الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا والمكسيك.. جار لا بد منه !

19 يناير 2015 23:18
وعد الرئيس باراك أوباما الرئيس المكسيكي «أنريكي بينا نييتو»، بمساعدته في الحرب على عصابات المخدرات، وقال إن الولايات المتحدة ستواصل الضغط لتوسيع نطاق ممارسة الديمقراطية وحقوق الإنسان في أميركا اللاتينية. وناقش الزعيمان يوم الثلاثاء الماضي خلال زيارة «بينا نييتو» الأولى إلى واشنطن منذ 2012 قضية الهجرة عبر الحدود وسبل تعزيز التجارة والنمو الاقتصادي في كلتا الدولتين. وتركزت المباحثات على الوضع الأمني في المكسيك، خاصة الخطف والقتل المزعوم لـ43 طالباً من قبل عصابة في بلدة بجنوب المكسيك، حيث أكد أوباما أن الإدارة الأميركية تتابع الأحداث. وقال أوباما للصحفيين عقب لقائه بالرئيس المكسيكي: «إن التزامنا هو أن نكون أصدقاء وشركاء مع المكسيك في جهودها الرامية للقضاء على آفة العنف وعصابات المخدرات». وتأتي زيارة «بينا نييتو» بعد شهور من احتجاجات جرت في المكسيك، مطالبة بتوفير أوضاع أمنية أفضل وذلك في أعقاب اختفاء طلاب الجامعة، الأمر الذي أعاد صراع المكسيك المستمر عقوداً ضد تجار المخدرات إلى دائرة الضوء. وقد أوضح المدعي العام المكسيكي «جيسيس موريللو» أن الطلاب ربما كانوا قد قتلوا بعد خطفهم في سبتمبر من قبل الشرطة في مدينة «إيجوالا»، لمنعهم من تعطيل حدث كانت تشارك فيه زوجة عمدة البلدة. وقد تم اعتقال أكثر من 70 شخصاً في القضية. وفي يوم الاثنين الماضي، استشهدت منظمة «هيومان رايتس ووتش» بهذه القضية وغيرها في طلبها من أوباما الضغط على «بينا نييتو» لتحسين أداء نظام العدالة في المكسيك. وبينما يقول البيت الأبيض إنه راضٍ عن التقدم الذي حدث، مشيراً إلى القبض على شخصيات ترتبط بالجريمة المنظمة، إلا أن المنظمة الحقوقية أكدت أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. يذكر أن المكسيك تتلقى من الولايات المتحدة مساعدات للتنمية، وفي جهود مكافحة الجريمة. وأثناء لقاء الزعيمين، احتشد المحتجون أمام البيت الأبيض في حديقة «لافاييت» للتظاهر ضد اختفاء الطلاب. وقاموا بالعد بصوت عالٍ حتى الرقم 43 لذكر كل الضحايا، حاملين الأعلام المكسيكية وصور المفقودين، كما هتفوا بالإسبانية «ماذا نريد؟ العدالة». وفيما يتعلق بجهود الانفتاح في كوبا، يسعى أوباما للاستفادة من علاقات المكسيك القديمة هناك، حيث تريد الولايات المتحدة إنهاء أكثر من نصف قرن من القطيعة مع تلك الدولة التي تقع على بعد 145 كلم فقط قبالة شواطئ فلوريدا. وفي الشهر الماضي، أدلى أوباما بإعلانه المفاجئ بأن الولايات المتحدة ستخفف بعض قيود السفر والقيود المالية على كوبا إلى جانب السماح للشركات الأميركية بتصدير معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية، والسلع الزراعية ولوازم البناء للشركات الصغيرة. كما أن الولايات المتحدة بصدد إعادة فتح سفارتها أيضاً في هافانا. وقد وصف «بينا نييتو» هذا التحرك بـ«الجريء»، وتعهد بتعاون المكسيك مع مبادرة الولايات المتحدة. إن تحسين العلاقات مع كوبا يزيل نقطة خلاف في علاقات الولايات المتحدة مع المكسيك وغيرها من دول أميركا اللاتينية التي تربطها علاقات طبيعية دبلوماسية وتجارية مع كوبا. كما سيسعى البيت الأبيض أيضاً للحصول على دعم الدول الأخرى في المنطقة لدفع كوبا نحو مزيد من الاهتمام بحقوق الإنسان ومنح مواطنيها مزيداً من الحريات. وقال أوباما إن المكسيك «كانت دائماً ذات فائدة فيما يتعلق بقضايا مثل كوبا». وأردف أن الولايات المتحدة تريد الضغط على حكومة كوبا للسماح بقدر أكبر من الحرية للمواطنين، وخلال قمة الأميركتين «سنصر على إدراج هذه المواضيع في جدول الأعمال». وقد شهدت المباحثات بين الزعيمين التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة والمكسيك. فقد صدرت الولايات المتحدة للمكسيك بضائع بقيمة 226 مليار دولار في 2013، لتصبح المكسيك بذلك هي أكبر سوق للصادرات الأميركية بعد كندا، وفقاً لبيانات وزارة التجارة الأميركية. وفي المقابل، ترسل المكسيك نحو 80% من صادراتها إلى الولايات المتحدة بموجب اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية التي تم توقيعها قبل عقدين من الزمن بين أميركا وكندا والمكسيك. وتعد المكسيك كذلك طرفاً في المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة لاستكمال اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي التي تضم 12 دولة. وحول الهجرة، ذكر «بينا نييتو» أن المكسيك تعمل للسيطرة على تدفق المهاجرين غير الشرعيين من أميركا الوسطى. بدوره أكد أوباما أنه يقدر جهود الحكومة المكسيكية «لتوجيه رسالة واضحة»، مؤداها أن الإجراءات التنفيذية التي اتخذها مؤخراً لوقف بعض الترحيلات في الولايات المتحدة لا تعني أن الحدود باتت مفتوحة الأبواب على مصراعيها. أنجيلا جريلينج وإيريك مارتن * محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©