الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف يجسد أنماط مساكن الأجداد وطرق كسبهم الرزق

متحف يجسد أنماط مساكن الأجداد وطرق كسبهم الرزق
23 يناير 2014 21:25
دبي (الاتحاد) - زائر متحف ملتقى زايد بن محمد العائلي، الذي يقام على هامش الدورة السادسة للفعالية التي تنظمها دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، يمكنه الاستمتاع بالأجنحة المتنوعة، ومنها البيت الإماراتي التقليدي بكامل محتوياته، وهذا البيت الذي يمكن الاستنتاج عند رؤيته للوهلة الأولى أنه يستمد جذوره من مفهوم البيت العربي التقليدي، الذي يعكس قيماً معمارية وهندسية ذات ملامح جمالية للمساكن، ويحتوي هذا البيت الإماراتي على تصميم محكم للمعمار، وخاصة تلك الأبنية المشيدة من صخور المرجان، فيما أسقفها من سعف النخيل أو الخشب، التي تتزيّن واجهاتها وجدرانها الداخلية بكتابات زخرفية متنوعة. أهداف المتحف حول أهداف إقامة هذا المتحف، أوضح أحمد المنصوري، نائب مدير ملتقى زايد بن محمد العائلي، أن «تنوع المعروضات في المتحف يأتي رغبة منا في تقديم موروث شعبي وتاريخ متنوع لزوار المتحف الذين بإمكانهم أيضاً معرفة ولو جزء يسير من تاريخ الدولة». ويضيف «حاولنا أن نقيم هذا المتحف في هذا الملتقى الذي يتوافد على زيارته يومياً أفواج كثيرة من مواطنين ومقيمين وزوار، حتى يتسنى للجميع أن تضاف إليهم المعرفة، إلى جانب التسوق والمتعة التي يجلبها الملتقى، من خلال فعالياته المختلفة التي وجدت لإرضاء مختلف الأذواق، كون الهدف الرئيس له شمل العائلة، وتعزيز روح الانتماء والأصالة في جو فسيح بعيد عن زخم المدينة وضوضائها، وهذا التجمع الأسري والسياحي والتراثي والثقافي المتنوع في جزء من إمارة دبي العامرة خير دليل على ذلك». حول انطباعاته عقب زيارته، يقول سيف الخالدي «حرصت على زيارة المتحف مع أفراد أسرتي من أجل التعرف على المعروضات التي يحتويها، لأننا من المولعين بالتراث والآثار التي هي جزء مهم من تاريخ الدولة». ويضيف «المتاحف تعتبر مركزاً للحفظ والدراسات والتأمل في التراث والثقافة، التي هي انعكاس لتاريخ الأجداد والآباء وبطولاتهم المتنوعة، والتي سطرت بأحرف من ذهب، وآن الأوان لأبنائنا أن يتعلموا من تلك البطولات والمآثر والتاريخ ليعرفوا حجم المعاناة وروعة الانتصارات». بعد زيارتها للمتحف وجدت حصة عبدالله أن المتحف فتح لها آفاقاً لمعرفة ودراسة التاريخ. وتضيف «المعروضات أعطتنا معلومات يمكننا تحويلها من معلومات مجردة نقرأها في كتب التاريخ إلى معلومات مرئية، وهذا يؤكد أن المتحف لم يعد مكاناً يحوي مجموعات أثرية، بل هو مؤسسة تعليمية تعمل على تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على العادات والتقاليد، وتعريف الزائرين من أبناء الجيل الحالي بتراث الآباء والأجداد». ويشير عبدالله مراد إلى أن زيارته للمتحف الجميل في مضمونة وشكله أعاده إلى حقبات زمنية قديمة، حيث أبرزت المعروضات صورة الماضي. ويتابع «التراث يحملنا مسؤولية كبيرة من أجل حمايته، وجعله عنصراً ورافداً للمجتمع البشري»، موضحا أن هذا المتحف يسهم في إثراء الجانب المعرفي والوجداني لدى الزوار، ويعرفهم على تاريخ دولتهم التي ينتمون إليها، وهذا ينمي عندهم روح الانتماء والهوية الوطنية، ويحفزهم لمزيد من البحث والتعلم. وتوضح أم مريم أنها أحضرت أولادها خصيصاً إلى المتحف من أجل التعرف على حياة الصيادين ورحلات الغوص الخاصة بجمع اللؤلؤ. وتضيف «كانت مناسبة رائعة كي أستعيد ذاكرتي من حكايات ألأجداد وأشرح لأولادي بعض من تلك القصص التي ما زالت ذاكرتي محتفظة بها»، موضحة «اشتقت للماضي في عيون أبنائي، وشعرت بمدى تفاعلهم مع تلك المعاناة التي عايشها أجدادنا في تلك الفترة والتي كانت سبباً لما وصلنا له اليوم من تحضر ومدنية». إبراز الهوية اصطحب ماجد الزرعوني، جميع أفراد أسرته لزيارة الملتقى ثم المتحف، معتبرا أن المتحف أقيم بهدف الحفاظ على قيم التراث الثقافية وحمايتها ونشرها، موضحاً أن المتاحف بشكل عام تولي انتباهاً شديداً للتغيرات الاجتماعية والثقافية، وتساعد في إبراز الهوية والانتماء وسط عالم متغير. من جهته، يوضح محمد راشد أن «المتحف يوفر فرصة لتعليم أولادنا كيفية صناعة القوارب الخشبية ومعايشة خوض تجربة البحث عن اللؤلؤ ضمن رحلات خيالية، كون هذا النشاط اختفى مع بدء استغلال الثروة النفطية الضخمة في الخليج، وظهور منافسة من اللآلئ اليابانية المستزرعة»، داعيا الجميع لزيارة المتحف، والتعرف عن قرب عن تاريخ الأجداد وبطولاتهم المختلفة، والاطلاع على جزء مهم من تاريخ الدولة. ويعد الجناح، الذي يبرز حياة الصيادين ورحلات الغوص الخاصة بجمع اللؤلؤ، تقديراً لرجال كرسوا حياتهم للتعريف بتقاليد الأجداد فيما مضى، واعترافاً بشجاعتهم وجهودهم المضنية بحثاً عن اللؤلؤ، فقد كانت رحلات الغوص للبحث عن اللؤلؤ تسهم بشكل كبير في الحياة الاقتصادية لدول الخليج قبل تصدير النفط بكميات تجارية. وكان اللؤلؤ يباع إلى الهند والدول الخليجية. وكان صيده الطبيعي في الماضي مصدر الدخل الرئيس لعائلات كثيرة في المنطقة. بيوت الأجداد يكشف بيت العريش، الذي استخدم من قبل البدو والحضر على حد سواء، كيف كان الناس يعيشون في البر أثناء الشتاء. أما أثناء الصيف وفي موسم الصيد، فقد كانوا يعيشون حضريين، فهم يعيشون الحياتين في آن واحد، كما أن البسطاء من الحضريين والفقراء كانوا يملكون بيت العريش بسبب سعره المنخفض، إلا أن بعض الناس امتلكوا بيتين، بيت الطين وبيت العريش، وبيت العريش يتكون من الأخشاب مثل جذوع النخل أو خشب «الشندل» كأعمدة، أما السقف والجدران فهي مكونة من جذوع النخل، وقد يسمى بيت العريش ببيت «الباراستي» مع بعض الاختلافات القليلة بينهما. ويمكن لزائر المتحف الذي يقام في إطار ملتقى ملتقى زايد بن محمد العائلي، المستمر حتى منتصف مارس المقبل، الاطلاع على الخيمة الشتوية بكل محتوياتهما، إضافة إلى بيت أهل البادية وبيت لسكان الجبال، علاوة على السوق الذي يتضمن كل المهن والحرف اليدوية القديمة، ومنها تاجر القماش والطواش والحداد والنجار والمحلوي والخياط والقطان والعطار، بالإضافة إلى البناي، الذي يضم مستودعاً لمواد البناء القديمة التي كان الأجداد يستخدمونها في بناء المنازل في الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©