بيروت - ''الاتحاد'' - عواصم - وكالات الأنباء: وسط الزغاريد والهتافات وأغاني فيروز، عبرت شاحنات الجيش اللبناني أمس نهر الليطاني في أول انتشار للجيش في الجنوب منذ ،1978 في الوقت الذي بدأت فيه بوادر أزمة سياسية لبنانية تظهر في الأفق بعد هجوم عنيف شنه زعيم الأكثرية النيابية سعد الحريري على الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً إلى أن لبنان مهدد من سوريا وإسرائيل معاً، واعتبر الرئيس الأميركي جورج بوش أن ''حزب الله'' فتح جبهة ثالثة في الحرب الأميركية على الإرهاب، وأكد البيت الأبيض أن الحكومة اللبنانية لن تتراجع عن التزاماتها ببسط سيطرتها على كامل أنحاء البلاد بما يشمل نزع سلاح ''حزب الله''·
ودشن ستة آلاف جندي لبناني من ثلاثة ألوية المرحلة الأولى من الانتشار التي استغرقت ست ساعات، واتخذ الجيش اللبناني مواقع له في حوالى ثلاثين قرية جنوب نهر الليطاني، بعضها على الحدود مع إسرائيل، في الوقت نفسه، سلمت القوات الإسرائيلية قوات ''يونيفل'' نصف المواقع التي كانت تحتلها في جنوب لبنان على أن تسلمها قوات ''يونيفل'' بعد ذلك إلى الجيش اللبناني·
وذكرت صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' الإسرائيلية أن الحكومة أصدرت تعليماتها إلى الجيش باستهداف أي شاحنة تقوم بنقل ''وسائل قتالية'' من سوريا إلى لبنان لإعادة تسليح ''حزب الله'' وذلك على الرغم من الهدنة، كما قررت استمرار فرض الحصار البحري على لبنان· وطالبت إسرائيل الجيش التركي بفرض حظر جوي وبري لمنع إيران من استخدام الأراضي التركية لإرسال أسلحة بهدف إعادة تسليح ''حزب الله''· وذكرت مصادر إسرائيلية أن طائرتين إيرانيتين على الأقل أجبرتا على الهبوط في جنوب شرق تركيا في الأسابيع الأخيرة بعد أن أخبرت إسرائيل الجيش التركي بأنهما تحملان صواريخ صينية الصنع لـ''حزب الله''·
وعلى صعيد تشكيل تعزيز قوة ''يونيفل'' تطبيقاً للقرار ''،''1701 أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس إرسال 200 جندي على وجه السرعة للمساعدة في تعزيز القوة مما عزز تسريبات صحفية حول اكتفاء باريس بهذا الحجم من القوات ضمن ''يونيفل''، وجاء ذلك قبيل بدء اجتماع ممثلي 48 دولة في نيويورك لبحث أسس تشكيل القوة الدولية بلبنان·
وعلى صعيد الداخل اللبناني، رد أقطاب ''قوى 14 مارس'' بعنف على خطاب الرئيس السوري الأخير، وشن النائب سعد الحريري هجوماً هو الأعنف على الأسد، واصفا خطابه الأخير ''بقصف من العيار الثقيل'' تلا القصف الإسرائيلي على لبنان، ورأى الحريري أن لبنان مهدد من الدولتين المحيطتين به، سوريا وإسرائيل، مؤكداً العزم على مواجهتهما·
من جانبه اتهم النائب اللبناني وليد جنبلاط الأسد بأنه يستخدم لبنان ''ساحة'' من أجل تحسين شروط التفاوض مع الولايات المتحدة ومن أجل تجنب المساءلة في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري، ودعا جنبلاط الأسد إلى المغامرة في الجولان·
عدد اليوم
