إعداد - أيمن جمعة:
سجلت بنوك منطقة الشرق الاوسط بصفة عامة، والخليج بصفة خاصة نتائج قوية عن أنشطة النصف الاول من العام الحالي، وهو ما بعث مشاعر الطمأنينة في نفوس المحللين الذين حذروا من وطأة الاثار السلبية للحركات التصحيحية التي عصفت بأسواق الاسهم على قطاع البنوك·
ونقلت مجلة ''ميد'' عن مونيكا مالك كبيرة الاقتصاديين في بنك ستاندرد تشارترد ''القطاع المصرفي هو مرآة للاوضاع الاقتصادية· العوامل الاساسية للاقتصاد لا تزال قوية وهناك فرص اقراض كبيرة· استطاعت البنوك تفادي فقاعة الاسهم·''
وتظهر النتائج نموا قويا في الارباح والميزانيات العامة لدى البنوك الخليجية، رغم ان بعض هذه البنوك كانت لها استثمارات قوية في البورصات· ويقول مراقب ''نشرت غالبية البنوك الخليجية بياناتها المالية عن النصف الاول من العام، والتي كانت مشجعة للغاية· فقد أظهرت بيانات البنك التجاري الوطني السعودي وهو أكبر مؤسسة مصرفية في العالم العربي أنه حقق أرباحا عن أنشطة الشهور الستة الاولى من 2006 تزيد بنسبة 40 % تقريبا مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي·''
وربما كانت الانظار أكثر اهتماما ببنك الراجحي السعودي الذي كان مرتبطا بقوة بسوق الاسهم السعودي (تداول) الذي هوي بنسبة 50 % خلال الفترة من نهاية فبراير وحتى بداية يونيو من العام الجاري· لكن المفارقة ان هذا البنك نجح رغم ذلك في رفع أرباحه بنسبة 430 % لتصل الى 357,3 مليون دولار خلال النصف الاول من العام··! ولم يشذ عن غالبية المصارف السعودية التي نجحت في تفادي ترنحات سوق الاسهم سوى البنك السعودي الهولندي الذي تراجعت أرباحه بنسبة 20 % الى 97 مليون دولار·
وامتدت موجة البيانات القوية الى الكويت حيث أعلن البنك الوطني وهو الاكبر هناك أن أرباحه زادت بنسبة 32 % خلال النصف الاول من العام لتصل الى 447 مليون دولار بينما وصلت النسبة الى 52 % في بنك قطر الوطني·
وسارت غالبية البنوك الاماراتية في الطريق نفسه تتقدمها مجموعة بنك الامارات التي رفعت أرباحها بنسبة 36 % الى 971 مليون درهم، والبنك الوطني المتحد الذي رفع أرباحه بنسبة 20 % الى 627 مليون درهم، وبنك الفجيرة الوطني، الذي سجل زيادة نسبتها 40 % الى 105 ملايين درهم· ولم يشذ سوى بنك دبي الوطني حيث تراجعت أرباحه بنسبة 21 % الى 504 ملايين درهم·
وفي البحرين أعلن البنك الاهلي المتحد ارتفاع ارباحه بنسبة 37 % الى 108 ملايين دولار فيما زادت أرباح البنك الخليجي المتحد بنسبة 40 % الى 45,4 مليون دولار· وسجل بنك مسقط العملاق في سلطنة عمان زيادة في الارباح بنسبة 33 % الى 72,7 مليون دولار فيما ارتفعت أرباح بنك عمان الوطني بنسبة 97 % الى 33,7 مليون دولار·
ويقول المراقبون ''واجمالا، فان البنوك الخليجية تنمو بقوة وهي من أكثر المصارف ربحية على مستوى العالم·
هذه الاحصائيات تؤكد صحة أقوال المسؤولين التنفيذيين للبنوك بان ترنحات أسواق الاسهم الخليجية منذ بداية العام لم يكن لها تأثيرات كارثية على قطاع المال والبنوك· البنوك الاقليمية نجحت في استيعاب هزات أسواق الاسهم وحرصت على ادارة استثماراتها وتنويعها بشكل جيد· وكانت جائزتها في صورة النتائج النصف سنوية القوية·''
ومع ذلك فان هناك من يحذر من ان الاثار الكاملة لترنح أسواق الاسهم ربما لم تظهر بعد، ولذا يتعين الانتظار لاعلان النتائج السنوية الكاملة لمعرفة التكلفة الحقيقة التي تكبدتها البنوك نتيجة هزات البورصات· ويقول محلل ''يجب عدم الخروج باستنتاجات مبالغ فيها من نتائج النصف الاول·''
عدد اليوم
