الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاعتماد على النفس

10 أغسطس 2014 01:28
حديث الاعتماد على النفس، هو حديث متشعب الجوانب، فهو يعني الفرد والمجتمع، على حد سواء. فعلى الصعيد الفردي، يجب على كل فرد منا الاعتماد على نفسه، في تسيير أموره، وقضاء حاجاته، من أجل تحقيق أهدافه في الحياة. والمثل العربي أو الشعبي يقول: (ما حك جسمك غير ظفرك، فتولى أنت جميع أمرك)، وهكذا يجب أن يكون شعارنا دائماً هو الاعتماد على النفس في كل نواحي الحياة، فالأهداف والطموحات بالنسبة للفرد والمجتمع، كثيرة ولا حصر لها، وتحقيقها لا يمكن أن يكون بالتراخي، أو الاعتماد على الآخرين، بل هو نتاج عمل متواصل، وجهد مخلص يكون وفق منظومة عمل متكاملة، أساسها القوة والإيمان، والصبر والتحمل على مواجهة كل الصعاب والتحديات، وهديها العلم والمعرفة، فبهذه القيم السامية، يمكننا الاعتماد على النفس. التجارب الإنسانية في مجال الاعتماد على النفس، على الصعيدين الفردي والجماعي، لها من الشواهد التاريخية التي تعلمنا ولا نزال نتعلم منها. والفرد منا عندما يعتمد على نفسه في أداء عمله، وتحقيق أهدافه، حتماً سيجني ثمار جهده، وسيشعر بالراحة والاستقلال في اتخاذ قراراته، وفق منهج حياة منظم ومدروس. وبهذا سيتمكن من الارتقاء بمستوى كفاءته في الإنتاجية، وهي إنتاجية العمل المتواصل التي تُحقق له المزيد من العطاء. أما على المستوى الجماعي، ونقصد به اعتماد الدول على نفسها في توفير مصادر التنمية والاقتصاد، فإن تنمية المجتمعات، تتطلب إيجاد قاعدة قوية من الاستثمار، وذلك من خلال إنشاء مشاريع إنتاجية متنوعة، ومتعددة الجوانب، بحيث تسهم تلك المشاريع في تنويع مصادر الدخل لمختلف الدول. على المستوى العالمي، نرى الكثير من الدول التي اعتمدت على نفسها قد نجحت في خططها التنموية، حيث ازدهرت وتقدمت مستويات الحياة في المجالات كافة، وبصفة خاصة المجال الاقتصادي، وهو عصب الحياة كما نعرف جميعاً، في كل زمان ومكان. لقد نجحت تلك الدول، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة التي نجحت بفضل الله، وبفضل التخطيط الاستراتيجي السليم في إعداد وتنفيذ المشاريع الإنتاجية، وتوفير البنية التحتية لتنفيذ تلك المشاريع الخدمية وغيرها من المشاريع ذات الطابع الاستثماري الذي يوفر عوائد عالية. وقبل ذلك، إعطاء مواطنيها الفرص الكاملة في المشاركة الإيجابية في العمل، والبناء والتنمية، وذلك من خلال تأهيل القدرات والمواهب كافة التأهيل الكامل من خلال برامج التعليم والتدريب المستمر للطاقات كافة، خاصة تأهيل طاقات الشباب، وهم ركيزة التنمية والتقدم لكل المجتمعات. الاعتماد على قدرات الوطن في موارده البشرية والطبيعية، هو أفضل استـثمار يمكن تحقيقه في إطار العمل الجاد في تنويع مصاردر الدخل، والارتقاء بمستويات أداء قوة الاقتصاد الوطني. فإلى المزيد من التنويع في قاعدة الاقتصاد لكي نتمكن من الاستمرار في تحقيق المزيد من العطاء على الصعد كافة، الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. فما أحوجنا أن نكون دائماً القدوة في الاعتماد على النفس، في كل شيء، وأن نتخذ من مبدأ التعاون ومساعدة الآخرين باباً يفتح لنا آفاق الاعتماد على النفس. همسة قصيرة: الاعتماد على النفس يُحقق المنجزات. صالح بن سالم اليعربي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©