الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إندونيسيا قلقة من «داعش»

9 أغسطس 2014 23:10
أدانت السلطات الإندونيسية الأسبوع الجاري أعمال العنف التي يرتكبها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، المعروف اختصاراً باسم «داعش»، الذي سيطر مسلحوه على مساحات شاسعة من الأراضي في كل من العراق وسوريا، وقتلوا مئات الأبرياء من المدنيين في المواجهات التي ترتبت على ذلك. وقد أمرت السلطات بفرض حظر على فيديوهات «يوتيوب» التي تؤيد «الجهاديين» بأي طريقة كانت. ورغم كونها الدولة الأكبر من حيث تعداد السكان المسلمين على مستوى العالم، إلا أن إندونيسيا أيضاً دولة تعددية حيث يوجد فيها عدد كبير من الجماعات العرقية والأقليات الدينية. ورغم ذلك تكافح حكومتها وتبذل جهوداً استثنائية في مكافحة التشدد، وتشعر بالقلق جراء خوف حقيقي من أي تفاقم لنزعات التطرف المحلي. وفي هذا السياق، قال «دجوكو سويانتو»، القائد السابق للجيش الإندونيسي الذي يتقلد الآن منصباً رفيعاً في الوزارة التي تم تشكيلها حديثاً «إن الحكومة ترفض وتحظر تعاليم تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتطرفة الأخرى، كي لا يظهر أثرها الضار في إندونيسيا، لأنها ضد ثقافة البلاد المتسامحة، وفلسفة التنوع في ظل الدولة المركزية للجمهورية الإندونيسية». ولاشك أن تلك الدولة التي تمتد على أرخبيل من الجزر في جنوب شرق آسيا، تقع على بعد آلاف الأميال من ساحات الصراع في العراق وسوريا، ولكنها أيضاً ليست بمنأى عن تأثير مخاطر جماعات العنف والإرهاب العالمي. وتعتقد السلطات الحكومية في إندونيسيا أن هناك نحو 30 إندونيسياً في كتيبة المقاتلين الأجانب التابعة للدولة «الداعشية» المزعومة، حسبما أفادت صحيفة «جاكرتا بوست». وقد أظهر فيديو تم تحميله مؤخراً على موقع «يوتيوب» «جهادياً» يُدعى «أبو محمد الإندونيسي» يحرض مواطنيه من الإندونيسيين على الانضمام إلى «المعركة» ومبايعة «الدولة الإسلامية» التي أعلنت «خلافة» في المناطق التي تحتلها. وقد ضعف «الجهاديون» في إندونيسيا بشكل كبير خلال العقد الماضي، بعد تشديد الإجراءات الأمنية بصورة قوية من قبل قوات الأمن الإندونيسية. ولكن تيار الإسلام السياسي لا يزال أيضاً قوياً في أجزاء كثيرة من البلاد. وهناك جيوب أخرى يوجد فيها مستوى أقل من الدعم للقضايا «الإسلامية» الخارجية واسعة النطاق. ومن ثم، لا تزال هناك نزعة خوف من ارتكاب أعمال عنف ضد أقليات دينية، بما في ذلك أعضاء الطائفة «الأحمدية» المحاصرة. وقد أفادت خبيرة الإرهاب الإندونيسية «سيدني جونز»، متحدثة إلى قناة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية الأسترالية في يونيو الماضي، بأن هناك انقساماً بين «الجهاديين» المتعصبين في البلاد بشأن أي الفصائل الإسلامية المقاتلة هي التي تستحق «التأييد» في سوريا! وأعربت عن اعتقادها بأن الشيء المقلق من عدة أوجه هو أن تنظيم «داعش» ربما يحظى الآن على ما يبدو ببعض التأييد من قبل الفصائل المسلحة المتطرفة في إندونيسيا، وربما يؤيد المسلحون الأقل تطرفاً جماعة إرهابية أخرى تدعى «جبهة النصرة» الموالية لتنظيم «القاعدة» والمنافسة لـ«داعش». وحسبما ذكرت مجلة «التايمز»، فلم تكن تدابير إندونيسيا من قبل كافية لتجفيف منابع دعم الجماعات المتطرفة في الخارج. وربما أفضى ذلك التسامح في بعض الأحيان إلى حوادث مثيرة للقلق والاضطراب؛ وقيل إن أنصار «الدولة الإسلامية» عقدوا في جاكرتا حشداً مؤيداً في مارس الماضي، وفي يونيو وضع إسلاميون متطرفون شارات «الدولة الإسلامية» وأثاروا القلق في نفوس الأسر التي كانت تحتفل أثناء عطلة نهاية الأسبوع في مدينة «سولو» بإقليم «جافا». ولكن تشي التصريحات الأخيرة التي أدلت بها الحكومة، بأنها تعتزم اتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من قد يبدي التضامن مع تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©