطفه مع والدي تريفون مارتين، قبل أن يقوم بشيء كان خارجاً تماماً عن مألوف عادته. فقد اعترف الرئيس بتجربته الخاصة مع التصنيف العرقي، وكيف أن تلك التجربة، وتجارب أخرى من التي تؤثر على الأميركيين السود تأثيراً رهيباً، قد صاغت رد فعل المجتمع الأميركي على الحكم الصادر بشأن زيمرمان. وكان من ضمن ما قاله أوباما: «عندما سمعت لأول مرة عن إطلاق الرصاص على مارتين، قلت إن هذا الفتى كان يمكن أن يكون ابني. وتلك كانت طريقة أخرى لقول إنني منذ 35 عاماً كان يمكن أن أكون في مكانه. وعندما تتساءلون لماذا يوجد في أوساط الأميركيين السود -على الأقل- الكثير من الألم بشأن ما حدث، فإنني أعتقد أنه من المهم أن نعترف بأن مجتمع الأميركيين من أصول أفريقية ينظر لهذا الموضوع من خلال مجموعة من التجارب ومن خلال تاريخ لا يبدو أنه يريد أن يذهب بعيداً». ويضيف أوباما: «هناك عدد محدود للغاية من الأميركيين من أصول أفريقية ممن لم يمروا بتجربة التعرض للمتابعة والمراقبة عندما يتسوقون في متجر من المتاجر، بما فيهم أنا شخصياً». ومضى الرئيس للحديث عن المزيد من التجارب المهينة التي يواجهها الأميركيون من أصول أفريقية، خاصة الرجال منهم، وبشكل منتظم، ومن ذلك على سبيل المثال تشبث النساء بحقائب يدهن بقوة في المصعد عندما يصعد معهن رجل أسود. كانت الصراحة التي تحدث بها الرئيس غير عادية، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يتناول فيها موضوع العرق والتفرقة العنصرية بهذا القدر من التفصيل، منذ أن تولى مهام منصبه. وليس هناك شك في أن الطريقة التي مات بها تريفون مارتين، والتي تذكّر بشهداء حركة الحقوق المدنية السابقين، مثل «إيميت تيل»، قد أثارت قدراً كبيراً من التعاطف معه. لكن صمت الرئيس الأولي عن المغازي العرقية للقضية كان سبباً في إثارة النقد من قبل كثيرين، بمن فيهم أنا شخصياً. وكما قلت من قبل في عدة لقاءات تلفزيونية، فإنني وغيري من النقاد الذين انتقدوا استجابته الأولى للقضية قبل أن يدلي بحديثه الصريح الأخير، يعترفون بأن أوباما لم ينتخب كي يكون رئيساً لأميركا السوداء وإنما رئيساً لأميركا كلها. وبناءً على هذا فإنه في حين أننا لم نكن نتوقع من الرئيس رد فعل مبالغ فيه، لأنه رئيس أسود، إلا أننا في الوقت نفسه لم نكن نتوقع منه رد فعل أقل من رد فعل أي أميركي أبيض أو أي أميركي آخر، كما كان ردة فعله الأولى. وبالإضافة لإشارته في كلمته لمعاناته هو شخصياً من التصنيف العنصري، فإن الرئيس تحدث كذلك عن جهوده التشريعية لمعالجة الموضوع على المستوى المحلي، وكيف أنه عندما كان سيناتوراً في ولاية إلينوي، بذل جهداً كبيراً من أجل تمرير تشريع بشأن هذا الموضوع. ورغم ذلك فإنه من الممكن جداً أن يكون لملاحظات الرئيس الصريحة يوم الجمعة، تأثير يفوق بكثير تأثير أي قانون أو تشريع مهما كان. لماذا؟ لأن أقوى رجل أسود في العالم برر الخوف الذي سكن معظم الأميركيين السود عقب القرار الصادر بتبرئة زيمرمان، وهو خوف قلل الأميركيون من غير السود من شأنه، ووصفوه بأنه نوع من البارانوايا التي تشارف الهستيريا. بعد كلمات الرئيس، فإنك إذا ما كنت شاباً أسود، أو أماً أو أختاً أو أباً أو أخاً لشاب أميركي أسود، فإنك لن تشعر بأنك معتوه لأنك شعرت بهذا الخوف، وعبرت عنه لأن هذا تماماً هو ما فعله الرئيس الأميركي نصف الأسود والمتعلم في أرقى الجامعات الأميركية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©