الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسين رياض عملاق من زمن الأصالة احتل دور «الأب الحنون»

حسين رياض عملاق من زمن الأصالة احتل دور «الأب الحنون»
24 يوليو 2011 19:50
تثبت الأيام استحالة تكرار ظهور العمالقة عبر أجيال متقاربة، وهو ما يتجلى في حالة الفنان الراحل حسين رياض الذي يمثل قمة من قمم الفن العربي، والذي مرت ذكرى رحيله الـ 46 الشهر الحالي، من دون أي احتفاء به وبما قدمه من أعمال فنية خالدة تزداد قيمتها بمرور الزمن الذي عجز عن أن ينجب شخصية فنية قريبة منه، وخصوصاً براعته في تجسيد شخصية الأب لدرجة أن لقب “أبي السينما المصرية” لا يزال يحمل براءة اختراعه طوال الستين عاماً الماضية، ويكفيه شعور الجمهور بقشعريرة من نوع خاص حال مشاهدة أي من أدواره التي تقمصها ببراعة. تنوعت أدوار حسين رياض بين الموظف المطحون والباشا الأرستقراطي والعمدة ورجل الأعمال ورئيس العصابة، وغلب عليه دور الأب الطيب المتسامح، وكان يمثل عنصر الخير في الأعمال الفنية باستثناءات قليلة، واستطاع بأدائه لدور الأب أن يصبح نموذجاً لكل من يؤدي دور الأب من بعده. وتميز على الشاشة بالواقعية والصدق وعمق الحضور والقدرة على الجذب، من خلال الأداء التلقائي، واستخدم قدرات خاصة في تلوين نبرات صوته بما يريده من أحاسيس، وكانت عيناه مركز الثقل والإبداع لديه قبل أن ينطق بأي كلمة، وكانت نظرته تفصح عن أدق ما يعتمل في أعماقه من انفعالات، ولخص الراحل يوسف وهبى موهبته حين قال عنه “في المستطاع أن تسند إلى حسين رياض أي دور وأنت مغمض العينين”. ولد حسين محمود شفيق الذي اشتهر لاحقاً باسم حسين رياض في حي السيدة زينب بالقاهرة فى 13 يناير 1897، لوالد ميسور الحال كان يعمل في تجارة الجلود، وكان دائم التردد على مسرح سلامة حجازي، ويصطحب معه أبناءه الثلاثة حسين ومصطفى وفؤاد الذي اتجه الى الفن هو الآخر وحمل اسم فؤاد شفيق. عشق حسين رياض الفن منذ صغره وحاول في صباه أن يصبح مغنياً، لكن صوته لم يسعفه، بسبب إصابته بمرض في أحباله الصوتية، وأثناء دراسته الثانوية انضم إلى فريق الهواة بالمدرسة وكان مدربه إسماعيل وهبي شقيق الفنان يوسف وهبي، وشارك في أول مسرحية في حياته عام 1916 وكانت تحمل عنوان “خلي بالك من إميلي” أمام روز اليوسف التي كانت تقوم بدور البطولة فيها. إحياء التمثيل العربي ترك المدرسة وانضم لجمعية “إحياء التمثيل العربي” مع عدد من زملائه ومنهم بشارة واكيم وعباس فارس وحسن فايق وأحمد علام ومحمد عبدالقدوس والد الأديب إحسان عبدالقدوس، ولمع اسمه حين قام ببطولة مسرحيتي “جريمة الإسكندرية” و”عاقبة الطلاق” وانضم بعد ذلك لفرقة جورج أبيض، ثم “رمسيس” ثم فرقة “الاتحاد التمثيلي” عام 1934 والتي كان يشرف عليها زكي طليمات، ثم “منيرة المهدية” و”نجيب الريحاني” و”فاطمة رشدي”، وحين أنشئت الفرقة القومية عام 1935، انضم لها براتب شهري قدره 25 جنيهاً، وكان من أكبر الأجور آنذاك، وظل طوال حياته أحد أعمدة فرقة المسرح القومي العريقة، وحصل في المسرح على لقب ممثل من الدرجة الممتازة. 150 فيلماً اتجه للعمل في السينما منذ كانت صامتة، وفي عام 1931 شارك في فيلم “صاحب السعادة كشكش بيه” أمام نجيب الريحاني واستيفان روستي، وتوالت أفلامه التي زادت على 150 فيلماً تنوعت بين الدينية والتاريخية والغنائية والتراجيدية والرومانسية والكوميدية، ومن بينها “ليلى بنت الصحراء” أمام بهيجة حافظ، وحصل فيه على أجر قدره 50 جنيها، و”سلامة في خير” أمام نجيب الريحاني وراقية ابراهيم، و”بابا أمين” أمام فاتن حمامة وكمال الشناوي، و”رد قلبي” أمام شكري سرحان وصلاح ذوالفقار وأحمد مظهر ومريم فخر الدين، و”بين الأطلال” أمام فاتن حمامة وعماد حمدي، و”أنا حرة” أمام لبنى عبدالعزيز وشكري سرحان، و”البنات والصيف” و”لحن الوفاء” و”شارع الحب” أمام عبدالحليم حافظ، و”ثورة المدينة” أمام محمد فوزي وصباح، و”موعد مع السعادة” أمام فاتن حمامة وعماد حمدي، و”شفيقة القبطية” أمام هند رستم، و”ألمظ وعبده الحامولي” أمام وردة وعادل مأمون وجسد فيه شخصية الخديوي إسماعيل، و”بلال مؤذن الرسول” أمام يحيى شاهين وماجدة، و”في بيتنا رجل” لعمر الشريف وزبيدة ثروت وحسن يوسف، و”رابعة العدوية” أمام نبيلة عبيد وعماد حمدي وفريد شوقي، و”زقاق المدق” أمام شادية وحسن يوسف وصلاح قابيل، و”الناصر صلاح الدين” أمام أحمد مظهر وليلى فوزي ونادية لطفي وصلاح ذوالفقار، و”واإسلاماه” أمام لبنى عبدالعزيز وأحمد مظهر ورشدي اباظة وتحية كاريوكا، و”حياة أو موت” أمام عماد حمدي ومديحة يسري، و”جميلة” أمام ماجدة، و”المماليك” لعمر الشريف ونبيلة عبيد وعماد حمدي، و”المراهقات” أمام ماجدة ورشدي أباظة، و”رسالة غرام” لفريد الاطرش ومريم فخر الدين، و”أغلى من حياتي” أمام شادية وصلاح ذو الفقار وانتاج عام 1965، وكان هذا الفيلم قبل الأخير الذي أنهى تصويره قبل وفاته، وصور في نفس العام عدداً من المشاهد في فيلم آخر هو “ليلة الزفاف” أمام سعاد حسني واحمد مظهر وشمس البارودي وأحمد رمزي، ولم يكمل تصويره لوفاته يوم الجمعة 17 يوليو 1965. حسين .. مسرحيا شارك خلال رحلته في عشرات المسرحيات ومنها “عاصفة على بيت عطيل” و”تاجر البندقية” و”لويس الحادي عشر” و”أنطونيو وكليوباترا” و”مدرسة الفضائح” و”القضاء والقدر” و”الناصر” و”العباسة” و”شهر زاد” و”العشرة الطيبة” و”مضحك الخليفة” و”مصرع كليوباترا” و”الأرملة الطروب” و”الندم”، كما قدم عشرات المسلسلات الاذاعية والتليفزيونية. وحصل على وسام العلوم والفنون فى عيد العلم عام 1962، وفي مناسبة الذكرى المئوية لميلاده عام 2001 كرمته جمعية كتاب ونقاد السينما، وحصل في نفس العام من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي السادس عشر على درع الريادة تكريما له، وتسلمته ابنته فاطمة حسين رياض.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©