الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رشا ناصر تؤكد أهمية القراءات والدلالات الجمالية قبل النص وبعده

رشا ناصر تؤكد أهمية القراءات والدلالات الجمالية قبل النص وبعده
17 يوليو 2012
تقترح الناقدة السورية رشا ناصر العلي مصطلح “ما قبل النص” لقراءة الدلالات الجمالية والفكرية المتعلقة بـ”الغلاف” و”العنوان” و”الإهداء” و”المقدمة”؛ وذلك باعتبار أن هناك مرحلة ثانية هي “قراءة النص” ومرحلة ثالثة هي “ما بعد النص” وتمثل هذه المراحل الركائز الثلاث الأساسية لقراءة أي كتاب سردي. وتقول”العلي” في بحثها الفائز بالمركز الثاني في مسابقة الشارقة للإبداع العربي ـ الإصدار الأول ـ والذي صدر أخيرا ضمن منشورات دائرة الثقافة والإعلام تحت عنوان “تقنيات السرد الروائي.. ما قبل النص” في ستين صفحة متوسطة القطع؛ “إن أهمية قراءة مرحلة “ما قبل النص” إنها تعتمد حضور المتلقي الإيجابي الذي يتابع تلك الركائز بالتفسير حينا والتأويل حينا آخر”. وتشير الباحثة في الجزء الأول من بحثها إلى أن “الغلاف” يقدم “علامة أيقونية” قد تكون صورة فوتغرافية وقد تكون لوحة فنية، قديمة أو حديثة، لفنان مشهور أو مغمور، وقد تكون مجردة أو واقعية، وقد يكون الغلاف فراغاً، ولكن كل هذه المكونات تثير شحنة دلالية تلفت المتلقي وتهيئه لما قد يقابله في متن النص، لذا “يتحول الغلاف من صيغة تشكيلية إلى صيغة لغوية لا تقل أهمية عن النص المقروء”. أما العنوان، تقول العلي، فهو بمثابة المبتدأ للخبر في علاقته بالنص “إذ الخبر هو المتمم للفائدة من المبتدأ ودون المبتدأ يظل الخبر في حالة نقص وغموض”، وتمضي الناقدة السورية في تعيين أهمية العنوان في وضعية “ما قبل النص”، وتضيف “إن قراءة العنوان تحتاج عدة خطوات إجرائية تبدأ من المتابعة التحليلية لمفرداته مع ملاحظة كون البنية الصياغية مكتملة، أو كانت ناقصة بحذف شيئ منها وملاحظة حالة البنية من الإيجاز أو الإطناب..” وثمة خطوة ثانية في قراءة العنوان وتتصل بوقعه أو تردده في متن النص. وفي حديثها عن “المقدمات” وشغلها في مرحلة “ما قبل النص” تذكر العلي أن هذه المقدمات قد تكون أقوالاً لمفكرين وقد تكون نصوصاً مقدسة وقد تكون من نصوص إبداعية، وقد تكون موجزة في جملة وقد تكون فقرة، وفي كل حال تؤشر “المقدمات” إلى “ثقافة الكاتب” أو عقيدته أو مذهبه وتضيف العلي” لا يكاد القارئ يدرك علاقة التقديم بالمؤلف من ناحية وبالنص من ناحية أخرى إلا بعد فراغه من قراءة النص” ! أما “الإهداء” الذي يتصدر الكتاب فهو يشارك العنوان وظيفته الفنية “فكل منهما يمكن أن يكون أداة لفتح النص أمام القراءة “وتشير العلي إلى أن “الإهداءات تحولت إلى نوع من التقديم الذي يفصح عن ثقافة الكاتب واتجاهه الفكري الذي كان صداه المباشر وغير المباشر في النص” وتختبر الباحثة رؤاها من خلال قراءة أعمال مثل “التبر” لإبراهيم الكوني و”بنات الرياض” لرجاء عالم و”تغريدة البجعة” لمكاوي سعيد و”الخباء” لميرال الطحاوي وسواها. يشار إلى أن ثمة جهوداً نظرية عربية عديدة قاربت الموضوع ذاته، ولكنها استخدمت دائما مصطلحات مثل “العتبات” الذي كرسه جيرار جينت بدءاً من 1989 بعد صدور كتاب له بذات العنوان، أو”عتبات النص” أو”النص الموازي” ولكن العلي تغفل كل ذلك إذ لم تشر إليه لا في متن كتابها ولا في هوامشه!
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©