الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ستاد الإمارات ينقل أرسنال إلى حقبة عصرية

18 أغسطس 2006 00:16
عندما تنطلق صافرة بداية مباراة أرسنال وضيفه استون فيلا غداً في المرحلة الاولى من الدوري الانجليزي الممتاز، سيشرع النادي اللندني في كتابة فصل جديد يضيفه إلى مسيرته التاريخية، وسيعبر إلى حقبة عصرية مع ملعب جذاب من الخارج والداخل أطلق عليه اسم ''ستاد الامارات''· ففي مايو الماضي ودعت جماهير ''المدفعجية'' ملعب ''هايبيري'' الذي احتضن مباريات الفريق طوال 93 عاماً، وعلى الرغم من المرارة التي شعر بها المشجعون لهجرهم الذكريات الجميلة في الميدان القديم، أصبح لديهم إضافة يتغنون بها أمام منافسيهم في ظل امتلاك ناديهم أروع الملاعب الانجليزية على الإطلاق· النظرة الاولى الى ''ستاد الامارات'' تبهر العيون، إذ تخترق أسوار الملعب السماء لشدة ضخامتـها وسط هندسة معمارية تمزج الحجارة الضخمة بالزجاج اللامع، فيما اشتهر ''هايبيري'' بحجمه الصـغير الذي ميز الملاعب القديمة في انجلترا حيث ينتهي صف المقاعد الخاصة بالمتفرجين على بعد خطوات قليلة من مسرح اللعبة· وفي الوقت الذي وصف فيه المشجعون مدى صعوبة النقلة وخصوصاً لدى رؤيتهم عمال البناء يشرعون في تدمير ''هايبيري'' لتشييد مشروع سكني يتضمن 700 شقة فخمة، سيكون بمقدور هؤلاء التمتع بالتسهيلات التي يوفرها الملعب الجديد في محيطه وداخل ارجائه في شكل لم تعرفه الملاعب الانجليزية من قبل· ولا يفصل بين ''هايبيري'' المنتصب على التلة التي حمل اسمها و''ستاد الامارات'' في اشبورتون غروف اكثر من شارعين (500 متر)، وإذ يختفي الأول بين أحضان المنازل التي تحيطه في تلك المنطقة الشعبية، يتسيد الثاني المباني الحديثة في عاصمة الضباب بانتظار انتهاء أعمال بناء ملعب ''ويمبلي'' الشهير الذي يحمل قيمة تاريخية ومعنوية كبيرة بالنسبة لأبناء الجزيرة البريطانية· ويعد ارسنال اكبر الأندية الانجليزية التي غيرت مكان اقامتها، علماً أن ميدلزبره وساوثمبتون وليستر سيتي كانت الوحيدة التي قامت بالانتقال الى ملاعب اوسع منذ انطلاق الـ''برميير ليج'' عام 1992 إلا أن القيمين على ''المدفعجية'' يدركون أن خطوة الانتقال من ملعب يتسع 38 الف متفرج الى آخر يمكنه احتواء 60 الف متفرج، ضرورية لمجاراة واقع كرة القدم في العصر الحديث، وخصوصاً في ظل اعتماد الاندية على العائدات المالية للمحافظة على مكانها بين مراكز القوى· وأكدت الحسابات الأولية أن النقلة ستعود إلى خزينة أرسنال ربحاً سنوياً يوازي 51 مليون دولار من مدخول المباريات فقط، إذ ان الـ60 ألف مقعد جعلت ''ستاد الامارات'' ثاني اكثر الملاعب استيعابا للمتفرجين بعد ''اولد ترافورد'' الخاص بمانشستر يونايتد· وتتنوع مصادر الدخل الآن لتعويض مبلغ الـ712 مليون دولار التي صرفت من اجل اتمام المشروع، علما ان هذا المبلغ لم يستعمل فقط لاعمال البناء، اذ اجبرت ادارة ارسنال على شراء اراضي بعض المصالح الموجودة في منطقة اشبورتون غروف الصناعية (امثال مركز البريد) لتأمين المساحة المطلوبة للمشروع الذي بدأ العمل فيه في فبراير2004 وفي اكتوبر من العام عينه، اعلن ارسنال ان ملعبه الجديد سيعرف باسم ''استاد الامارات'' في الـ15 سنة المقبلة اثر توقيعه عقد رعاية مع ''طيران الامارات'' (بلغ 190 مليون دولار) يتضمن الحصول على عائدات جراء وضع اسم الشركة على قمصان الفريق لمدة 8 سنوات· وسيؤمن ''ستاد الامارات'' مبالغ مالية أوفر لارسنال، وخصوصاً أن لائحة الانتظار لشراء البطاقات الموسمية كانت تطول موسم بعد آخر، إذ وصل عدد المشجعين الذين لم يجدوا لهم مكاناً موسمياً في ''هايبيري'' إلى 20 ألف شخص· كما بلغت أسعار الأماكن المخصصة للشخصيات أعلى مستوياتها في اشبورتون جروف وسط الوسائل الترفيهية والتسهيلات المتاحة للمشتركين· وأياً يكن من امر، فإن الارباح المتوقعة ستكون بمثابة التعويض المستحق بعد المخاض العسير الذي واجه ''الغانرز'' عند انطلاقهم لايجاد مكان مناسب لمشروعهم الكبير، علماً بأن النادي كان سيتجه في مرحلة أولى إلى استخدام ''ويمبلي'' لزيادة أرباحه، بعدما استعان بالصرح المذكور لاستضافة مباريات دوري الابطال الاوروبي موسمي 1998-1999 و1999-2000 وبعد تحول قضية ''استاد الامارات'' مادة مؤثرة في الانتخابات التي شهدتها انكلترا في مايو الماضي، كان الملعب على الموعد للحصول على الاجازة التي تخوله فتح أبوابه أمام الجماهير، وقد تم الامر على ثلاث مراحل، اولها زيارة عامة لمالكي الاسهم، وثانيها السماح لحوالي 20 ألفاً من أعضاء الجمعية العمومية متابعة احدى الحصص التدريبية للفريق· اما المرحلة الثالثة التي شهدها 54 ألف متفرج، فكانت المباراة الوداعية لنجم الفريق السابق الهولندي دينيس بيرجكامب، وجمعت ارسنال مع اياكس امستردام الهولندي (2-1) حيث اهتزت شباك ''استاد الامارات'' للمرة الاولى عبر كلاس يان هانتيلار قبل ان يسجل افضل هدافي النادي على مر التاريخ الفرنسي تييري هنري الهدف الاول ''للمدفعجية'' في ''مربضهم'' الجديد· أما وقد اختار المدافع التونسي راضي الجعايدي خوض غمار دوري الدرجة الاولى الانجليزية اثر تركه بولتون للانضمام إلى برمنجهام، أضحى الحضور العربي في ال''برميير ليج'' مقتصراً على مواطنه حاتم الطرابلسي المنتقل حديثاً من أياكس إلى ماشستر سيتي، إلا أن هذا الحضور سيتعزز مع انطلاق كل مرحلة يفتح فيها أرسنال أبواب ملعبه ''ستاد الإمارات'' لاستقبال زواره الذين سيشعرون بفضل وسائل الراحة المخصصة لهم بحسن الضيافة الشبيهة بالعادات العربية ولكن هذه المرة في قلب العاصمة الانجليزية لندن·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©