واشنطن-وام ود ب أ: مسلحان من ''حزب الله'' ألقيا سلاحهما ليستجما ويستدعيان بعض ذكريات المعارك تحت ظل شجرة بقرية عيترون التي تطل على عدد من المستوطنات اليهودية وراء الخط الأزرق·· إنه اليوم الثالث على الهدنة الهشة بين إسرائيل و''المقاومة'' التي ترى في وقف النار انتصاراً لها · هذان الشابان يطلقان على نفسيهما ''صائدا الميركافا'' اعتزازاً بالدور الذي لعبته فرقتهما الصغيرة في مراقبة الدبابات الإسرائيلية التي كانت تتهادى باتجاه الحدود اللبنانية وما ان تجتاز بضعة أمتار حتى تتداعى وتتحول الى أشلاء بفعل صواريخ ''حزب الله'' المضادة للدروع·
ينهمك المقاتلان اللذان لم يتجاوزا مرحلة المراهقة في اجترار مواقف سعيدة لقلبيهما فيتحدثان عن ليال لم يخلدا فيها للنوم أثناء العدوان بلياليه الثلاثة والثلاثين· وتحدث أحدهما بجسارة وبلغة إنجليزية طليقة ليصف لوكالة الأنباء اللبنانية كيف أنهم كانوا يصطادون الدبابات الإسرائيلية كـ''العصافير''، ولم يخف حسرته على انتهاء الحرب التي كانت ستتيح له اصطياد المزيد من الآليات المدرعة الإسرائيلية· كان احدهما ينتقي كلماته بحرص شديد وركز بصفة خاصة على ان النصر الذي تم تحقيقه هو مواجهة ما كان يعتقد إنه اعتى جيش في المنطقة لجهة بأسه وتسليحه بأحدث أدوات القتال· ووصف الآخر سير المعركة بالنسبة للمقاتلين بأنها أشبه بـ''لعبة حرب'' على ''البلاي ستيشن''· ولم ينس المقاتلان اللحظات العصيبة التي مرت بها فرقتهما والموت المحدق من كل صوب جراء قصف إسرائيلي لمواقعهم بمقاتلات (أف-16) والقصف المدفعي الكثيف والذي ترك على خوزة أحدهما شرخاً كبيراً·
وقد كشفت الحرب الأخيرة أن ''حزب الله'' ليس بتلك الصورة الشائعة عن الميليشيات التي تفتقد التنظيم والعمل الاستخباري المضاد· واعتبرت صحيفة ''واشنطن تايمز'' الصادرة ان ''الموساد'' الاسرائيلي فشل في تقييم التهديد الذي يشكله الحزب على الجيش الاسرائيلي· وقالت الصحيفة في صدر صفحتها الأولى إن ''الموساد'' كان يعلم بالسلاح الذي يصل الى ''حزب الله'' الا انه لم يكن يعرف عن نوعية التدريب الذي يتلقاه مقاتلو الحزب· وأوضحت ان الحرب الأخيرة في جنوب لبنان أكدت وجود عجز في الاستخبارات الاسرائيلية ليس فقط بالنسبة لمعرفة ما يدور داخل ''حزب الله'' بل أيضاً في تحديد موقع وجود أمين الحزب حسن نصر الله بعكس ما هو الحال على الساحة الفلسطينية· ونقلت الصحيفة عن جندي إسرائيلي يدعى يارون يانيف قوله: '' لقد استطاع مقاتلو الحزب ان يسيطروا على ساحة القتال كلياً وتمتعوا بصورة واضحة من المفاجآت التي كان يواجهونا بها· لقد استعد مقاتلو ''حزب الله'' ست سنوات للقتال وكانت المعارك في مسرحهم·· فهم المخرجون ونحن الممثلون''·
عدد اليوم
