الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كلمات عالقة وأيدي تعارك الهواء

كلمات عالقة وأيدي تعارك الهواء
20 أكتوبر 2010 20:00
طحن شاهد امرأة تدق الحنطة في جرن حجريّ.. وشاهدها أيضاً تدق دموعها. سقوط سقط قلب رجل في مكان ما. بحث عنه، ولم يجده. قرر عندها أن يحيا بلا قلب. صباحاً، ذهب إلى عمله.. فوجد الجميع بصدور مفتوحة.. مثله تماماً. سرقة شاهد حافيا يسرق حذاء أمام باب الجامع. خلع حذاءه وانتظر حافيا آخر. شاعر صادف الموت شاعراً في حقل قمح.. فأحبه كثيراً.. مدّ الموت يده، فمدّ الشاعر منجله. وسام قلدوه أوسمة كثيرة لشجاعته.. بعد سنين طويلة صدأ صدره، وتحولت أضلاعه إلى قضبان تسند هزائمه. عادة مذ كان صغيراً تعود أن يبلع الخناجر. عندما كبر أصبح يبلع أصابعه. احتفاء احتفوا بطلقة، كانت في رأس مفكر كبير، احتفاءً لا مثيل له.. ثم وضعوها في متحف، مع ملايين الكلمات العالقة عليها. رسم رسم امرأة وطفلاً جميلاً، ونهراً حليبياً. ورسم أيضا يديه المقطوعتين. محاولة حاول كثيرا إخراج العفن من داخله، فلم يستطع. مصادفة ضحكت له طفلة فخرجت قوافل من الموتى. عراك كل مساء يدس يديه في جيبي بنطاله، ويخرج كي يعارك الهواء. هذا المساء خرج من دون يدين. ابتسامة في الأعلى على الجدار عدة صور لشخص واحد يبتسم وفي الأسفل حاوية قمامة لعدة أطفال. نضوج نضجت الأفكار في رأسه كثيرا، لذلك بدؤوا قطافه من العمق. أحلام دفنت أحلامها الغزيرة تحت المخدة، ونامت. في الصباح تحول سريرها إلى مقبرة أحلام. رجل رجل يشبهني، خرج برئتيه، تنفس الأرصفة والشوارع، وقليلا من حزنه. في نهاية المدينة، تنفس ابتسامة، وقليلا من النساء. حين عاد لم يجد رئتيه. هما هو من قلب وقدمين وقصائد. وهي من وطن. مخيلة هل لنظراتك مخيلة الأمكنة؟ طيف أتحارب ما تظنه إنساناً وهو طيف! براءة أعلن أنني سأفتح لحمي لكم ولن أتاجر بالنعوش. كلمة هل تود أن تفتح خندقاً بين الكلمة والكلمة بدل العشب؟ دمع أرشد دمعك ولا تجادل العينين. حديث ماذا ستفعل، إذا لم يضحك الشجر أو لم ينشق التراب، عندما تتحدث سراً إلى الجذور؟!. إبصار جلس وراء الوراء وبعينين مقفلتين أبصر الدهر. قول ما الذي قاله العصفور لتلك الشجرة الوحيدة حتى يبست؟. تساؤل ماذا لو أبدلت الرصاص بغبار الطلع وقلت للريح: مرحبا يا جسدي البسيط؟!. قبلة هل ترقى قبلتك إلى مستوى الشفتين؟ قبلتي بسطت أجنحتها أمام باب حديدي ونامت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©