الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللعب ..العلاج الناجح لمشاكل وانفعالات الأطفال

اللعب ..العلاج الناجح لمشاكل وانفعالات الأطفال
24 يوليو 2011 19:47
العلاج باللعب يعتبر من أنجح البرامج الإرشادية مع الأطفال، فللعب أهمية كبيرة للأطفال، فهو يعتبر حاجة نفسية من الحاجات المهمة في مرحلة الطفولة بشكل خاص. والأطفال أثناء اللعب يمكن أن يكشفوا عن انفعالاتهم المختلفة، ومشاكلهم الدفينة التي لا يستطيعون التعبير عنها في غير أوقات اللعب. فملاحظة الأطفال خلال اللعب يمكن أن يسهم في فهم سلوكياتهم الغريبة إن وجدت، كما تفيد في فهم ما يعانون منه من اضطرابات، وأهمها اضطراب الكلام، فكثير من الأطفال لا يستطيعون التعبير اللفظي عما يجول في خواطرهم، أو ما يعانونه من صراعات وتوترات نفسية، ويمكن الكشف عن هذه التوترات من خلال اللعب، كذلك يمكننا استخدام اللعب كجانب من بعض الاختبارات الاسقاطية، حيث يسقط الطفل ما يعانيه على الدُمى، أو على الأدوات المخصصة للعب، أو حتى على رفاقه، فالقصص التي يسردها الطفل، مثلاً: أثناء لعبه مع أصدقائه قد تكون أحياناً واقعاً يعيشه الطفل أو تعبيرا عن علاقته بوالديه، أو إخوته، أو معلميه، ومن طبيعة الطفل العشوائية وعدم التصنع، وتزيد هذه العفوية عندما يندمج الطفل في اللعب لأنه يقوم به دون غاية مسبقة أو تخطيط. نظريات ترى الأخصائية النفسية غزالة مصطفى الطيف، أن اللعب يعتمد على أساس غريزي، ويضمن لنا سير السلوك في طريقة السوي، ويعتبره البعض نشاطاً دفاعياً تعويضياً، ويراه البعض الآخر تعبيراً عن متاعب الأطفال. فالبرنامج السابق في العادة يقوم به الأخصائي الاجتماعي في الروضة أو المدرسة، أو المعالج النفسي في العيادات، ونعلم جميعاً حداثة هذه المهن والتي ربما تعرض القائمين بها إلى الكثير من المشاكل والصعوبات تتمثل في عدم تعاون المدرسة أحياناً أو أولياء الأمور، أو نقص الإمكانات المادية لذلك، أو خجل الناس من التردد على العيادات النفسية خجلاً. وتضيف الطيف:” إن المرشد الناجح هو الذي يستطيع أن يقيم علاقة طيبة وودية مبنية على الثقة بينه وبين الطفل، وأن يكلفه(أي الطفل) بالقيام بالعديد من الأدوار، مثل: الزمالة، القيادة،الصداقة … إلخ ، فجماعة اللعب تمثل صورة مصغرة من حياة المجتمع الذي يعش فيه الطفل، وكذلك يستطيع الطفل ربط الحقيقة بالخيال من خلال اللعب، وكذلك يستطيع الطفل الفصل بين ما هو ذاتي وما هو غير ذاتي ، وكذلك يفيدنا العلاج الجماعي باللعب في إكساب الطفل الشجاعة في القيام بالعديد من الأعمال التي هو في العادة يبتعد عنها وتنتابه حالات خوف منها، وما نقصده هنا بالخوف هو الخوف المرضي الناتج عن القلق والتوتر”. الخوف المرضي تكمل الطيف:”عندما يقوم طفل في المجموعة مثلاً يلمس بعض الأشياء المادية أو بعض الحيوانات الأليفة التي تعتبر مدعاة للخوف عند بعض الأطفال. فبالطبع فإن ذلك تشجيع للأطفال حيث قد يشعرون بالخجل من الخوف منها أمام زملائهم فيندفعون نحوها ويتعرفون عليها ويمتلكون خبرة بأن هذه الأشياء لا تشكل مصدر خطر بالنسبة لهم، وبذلك نكون قد قضينا على الخوف المرضي من شخصيات هؤلاء الأطفال، مثل الأطفال الذين يمصون الأصابع أو يقضمون الأظافر، وهذه السلوكيات هي تعبير عن رغبات دفينة في الاستقلال والتعبير عن الذات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©