الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هلال الصوافي: الخجل يعوق تفجر طاقات الأطفال الإبداعية

هلال الصوافي: الخجل يعوق تفجر طاقات الأطفال الإبداعية
24 يوليو 2011 19:46
يقدم مركز المواهب والإبداع بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث برنامجاً صيفياً للأطفال، يتضمن دورات فكرية وإبداعية، ومن هذه البرامج برنامج “المبدع الصغير”، الذي يقدمه هلال الصوافي، مدير مركز ملتقى المواهب لخدمات التدريب، والمدرب المعتمد في علم البرمجة اللغوية العصبية، والمدرب المعتمد في علم الطاقة، ويحاول هلال الصوافي، من خلال محاضراته والدورة المتخصصة التي يقدمها للأطفال تحت عنوان “المبدع الصغير” تطوير مهارات الصغار وتنميتها، أكد هلال الصوافي أن الإبداع ليس حصرياً بفئة معينة من الأطفال، بل هو قدرة يملكها كل شخص وكل طفل مهما كان مستواه من الذكاء، ويضيف “آينشتاين عالم الذرة الشهير كان في صغره يكتب اسمه بالمقلوب فتستدعي معلمته والدته، لتطلب منها أخذ ابنها “الفاشل” إلى المنزل بحجة أنه لا فائدة من تعليمه، وهذا نيوتن العالم الشهير وصاحب نظرية الجاذبية الأرضية ينظر إلى سقوط التفاحة من جانب مضحك جداً، فنحن لو كنا مكانه لاكتفينا بأكلها”. الإبداع ممكن يشير الصوافي إلى أن كل طفل بإمكانه أن يصبح مبدعا إذا تم الاعتناء به، وفي هذا الصدد يقول “يجب أن نطرح الأشياء بطريقة غير تقليدية، يعني أن نكون نحن أول من طرح هذه الفكرة، ولا يتأتى ذلك إلا بالنظر للشيء من زاوية أخرى لا ينظر إليها الآخرون كما فعل العالم الفرنسي الأعمى لويس برايل عندما ابتكر الطريقة العالمية لتعلم العميان بأسلوب النقاط، حيث عارضه الناس واتهموه بالجنون لمدة 30 سنة، وفي النهاية تم اعتمادها وتعميمها، بعد وفاته”. ويوضح أنه يعتمد على وسائل تعليمية متقنة لتمرير رسائله للصغار، ويقول “في بداية برنامجنا أردت أن أزرع الثقة في نفوس المشاركين بأنهم زهور إبداع، وذلك بأن يعرف كل واحد باسمه شرط أن يقدم اسمه بكلمة “المبدع”، ومنعت أن ينادي أحد الآخر باسمه المجرد دون كلمة أخي المبدع فلان، ولكن ما لفت نظري أن هناك مجموعة من الأبناء كانوا شديدي الخجل من تسمية أنفسهم بهذا الاسم، ولعل ذلك يعود لقلة تعود البعض على التعزيز الإيجابي داخل المنزل وهو ما تأكده الدراسات العلمية التي تكشف عن أن الحاجز الأساسي الذي يمنع 93% من الأطفال عن التعليم هو عدم ثقتهم بأنفسهم، ومن هذا المنطلق خرجت بالحكمة التالية: ليس من الصعب أن تصبح مبدعا ولكن من الصعب أن تقنع نفسك أنك مبدع”. ويوضح الصوافي أنه نهج طريقة التسلية لتوصيل معاني الإبداع للصغار، ويضيف “كان من الضروري أن نوضح لأطفالنا المشاركين معنى الإبداع، ولكن بشكل مسل وممتع، ولذلك طرحت لهم مشكلة صديقنا باسل مع قطته، وأوجزت القصة فيما يلي أن القطة هربت منه، رفضت العودة معه، حيث أمها هربت إلى قبو المنزل المظلم الذي لا توجد فيه كهرباء، ومصباح والده اليدوي معطل، ففوجئت بإجابات إبداعية من طفل عمره ثماني سنوات وهي أن يستخدم خاصية انكسار الضوء باستخدام المرآة، ما زادني حماسا لإعطاء هؤلاء المبدعين الكثير من المعلومات. وتأكدت لي نظرية المستويات العمرية والإبداع والتي تشير إلى أن أطفال الحضانة لديهم إبداع بنسبة تتراوح ما بين 95 إلى 98%، أما المرحلة الابتدائية فتتراوح ما بين 70 إلى 86%، وبعد أن عرفت لهم مفهوم الإبداع بدأت في تعليمهم مهارات الإبداع بشكل ممتع ومثير ومشوق”. حول كيفية تحفيز الأطفال على المشاركة لطرح أفكارهم الإبداعية، يقول الصوافي “طرحت لهم مجموعة من المشكلات الواقعية والقريبة منهم، وطلبت منهم التفكير في إيجاد حلول إيجابية وإبداعية لها وبعضها كالتالي: صديقك درجاته متدنية ويريد منك مساعدته بأفكار إيجابية لرفع من مستواه، صديق آخر والداه غاضبان منه، فكيف يراضيهما وبأسلوب غير تقليدي، صديقك يعاني من سمنة مفرطة ويطلب منك مساعدته لتخفيف وزنه بطرق صحية وإبداعية”. مهارات إبداعية ويضيف “التعود على التغيير أو المرونة، هو متطلب أساسي من متطلبات الإبداع، فمن الإبداع أحيانا أن تمثل على المسرح بطريقة مغايرة، ومن الإبداع عكس الأشياء فمثلا كنا سابقا نحن الذين نتحرك والسلم ثابت، والآن نحن ثابتون والسلم يتحرك في السلم الكهربائي، ومن الأكيد أن كل هذا الإبداع لا يتحقق دون المرونة. وفي هذا الإطار قمت بعرض تدريب للمبدعين الصغار ويسمى بتدريب “النقاط السبع” بحيث لا يمكن حله إطلاقا دون تحرير الدماغ والتفكير بعيدا عن طرق التفكير التقليدي”. ويتابع الصوافي “حب الاستطلاع والمساءلة مهارة مهمة لتحقيق الإبداع، بحيث أن الطفل الأكثر تأملا واستطلاعا، يكون أكثر تساؤلا، ولذلك من الأشياء التي لا يمكن قبولها بأي حل من الأحوال في عملية التربية هو أن تقوم بإسكات ابنك عندما تكثر أسئلته عما حوله من الأشياء، بل بالعكس شجعه على السؤال الدائم والاستفسار الدائم فهذا يعني إدراك قوي وتأمل رائع”، مشيراً إلى أن ابن عباس سؤل “كيف تعلمت، فأجاب رضي الله عنه، بقلب عقول ولسان سؤول”. إجابات مبتكرة يقول الصوافي “القدرة على توليد عدد كبير من البدائل أو المترادفات أو الأفكار أو المشكلات، أو الاستعمالات عند الاستجابة لمثير معين، والسرعة والسهولة في توليدها، وهي في جوهرها عملية تذكّر واستدعاء اختيارية لمعلومات أو خبرات أو مفاهيم سبق تعلمها، ولتحقيق ذلك في دورتنا قمنا بلعب لعبة ممتعة توظف الكثير من مهارات الطلاقة، وهي أن أبدأ أنا بقصة خيالية، وأتوقف عند حدث معين يتوجب على الذي يأتي بعدي أن يكمل القصة بأي شيء خيالي ثم يقف كذلك عند نقطة معينة بعدها يكمل الآخر وهكذا”. ويشير إلى أن نهاية البرنامج كانت مميزة ومفيدة، إلى ذلك يقول “قمنا بطرح ثلاثة أسئلة مهمة، وطلبت من أطفالنا المبدعين التفكير في الإجابة عليها وبصورة إبداعية منها كيف أكون مبدعا في المنزل؟ وكانت إجاباتهم على هذا السؤال محصورة تقريبا: في عدة إجابات أهمها استغلال الأمثل لأوقاتنا بما هو مفيد مثل القراءة والكتابة ومساعدة والدينا وإخواننا، ومنهم من ذكر طريقة إبداعية رائعة وهي استغلال أغراضنا في المنزل الاستغلال الأمثل حتى بعد تلفها، وما شد انتباهي هو تجلي الكثير من صفات المجتمع على تفكير أبنائنا، حيث أجاب أحدهم بالتصدق بمجموعة حاجياته المدرسية للفقراء والمساكين وخاصة الجيدة منها بالتعاون مع بقية إخواني “صفة الكرم” وهي من الصفات المعروفة في مجتمعنا الإماراتي والمجتمعات العربية، كيف أكون مبدعا في المدرسة؟ ومن الإجابات التي أعجبتني كانت لأحد المبدعات الرائعات حين أشارت إلى أنها ستكتب أهدافها اليومية والشهرية، وماذا تريد أن تكون في المستقبل حتى يعينها على المذاكرة وحب المدرسة، أما طالب مبدع آخر فأجاب بأنه سيبتكر طريقة جديدة ومبدعة للإذاعة المدرسية وسيقدمها للمعلم المشرف”. ويضيف “أنا متأكد من أن هناك الكثير من الإجابات المبدعة والأفكار المتميزة موجودة في عقول أبنائكم، ولكن تحتاج فقط إلى استخراج وتشجيع وتنظيم أما عن كيف أكون مبدعا في الحارة، السوق أو المسجد فأشار جميعهم وبشكل مبدع ورائع إلى مساعدة الآخرين وكسبهم باحترامهم وتقديرهم، أما من الإجابات المتميزة التي أعجبتني فهي اقتراح أحد المبدعات وهي في الصف السابع بإنشاء “جمعية الأطفال لحماية بيئة حارتنا”، ويتم اعتماد أسماء المجموعة في البلدية، وتخصيص مكافأة سنوية لهم، وهدف المجموعة تنظيف الحارة من المخلفات وتوعية أهلها بالأسلوب العلمي للتخلص من النفايات وإنشاء ملتقيات بيئية لأهل الحارة، ومن خلال إجاباتهم المتميزة تأكدت كتغذية راجعه لبرنامجنا من وصول المعنى الحقيقي للإبداع في نفوسهم وعقولهم، وتأكدت من خروجنا من جانب عملي وتطبيقي لعنوان برنامج “المبدع الصغير”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©