الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«القاعدة» يعدم 14 جندياً يمنياً في محافظة حضرموت

«القاعدة» يعدم 14 جندياً يمنياً في محافظة حضرموت
10 أغسطس 2014 14:27
أعلنت جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن أنها قتلت 14 جنديا اختطفتهم الليلة قبل الماضية من على متن حافلة ركاب في محافظة حضرموت (جنوب شرق) حيث عُثر أمس السبت على جثة مذبوحة يعتقد أنها تعود لجندي، فيما لقي ثلاثة أشخاص يشتبه بانتمائهم للتنظيم المتطرف مصرعهم في غارة جوية لطائرة من دون طيار على منزل في محافظة مأرب شرقي البلاد. وذكرت الجماعة المتشددة في بيان على موقع توتير أن «المجاهدين رصدوا حافلة تقل جنودا بالجيش اليمني (. . ) وأوقفوها على الطريق العام لمدينة الحوطة»، الواقعة بين مدينتي شبام وسيئون وسط حضرموت حيث دفعت السلطات اليمنية بقوات إضافية للتصدي لمحاولات تنظيم القاعدة إقامة إمارة إسلامية في وادي حضرموت. وذكر البيان أنه تم إنزال الجنود من على الحافلة والتحقق في هوياتهم العسكرية التي أشارت إلى انتمائهم إلى وحدات الجيش المتمركزة في مدينة سيئون، ثاني كبرى مدن حضرموت حيث تدور منذ أيام مواجهات بين القوات الحكومية ومقاتلي تنظيم القاعدة خلفت 40 قتيلا بينهم 14 جنديا على الأقل. وأكد البيان إعدام الجنود الأربعة عشر في سوق مدينة الحوطة لاشتراكهم «في الحملة العسكرية الأخيرة على أهل السنة في وادي حضرموت»، و«قتالهم في صفوف الجيش المتحوث»، في إشارة إلى جماعة الحوثيين المسلحة التي تهيمن على مناطق واسعة في شمال البلاد. وذكر سكان محليون وشهود لـ(الاتحاد) إن مقاتلي تنظيم القاعدة انتشروا في مدينة الحوطة قبيل تنفيذ عملية إعدام الجنود ذبحا بالسكاكين والرصاص الحي بحضور القائد الميداني البارز في التنظيم، جلال بلعيدب المرقشي، المكنى بأبو حمزة الزنجباري. وكان جلال بلعيدي، الذي قاد قبل أيام عملية اقتحام مدينة القطن القريبة من سيئون، أشرف على عملية أسر الجنود بعد اعتراض الحافلة في طريق جانبي بين الحوطة وسيئون. وأكد أمين بارفيد الذي كان مسافرا على متن الحافلة أن نحو 50 مسلحا ملثما معظمهم من أبناء محافظة حضرموت ويتقدمهم جلال بلعيد اعترضوا حافلتهم وأجبروا الجنود على النزول بعد إجراءات تفتيش دقيقة عن الهويات الشخصية. وقال بارفيد في منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وتناقلته وسائل إعلام محلية، إن بلعيد ألقى خطبة على المسافرين نعت فيها الجنود بـ«الروافض» لأنهم «تركوا الحوثي يستبيح الشمال واتوا لقتال اهل السنة في الجنوب». وأشار القائد الميداني في القاعدة إلى أن هذه العملية ردا على العملية العسكرية الأخيرة للجيش في وادي حضرموت، متهما قائد المنطقة العسكرية الأولى، اللواء عبدالرحمن الحليلي، الذي يقود العملية العسكرية، بموالاة الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي زعم أنه وخلفه الانتقالي عبدربه منصور هادي «باعا البلاد للأعداء»، حسب رواية بارفيد. ونشر تنظيم القاعدة صورة لمسلحين ملثمين يحققون في هويات المسافرين على متن الحافلة وصورة أخرى لمسلحين وهم يحيطون بالجنود الذين كانوا بزي مدني وسط مكان عام يعتقد أنه سوق مدينة الحوطة حيث تمت عملية الاعدامات بعد نحو ثلاث ساعات من خطفهم. وتناقلت مواقع إخبارية يمنية وناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا مرئيا مدته 15 ثانية يُظهر مسلحين ملثمين يذبحان بسكين شخصا بلباس مدني وهما يهتفان الله أكبر. وفي وقت لاحق مساء أمس، نعت وزارة الدفاع اليمنية وقيادة المنطقة العسكرية الأولى «استشهاد أربعة عشر جندياً من منتسبي المنطقة العسكرية الأولى والمغدور بهم على أيدي عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي يوم الجمعة وهم على حافلة نقل مدنية وبلباسهم المدني». واستنكر البيان ما وصفها ب«الجريمة الشنعاء والوحشية التي تتنافى مع قيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف بل وقيم الرجولة والشهامة والإنسانية». وذكر أن هذه الحادثة وما سبقها من اقتحام لمدينة القطن ونهب أموال عامة تذكر بالهجوم الدامي على مستشفى وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء أواخر العام الماضي والتي راح ضحيتها أكثر من 53 قتيلا ونحو 250 جريحا بينهم أطباء ومرضى. وتوعدت وزارة الدفاع بأن قوات الجيش «وجماهير الشعب اليمني» ستلاحق القتلة إلى «كهوفهم المظلمة»، وأنها لن تدخر جهدا «في تعقب عناصر الإرهاب أينما كانوا حتى يتم ضبطهم». وبدأت قوات من الجيش اليمني مسنودة بالطيران الحربي فجر السبت عملية تمشيط للمناطق النائية في مدينتي شبام وسيئون، بحسب مصادر محلية. وأفاد سكان باندلاع مواجهات متقطعة بين القوات الحكومية والمتشددين بالقرب من مدينة شبام دون أن ترد معلومات عن سقوط قتلى وجرحى. فيما أكدت مصادر في الجيش إطلاق حملة عسكرية كبيرة خلال ايام للقضاء على جيوب مسلحي القاعدة في محافظة حضرموت التي تعادل مساحتها الجغرافية ثلث مساحة اليمن. وكان مسؤول أمني في حضرموت أبدى استياءه من ضعف التعزيزات العسكرية الواصلة مؤخرا إلى المحافظة حيث عُثر أمس السبت على جثة مذبوحة وملقاة على الأرض في شارع جانبي في مدينة القطن، غرب سيئون. ولم يتضح بعد هوية القتيل الذي كان بلباس مدني ومن المرجح أنه جندي في الجيش اليمني. وندد حزب الإصلاح الشريك في الائتلاف الحاكم وعلى صلة بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن بحادثة اختطاف وقتل الجنود في حضرموت «دون وازع من ضمير او رادع من دين». وطالب المتحدث الرسمي باسم الحزب، سعيد شمسان، السلطات الحكومية بالقبض على الجناة، داعيا إلى تكثيف حملات الملاحقة «لتلك العناصر الخارجة عن القانون»، وتعزيز الانتشار الأمني والعسكري «لمواجهة أي اعتداءات أو هجمات غادرة». واعتبر شمسان الهجمات المسلحة الأخيرة على مواقع الجيش والأمن في حضرموت «تهدف إلى إشاعة الرعب العام»، محذرا من خطورة استهداف مؤسستي الجيش والأمن على أمن واستقرار البلاد «وهو ما يستدعي منتهى الجدية والحزم والمسؤولية في التعامل مع مجمل تلك المهددات ومواجهة تيارات العنف والجريمة والإرهاب». واتهمت نادية عبدالله، وهي ممثلة شباب الانتفاضة ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 2011 في مفاوضات الحوار الوطني العام الماضي، الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي بتدمير اليمن من خلال تسليم الجنوب لتنظيم القاعدة والشمال لجماعة الحوثيين التي وسعت نفوذها في الشهور الماضية بعد صراعات مسلحة ليصل إلى مشارف العاصمة صنعاء. وقُتل ثلاثة أشخاص يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة أمس السبت في غارة جوية يعتقد أن طائرة أميركية من دون طيار نفذتها على منزل في منطقة «وادي عبيدة» وسط محافظة مأرب شرق صنعاء. وذكرت مصادر قبلية لـ(الاتحاد) أن الغارة أسفرت أيضا عن إصابة امرأتين بجروح. وتعد محافظة مأرب النفطية ملاذا آمنا للجماعات المتطرفة بسبب غياب سلطة القانون في ظل تنامي نفوذ العشائر القبلية. وأمس السبت انقطعت خدمة الاتصالات والانترنت في محافظتي مأرب وشبوة المتجاورتين بسبب أعمال تخريبية استهدفت كابلات الألياف الضوئية في هاتين المحافظتين، حسبما أعلن مسؤول في وزارة الاتصالات اليمنية. ومنذ أيام، يبحث في العاصمة صنعاء خبراء دوليون تابعون للجنة العقوبات المنبثقة عن مجلس الأمن في فبراير الماضي، الجهات المتورطة في إعاقة استكمال المرحلة الانتقالية التي بدأت أواخر 2011 بموجب خارطة طريق قدمتها دول الخليج العربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©