الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات رقائق الذاكرة تعيد حساباتها

شركات رقائق الذاكرة تعيد حساباتها
21 يناير 2012
منذ منتصف ستينيات القرن الماضي تعتبر رقائق الذاكرة بمثابة وقود عصر المعلومات، بالنظر إلى أنها من الأهمية لأجهزة الكمبيوتر وغيرها، إلى درجة أن المصنعين يتنافسون بلا هوادة سعياً إلى زيادة سعة الرقائق وتقليل تكلفة إنتاجها. وكُشف مؤخراً عن أن البيدا ميموري آخر شركـة تصنيـع رقـائـق ذاكرة كبرى في اليابـان، تسعى إلى الحصول على حزمـة إنقـاذ مالية من عملائها، وهو ما يشير إلى الصعوبات التي تواجه المتنافسين في سباق رقائق الذاكرة. وتهيمن الآن سامسونج الكترونيكس وهانيكس سيميكوندكتور الكوريتان الجنوبيتان على إنتاج الرقائق ذات حجم ظفر الإصبع المستخدمة في منتجات متنوعة كالساعات وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة التلفاز. وتعتبر مايكرون تكنولوجي المتمركزة في الولايات المتحدة متساوية تقريباً مع شركة البيدا في المركز الثالث بفارق كبير عن المركز الأول في قائمة منتجي رقائق الذاكرة. غير أن الطلب على أجهزة الذاكرة ثبت على مستوى معين ولم يعد لهذا النشاط نفس الأهمية التي كانت لصناعة أشباه الموصلات من قبل. ووصل الحال إلى أنه حتى كبريات شركات السوق في هذا المجال تسعى إلى تنويع إنتاجها، وهو ما يعزى إلى سببين رئيسيين هما تقلص الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصية التي تعتبر أكثر الأجهزة استخداماً لرقائق الذاكرة، والارتفاع الحاد لتكلفة بناء مصنع رقائق جديد. ولم يعد مشترو أجهزة الكمبيوتر الشخصية يرون أن هناك حاجة إلى شراء كثير من هذه الرقائق التي تعرف باسم درام DRAM (وتعني ذاكرة الدخول العشوائي النشط) لتعزيز أجهزتهم مثلما درجوا عليه من قبل. إذ أن مزايا أداء الكمبيوتر تستمد من مكونات أخرى تشمل نوعاً مختلفاً من الذاكرة يسمى ناند فلاش NAND Flash، الذي بدأ يبرز في عملية تخزين البيانات التي طالما نفذتها سواقات الأقراص الصلبة. وكان استخدام درام بدائياً ومزعجاً، وتخلت إنتل عنه خلال ثمانينيات القرن الماضي، حين سيطر مصنعون يابانيون على أكثر من 70% من حصة السوق، ثم تخلت أيضاً شركة تكساس انسترومنتس عنه في تسعينيات القرن الماضي. ومنذ ثلاث سنوات مضت، قررت شركة كيموندا التي خلفت فرع إنتاج رقائق الذاكرة بشركة سيمنس المتمركزة في ألمانيا إغلاق أبوابها. كما تتكبد مايكرون خسائر في مجال إنتاج رقائق درام، غير أنها لم تبد ما يشير إلى عزمها على الانسحاب، وراحت تكثف جهودها في مجالات عليها إقبال كبير أثناء إنشائها فرعاً متخصصاً في رقائق ناند فلاش، وتقول إن ما يلقاه منافسوها من عقبات ربما يتيح لها الفرص، وقال ستيف ابلتون رئيس تنفيذي مايكرون الشهر الماضي: “أعتقد أن بعض تلك الشركات يزداد وهناً، الأمر الذي ينتظر أن يأتي للآخرين بشيء من القوة”. وتضرر الجميع بصعود المصنعين الآسيويين الذين حصل بعضهم على دعم من حكوماتهم في بداية الأمر، والذين أتقنوا فن بناء المصانع وتقليص التكاليف. ومن عيوب التأخر في هذا السباق الاضطرار إلى التنازل عن مزايا تحديد الأسعار وحصص السوق لمنافسين آخرين. ونتيجة لذلك ظل المصنعون يبنون المصانع حتى حين بدأ الطلب على درام في التباطؤ في منتصف العقد الأول من الألفية الثانية. غير أنه لم يتصور أحد التحول في أجهزة الكمبيوتر الذي سيقوض الطلب ويقود إلى إفراط المعروض من رقائق درام. وقال مايك هوارد محلل رقائق الذاكرة في مؤسسة آي إتش إس اي سبلاي البحثية: “لقد بالغوا في السعة منذ خمس سنوات مضت إلى درجة لاتحتاجها الصناعة اليوم”. تراجعت أرباح درام العام الماضي بنسبة تفوق 30% نظراً لأن المعروض تجاوز المطلوب بفارق كبير ويوجد لدى المصنعين حالياً من المخزون من الرقائق ما يكفي لقرابة 13 أسبوعاً، وهو أكثر كثيراً من مخزون التسعة أسابيع المعتاد، حسب تقديرات هوارد. ومن المرجح لإيرادات ناند فلاش أن تتجاوز إيرادات درام في عام 2012 للمرة الأولى حسب توقعات محللين. هذا في الوقت الذي ارتفعت فيه تكلفة بناء مصنع وتجهيزه ارتفاعاً كبيراً إلى ما يتراوح بين 5 مليارات و10 مليارات دولار وهو يزيد كثيراً جداً عما يحتمله جميع الشركات باستثناء أكبرها. ولا تنتج سوى سامسونج وهاينكس أكثر مما قيمته 5 مليارات دولار من المبيعات السنوية لرقائق درام. زادت حصة سوق سامسونج المتصدرة الصناعة إلى 45% بحلول آخر شهر سبتمبر من 41% من عام مضى. ولكن حتى سامسونج لا تعتبر محصنة من محاذير النشاط ومخاطره. إذ أعلنت الشركة مؤخراً توجهات أرباحها التي أبرزت أن أرباحها التشغيلية لربع السنة الرابع حققت مستوى قياسياً، مدفوعة في المقام الأول بقوتها في مجال الهواتف الذكية. غير أن سهمها تراجع بنسبة 1,4% حين رأى محللون أن أرباحها من رقائق الذاكرة تقلصت. هذا في الوقت الذي تهرول سامسونج نحو تنويع رقائقها المنطقية التي تأتي على الأرجح بأرباح أكبر. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©