الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحلات البر الوجهة الأولى للعائلات الإماراتية في الإجازة الأسبوعية

رحلات البر الوجهة الأولى للعائلات الإماراتية في الإجازة الأسبوعية
24 يناير 2014 15:16
يقودون سيارات الدفع الرباعي، محاولين تصعيدها إلى أعلى تلال رملية، بينما الآخرون من مرتادي البر من الرجال والنساء والأطفال ينظرون إلى الأعلى لمشاهدة تلك المغامرة المحفوفة بالخطر، وكاميراتهم تلتقط صوراً جميلة لطبيعة الرمال الصفراء في البر وتطايرها، بينما الأطفال وسط ضحكاتهم العفوية وركوبهم الدراجات بصحبة من هم أكبر منهم عمراً، ينتقلون من تلة إلى أخرى للتمتع بأجواء البر، وسط نصائح متكررة بضرورة اتباع قواعد الأمن والسلامة. هذه مشاهد أسبوعية تتكرر في الكثير من مناطق البر المؤهلة للتخييم في الدولة، لرجال ونساء وأطفال من مختلف الأعمار تجمعهم صلات القرابة والصداقة، تجمعوا في البر للاستمتاع بالأجواء الباردة، بعيداً عن صخب المدينة وضوضائها، ولكسر «روتين الحياة اليومي» طوال أسبوع من العمل. هناء الحمادي (أبوظبي) - في مشهد جميل خاصة خلال العطلة الأسبوعية تُقرر الكثير من العائلات الإماراتية أن يكون البر وجهتهم الأولى للاستمتاع بإجازة الأسبوع، فنرى الكثير من تلك العائلات قد اختاروا أشجار الغاف للجلوس تحتها للبحث عن المرح والتسلية، فها هو أحمد خليل هارون، مواطن أربعيني من أبوظبي، اختار لنفسه وعائلته وأقربائه في شتاء الإمارات من كل عام مكاناً من البر الصحراوي بالدولة يخرج إليه، ذلك المكان بالنسبة لأحمد جزء أصبح من خصوصيات حياته وعائلته، لأنه تستقر فيه نفسه طويلاً، وفي مرات أخرى لا يروق له أن يسبقه أحد إلى ذلك المكان، لأنه حسب اعتقاده يراه المكان المناسب له وكأنه مسجل باسمه. شبة النار البر برغم مساحاته الكبيرة ورماله الباردة يجسد حالة من التواصل مع آلاف العائلات، التي تختار مناطق برية للتخييم بها، وتتمتع بنفحات من الطبيعة على مدار شهور شتاء الإمارات، وهو المكان الذي تجده فيه تلك العائلات البقاء به أطول فترة ممكنة دون الشعور بالملل، حيث يقول سالم عبيد مسعود الذي كان برفقة عائلته في سيارة الدفع الرباعي، والذي اختار منطقة الورقاء في دبي لنصب خيمته إن برودة الجو تشجع الكثير من العائلات على التخييم في البر وقضاء أياماً جميلة في الخيمة التي تتوافر فيها احتياجات الرحلة، كما أن أفراد الأسرة تعشق الجلوس على تربة البر الباردة ليلاً، والتجمع حول «شبة النار»، التي تُدفئ الجميع في جو عائلي مليء بالسعادة والمرح وضحكات الأطفال، لتصاحب تلك الجلسات العائلية فترة من المرح ما بين شواء الذرة واللحم أو تناول المشروبات الساخنة مثل الشاي أو «الكرك». وكما يقول سالم: في تلك الأجواء لا يتسع الموقف إلا لمشتقات التسلية والألفة وما جاورها، فالجميع ينسجم على قلب واحد، حيث يتبادل الجميع الأدوار بسلاسة تامة، ويقومون بالأعمال اليدوية، ويضيف: «كما أن في البر هناك متسع ليشعر الجميع بمختلف أشكال البهجة، حيث يطول الحديث ولا يمكن الإلمام الكثير من الحكايات، حيث لكل فريق عائلي اهتمامات، مشيراً إلى أنه لا يفارق التلال الرملية القريبة من تجمع العائلات ضجيج منبعث من الدراجات الصحراوية، كما أن الكرات تتناثر في كل اتجاه، كما لا يتوانى البعض عن إحضار التلفاز إما في السيارة أو في الهواء الطلق أملاً في متابعة بعض المباريات والبرامج المسلية. بر عوافي بينما خميس عمران «رب أسرة»، والذي كان منشغلاً بنصب الخيمة في بر «عوافي»، وهي المنطقة التي تشهد إقبالاً كبيراً من العائلات الإماراتية، فقد اختار أن يقضي وقت إجازته الأسبوعية في هذا المكان، للبحث عن الهدوء والراحة وتأمل الطبيعة، خاصة مع تحسن الطقس بعد الأمطار التي هطلت، ويقول خميس: «لا شك أن للبر متعة، فهو تقليد تعودنا عليه في كل مكان وفي مثل هذه الأجواء نختار أماكن جميلة للتخيم بها، وبطبيعة الحال تعج دولة الإمارات بالكثير من تلك الأماكن البرية، التي تستقبل الكثير من العائلات للتخييم بها وقضاء أوقاتاً جميلة في أحضان الطبيعة ونسمات الهواء العليل ونفحات البرد القارسة ليلاً. وعن تواجده واختياره البر، يرى أنه المهرب المناسب للابتعاد عن زحمة المدينة، كما أنه يكسر الروتين اليومي الذي يمارس طوال الأسبوع، وفرصة ليشعر الأطفال بالفرح من خلال ركوبهم الدراجات، ولكن يكون ذلك من خلال مرافقته لهم أو أحد من إخوتهم الكبار، وذلك حرصا منه على سلامة أبنائه من التعرض لأي مكروه. جمال الطبيعة وما بين شبة النار وشواء الذرة واللحم، وشرب «الكرك»، تقضي عائلة فاطمة حسين الريسي، أوقاتاً جميلة على رمال بر منطقة «مشرف»، القريبة من الجامعة الأميركية في الشارقة، حيث تجتمع أفراد الأسرة في خيمتين تم نصب إحداها للرجال والأخرى للنساء، ولكن عندما يحل الظلام وتزداد نسمات الهواء البارد، يكون التجمع بجانب شبة النار التي تبعث الدفء لكل من يلتف حولها. وتبتسم الريسي وهي تشرب كوباً من «الكرك» وتقول: «يبقى للبر متعة خاصة بالنسبة لنا العائلات الإماراتية، فاعتدال الجو يغير خطط الكثير من العائلات أن يكون البر هي الوجهة المفضلة لقضاء إجازة نهاية الأسبوع، ومع توافر الكثير من المناطق الصالحة لإقامة المخيمات الشتوية، مثل عوافي والورقاء والسرة في أم القيوين ومنطقة مشرف القريبة من الجامعة الأميركية في الشارقة، شجع الجميع على الخروج للبر وقضاء أوقات ممتعة فيها، خاصة حين يجتمع كل أفراد الأسرة تتنوع فيها الهوايات وتبادل الأحاديث وممارسة مختلف الرياضات لقضاء أمتع الأوقات في أماكن يتجسد فيها جمال الطبيعة في أروع صوره بعيداً عن صخب المدينة. وتجد بدرية عبدالله «موظفة حكومية، وأم لتوأمين»، أن الاستمرار في الخروج نحو البر شيء مهم في حياة الإنسان، فهي متعة وفرصة كبيرة لتوثيق أواصر المحبة بين الأهل، كما أن الجميع يجد سعادة لا توصف بتلك الأجواء الطبيعية في البر، فهو متنفس رائع، خاصة أن كل العائلات الإماراتية تعشق الخروج للبر والاستمتاع بالطبيعة الخلابة والابتعاد عن الأجواء الصاخبة، مؤكدة بدرية أن الذهاب للبر بصحبة أفراد العائلة يعود إلى رغبة الجميع للعودة إلى أجواء الماضي والبعد عن كل مظاهر المدنية والتطور والخلوة مع النفس لراحة البال من الهموم والمشاكل والهروب من ازدحام المدن بالسيارات والمباني والأصوات والأضواء. بينما الشاب خالد محمد الحوسني يهوى طلعات البر، فيجد مع برودة الجو أن الخروج للبر هو الأنسب والأفضل لقضاء أوقاتاً ممتعة مع الأصدقاء، ويقول في هذا الشأن: طلعات البر فرصة لا تفوت ودائماً ما نستمتع بها في كثير من الأوقات، فالجو جميل وهو ما يجعل اللحظة شيئاً رائعاً لا مثيل له، كما نمارس الهوايات المختلفة، ففي البر فرصة لممارسة الألعاب المشوقة، كما أن رحلات البر فرصة كبيرة للتفكر في عظمة الخالق عز وجل بمخلوقاته التي لا تعد ولا تحصى، حيث نعتبرها فرصة كبيرة بالترويح عن النفس نستعد من خلالها لرحلة ومغامرة جديدة بالبر، فنأخذ كل ما نحتاج إليه والخيمة تكون مجهزة كالبيت تماماً ومهيأة بضروريات الحياة وكمالياتها، وفي الخيام الكبيرة أماكن للطعام والشراب وأماكن أخرى للنوم والراحة، فالخيمة بالنسبة لنا مكان للراحة ومنها ننطلق للتمتع بالبر، وما فيه من مناظر خلابة ورمال جميلة نمارس رياضة ركوب الدراجات النارية واللعب بالكرة. نصائح للقيام برحلة برية ممتعة - احرص على اصطحاب المستلزمات التي تتطلبها الرحلة، من معدات وأدوات، ولا تذهب في رحلة برية إلا بصحبة سيارتين أو أكثر، وبصحبة ثلاثة أشخاص أو أكثر، للتغلب على أي طارئ. - حَمْل صندوق للإسعافات الأولية أمر ضروري، بما يحتويه من أدوات الإسعاف المعهودة: الشاش والقطن وعلاج الجروح والحروق، ومسكن للألم. - هناك أدوات لا غنى لمرتادي البر عن اقتنائها، مثل البوصلة والفأس والمسحاة، وعدة إصلاح الأعطال الاعتيادية للسيارة، والكشافات الصغيرة، والحبال ومنفاخ الهواء للإطارات. - لمن يحب التخييم والمبيت في البر: تجنب المبيت قرب الأشجار الكثيفة والجحور، وتخلص من بقايا الطعام بطريقة مناسبة، مع مراعاة إطفاء النار، أو حصرها وتأمين محيطها عند النوم. - تأكد أن الماء الذي بحوزتك يكفي، واقتصد في استخدامه، فمثلاً، يمكن لك أن تثقب علبة الماء فوق الغطاء لعمل فتحة صغيرة، ينساب منها الماء بكمية مناسبة للوضوء أو الغسل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©