الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن راشد يهدي اكتشافاً نفطياً جديداً في دبي إلى شعب الإمارات

محمد بن راشد يهدي اكتشافاً نفطياً جديداً في دبي إلى شعب الإمارات
5 فبراير 2010 00:04
أهدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أمس الاكتشاف النفطي الجديد في دبي إلى شعب دولة الإمارات. وأكد سموه أن الحقل المكتشف من شأنه تقديم رافد قوي سيساهم في تعزيز القدرات الاقتصادية للدولة وزيادة معدلات الإنتاج النفطي لها، بما لذلك من آثار إيجابية واسعة النطاق ستعطي دفعة قوية لكافة قطاعات الاقتصاد المحلي وتقديم مصدر جديد للدخل يعزز من توجهات التنمية الشاملة في دبي. جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صباح أمس مع عدد من أصحاب السمو الشيوخ وأصحاب المعالي الوزراء ولفيف من أعيان البلاد، وذلك قبيل انعقاد اجتماع مجلس الوزراء، حيث زف سموه بشرى اكتشاف الحقل الجديد إلى مواطني دولة الإمارات، مهنئاً إياهم بهذا الكشف المهم الذي أوضح أنه يقع شرق حقل “راشد”. إضافة نوعية من جانبهم، أكد خبراء نفط واقتصاد أن اكتشاف حقل نفط جديد في دبي يمثل خطوة لتعزيز مصادر الدخل في دبي، والدولة بصفة عامة، وباباً جديدا لتنشيط القطاعات الاقتصادية المختلفة، وتوفير موارد جديدة للميزانية، علاوة على أن الاكتشاف سيفتح المجال أمام تحفيز الاستكشافات النفطية البحرية والبرية. ويتوقع الخبراء أن يسهم الاكتشاف النفطي في تطوير هام في صناعة النفط، ما قد يدفع بالصناعة في اتجاه صناعة تكرير المصافي، في ضوء حجم الاحتياطي والمخزون والإنتاج للحقل الجديد، علاوة على أنه يعزز من القدرات الاقتصادية لدولة الإمارات على المستوى العالمي، ويزيد من الثقة الدولية في الاقتصاد الوطني، على المديين المتوسط والبعيد. وقال الخبير النفطي المهندس حسين سلطان “لا شك أن الإعلان عن الحقل النفطي الجديد إضافة مهمة ونوعية في قطاع الطاقة، والنفط منه بشكل خاص”، مبيناً أن الحدث دافع لمزيد من البحث حول الحقول البحرية، خاصة أنه يأتي بعد فترة طويلة لم تشهد أي استكشافات، موضحاً أنه تاريخياً تعتبر الحقول النفطية البحرية هي الأهم في دبي، إلا أن الحقول البرية هي الأقل في التكاليف. وأشار إلى أن الصورة ستتضح كلياً مع الإعلان عن تفاصيل الحقل من حيث القدرات الإنتاجية والاحتياطي النفطي للحقل، إلا أنه وفي كل الأحوال سيسهم الحدث في تنشيط اقتصاد الإمارة، وصناعة البترول بصفة عامة، علاوة على أنه دفعة جديدة للاقتصاد. وأعرب عن أمله في أن تأتي النتائج النهائية بقدرات عالية في الإنتاج، وتزيد من الإنتاج الذي يسجله حالياً حقلا مرغم، وراشد، وغيرهما، منوها إلى أن توقعات حقل مرغم كانت تصل إلى 100 ألف برميل. ويرى سلطان أن إعطاء الاكتشاف دفعة لقطاع التكرير ومصافي النفط يتوقف على حجم الإنتاج المتوقع للحقل الجديد، وإذا ما وصل إلى نحو 100 ألف برميل يوميا من النفط الخفيف، سيكون حافزاً لدخول صناعة التكرير، والاستفادة من مصفاة جبل علي لشركة بترول الإمارات “اينوك” والتي تدخل مرحلتها الثانية هذا العام بطاقة 120 ألف برميل، لافتاً إلى أن تكرير النفط الثقيل أكثر كلفة، ويحتاج إلى منشآت واستثمارات بمليارات الدولارات، ولهذا تفضل الدول المنتجة للنفط الثقيل، تصدير النفط الخام. مصدر دخل ويشير الخبير الاقتصادي الدكتور محمد العسومي إلى أن أي اكتشافات جديدة للموارد الطبيعية تشكل مصدر دخل رئيسيا ومهما للدولة، وفي دبي يعتبر الأمر أكثر أهمية، حيث يوفر إمكانيات وقدرات مالية إضافية تساعد على تحفيز زيادة معدلات النمو، وتمويل الميزانية. وبين أن وجود حقل جديد ومتميز في الإنتاج يساهم أيضا في تنشيط القطاعات غير النفطية، وذلك من خلال تنفيذ مشروعات تعتمد على عائدات البترول، وعبر ضخ أموال إلى المؤسسات المالية، وتوفير فرص استثمارية أعلى. وأوضح الدكتور العسومي بأن الأمور ستتضح بصورة أكبر مع توافر معلومات أكبر حول الحقل النفطي الجديد، والتي في ضوئها يمكن تحديد مدى الانعكاسات للحقل على اقتصاد دبي، إلا أنه وفي كل الأحوال سيكون للاستكشاف ردود فعل إيجابية على القطاع الاقتصادي. الناتج القومي ويشير حسين كاظم مدير الاتصالات الخارجية في “إمارات” إلى أن الاكتشاف الجديد لحقل نفط في دبي يمثل إضافة اقتصادية لإمارة دبي، ويصب في مداخيل ومكونات اقتصاد الإمارة، ويعزز من الناتج القومي، والدخل العام لدبي، لافتاً إلى أن الإعلان عن الحقل الجديد يأتي بعد فترة طويلة لم تشهد أي استكشافات نفطية في دبي. ويشير إلى أن دبي تفضل تصدير النفط الخام، وذلك لأهمية العائدات من التصدير الخام، ولارتفاع تكاليف التكرير، مبيناً أن انعكاس الحقل الجديد على تحفيز قطاع التكرير، ودخول دبي في تشييد مصاف، يرجع للحكومة نفسها، ويتوقف على أمور اقتصادية عديدة، ومدى الجدوى الاقتصادية من الاستثمار في مثل هذه المشروعات التي تحتاج إلى استثمارات ضخمة، ولكن يبقى التأكيد على أن النفط في مجمله وزيادة احتياطياته، والحقول المنتجة، نقلة مهمة في القطاع وتعزيز لآفاق النمو الاقتصادي في الدولة بشكل عام. انعكاس على القطاعات ويوضح رجل الأعمال عبد الله بالعبيدة بأن دخول مصدر جديد للدخل في دبي والدولة عامل إيجابي في غاية الأهمية، ولا شك أن الإعلان عن حقل النفط الجديد، وبخلاف تأثيره على الاقتصاد المحلي، يعزز من الثقة في اقتصاد دبي، ودولة الإمارات عامة، نظراً لكونه يأتي في مرحلة مهمة. وأفاد أن دولة الإمارات، ودبي منها نجحت في السنوات الماضية في تعزيز سياسة الاعتماد على الموارد غير النفطية، إلا أن اكتشاف حقل جديد إضافة مهمة، ومصدر جيد للموارد، ويصب في زيادة الإيرادات، مما ينعكس على العديد من القطاعات، مبيناً أن وجود مورد إضافي للدخل في دبي على المديين المتوسط والبعيد، يسهم في خلق موارد تمويل لمشروعات التنمية في دبي، وديمومة التنمية العامة في الإمارة. انتعاشة اقتصادية وقال أحمد سلطان بن سليم الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة إن الاكتشافات النفطية الجديدة دائما ما تأتي مصاحبة لانتعاشة اقتصادية في باقي القطاعات الاقتصادية ذات الصلة مثل العقارات والأسهم فضلا عن الطفرة المصاحبة للصناعات المرتبطة بالنفط. وأشار إلى أن استفادة دبي من الاكتشاف النفطي الجديد ستكون مضاعفة خاصة أنها انتهت من إنجاز شوط كبير من مشروعات البنية التحتية المتطورة على صعيد المطارات والموانئ والطرق والجسور وغيرها . وأضاف أن إمارة دبي نجحت على مدار السنوات الماضية في تطوير القطاعات الاقتصادية غير النفطية كما طورت بنية تحتية فائقة التطور شملت المطارات والموانئ والطرق والجسور وغيرها وهو الأمر الذي عزز من موقع الإمارة كوجهة عالمية رئيسية للأعمال والسياحة مؤكداً أن دخول الحقل النفطي الجديد لمرحلة الإنتاج سيعزز من توجهات التنمية الشاملة في الإمارة. وأكد ماجد سيف الغرير الرئيس التنفيذي لمجموعة سيف الغرير أن دبي أدارت اقتصادها على مدار العشر سنوات الماضية ببراعة كبيرة حيث نجحت في تعظيم مصادر دخلها من السياحة والاستيراد والتصدير وإعادة التصدير والخدمات المالية وغيرها لتتقلص نسبة مساهمة النفط في الناتج المحلى الإجمالي للإمارة الى ما دون 4% . وزاد أن الإمارة التي تحولت إلى مركز مالي وتجاري عالمي ستتمكن من تعزيز إنجازاتها الحضارية بعد اكتشاف الحقل النفطي الجديد الذي من شأنه أن يضاعف من القدرات الاقتصادية الملاءة المالية والاحتياطات النقدية للإمارة . وأضاف أن الاكتشاف النفطي الجديد الذي يقع شرق حقل راشد سيكون له آثار إيجابية واسعة النطاق مستقبلا على صعيد التصنيفات الائتمانية وتعزيز ثقة المستثمرين مما يعطي اقتصاد دولة الإمارات وإمارة دبي دفعة قوية جديدة تشمل كافة القطاعات الاقتصادية المحلية . وأشار الغرير إلى أن الانعكاس الإيجابي الأكبر للاكتشاف النفطي على الإمارة سيبدأ بعد الانتهاء من تطوير الحقل وتحويله إلى رافد استراتيجي لتمويل الخزانة العامة للإمارة وتعزيز احتياطياتها النقدية على المديين المتوسط والبعيد. كما يمكن من استغلال الموارد المالية الإضافية للإمارة الناتجة عن الاكتشاف النفطي الجديد في تطوير عدد من مشروعات التنمية المستدامة التي من شأنها أن تؤكد على قدرة الإمارة على تنويع اقتصادها. مباشرة أعمال الكشف والتنقيب كلّف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة شؤون النفط في إمارة دبي، بمباشرة كافة أعمال الكشف والتنقيب الخاصة بالحقل المكتشف، والقيام بكافة الأبحاث الميدانية اللازمة للتأكد من حجم المخزون النفطي فيه وتحديد الطاقة الإنتاجية الممكنة للحقل الجديد على المديين القريب والبعيد، والاستعانة بكافة الخبرات وأحدث التجهيزات التقنية اللازمة لتأكيد الاستفادة الاقتصادية من الحقل في أقرب فرصة ممكنة. وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن رضاه عن مستوى أداء دائرة شؤون النفط والذي كان أحد الأسباب المباشرة في تحقيق الكشف الجديد، مطالبا بمضاعفة العمل لتحقيق أفضل استفادة ممكنة من الموارد النفطية القائمة في دبي وكذلك المحتمل اكتشافها وتوظيف تلك الموارد في دعم القدرات الاقتصادية لدولة الإمارات.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©