الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طيش الشباب

19 أغسطس 2006 00:50
هذه المواقف الواقعية كثيراً ما تحدث في هذه الحياة ونتعلم منها أشياء مختلفة لذا أود أن أكتب لكم عن أحداثها كلما سنحت لي الفرصة إن شاء الله سواء تلك المواقف التي سمعت عنها وتأكدت من حدوثها بنفسي أو تلك التي شاهدتا بأم عيني أو حدثت لأشخاص من المقربين لى أو غيرهم·· فإليكم الآن بأحداث هذا الموقف الواقعي والذي هو عبارة عن حوار صريح بين أحمد ومحمد ومعهما مجموعة من الشباب وجميعهم جالسون في مقهى بأحد الأماكن المعروفة لدى شباب الحي· قال الأول وهو الذي يدعى أحمد: أوف·· تلك الفتاة التي حدثتكم عنها صعبة جداً ولا تبالي بما أقوله لها ولا تخاف من تهديداتي أبدا·· وقد قبلت أن تتحداني أنا الذي لا يتحداني اي أحد لذا سوف أفضحها وأجعل سيرتها على كل لسان وسنرى من الذي سيهزم الآخر·· أنا أم هي؟؟ فقال الثاني هو الذي يدعى محمد: لماذا يا أحمد تتصرف بهذا الشكل، وكأنك طفل صغير قد كسرت ألعابه أمامه فيود الانتقام من الجميع·· فأنت لديك أخوات ولا أعتقد بأنك تسمح لأحد أن يمس كرامتهن بسوء·· فلماذا ترضى بهذا لبنات الناس ولأخوات غيرك من الشباب؟؟ فرد عليه أحمد: أنت لا تعرف يا محمد كم أعاني لأجلها فلقد حاولت إقناعها بكل الطرق أن تستمع إلي ولكنها تصد عني وتتهمني بالجبن وبصراحة يا محمد هي السبب في جعل النار تشتعل بداخلي·· لذا أود الانتقام منها بأي شكل· فقال محمد: عيب عليك يا أحمد·· الآن الفتاة لم تستمع اليك ولن توافقك الرأي في محاولات لإقناعها تريد أن تفعل بها كل هذا لأنها تود الحفاظ على سمعتها وكرامتها تأتي أنت وتطعنها في شرفها بهذه الطريقة البشعة·· إنك يا أحمد مع اعتذاري الشديد ذئب أدمي خطير جداً على بناتنا وأخواتنا·· فرد عليه أحمد (وقد بدا عليه الغضب): ما الذي تقوله يا محمد أنت صديقي منذ الطفولة ولقد كنت معي في كل كبيرة وصغيرة·· ألا تذكر بأنك أنت من أعطى الشباب رقم الفتاة التي تدعى جمانة أو مرجانة وقلت عنها الكثير والكثير مما يسيء إليها وإلى كرامة عائلتها·· ولقد فعلت هذا مع الكثير من الفتيات·· ألا تذكر كل هذا يا محمد؟؟ وأنا بصراحة لا أود أن أذكرك بالماضي الأليم لأنني أدرك مدى معاناتك من تلك الفتاة ولكن قل لي ألست أنت من حطم مستقبلها لأنها في النهاية رفضت التواصل معك بعدما شعرت بأنك تخدعها· ألست أنت من جعل سيرتها قصة تاريخية الكل يسعى لمعرفة تفاصيلها الدقيقة؟ قل يا محمد ألست أنت من قال ذات يوم بأن الانتقام هو أسرع وسيلة لشفاء الجرح فلماذا الآن تعاتبني وتحاسبني هكذا؟ فقال محمد والدمع يكاد ينهمر من عينيه : أجل أحمد كلامك صحيح وأنا لا أنكر شيئاً مما قلته الآن ولكن ندمت على كل ما قمت به خلال تلك الفترة التي انقطعت فيها عنك ولقد كرهت نفسي واحتقرتها كثيراً أحمد لا أعرف كيف استطاع قلبي الذي لم يعرف الحقد يوماً أن يطيعني على فعلتي الشنيعة تلك أحمد أنا ''وتنهمر الدموع من عينيه'' أنا شخص حقير شخص كريه·· (يتوقف قليلاً عن الحديث ثم يتابع) نحن يا أحمد لدينا أخوات وفي المستقبل سنكون أباء نخاف على مستقبل أبنائنا وبناتنا ولن نرضى طبعاً بأن يتحدث أحد عن بناتنا بسوء أو أن يهدر أي مخلوق كان كرامة أخواتنا فلماذا نرضى بهذا لأخوات غيرنا، لماذا يا أحمد ألا يؤنبك ضميرك يا أخي؟ فقال أحمد، وقد بدا عليه التأثر الشديد: أجل محمد كلامك في موضعه ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة التي من خلالها سأستطيع الانتقام منها ومن غيرها ممن لا يستمعن إلى كلامي أو يرفضن الارتباط بي؟ فرد عليه محمد وعلامات الاندهاش بادية على وجه: عجباً من أمرك يا أحمد لماذا تنتقم منها وهي لم تفعل أي شيء يؤذي مشاعرك فأنت لم ترتبط بها على الإطلاق هي طلبت منك منذ البداية أن تبتعد عن طريقها لأنها ترفض فكرة الارتباطات هذه، وهذا كل ما فعلته لا أكثر ثم أن هذا الذي فعلته هو عين الصواب لأن هذا الرد هو رد الفتاة المحترمة التي تنشأ في بيئة إسلامية فكيف زرعت فكرة الانتقام بداخلك أقصد بدافع ماذا؟ ثم إنك يا أحمد تود أن·· فرد أحمد على الفور محاولاً منع محمد من إتمام جملته الأخيرة: يكفي محمد أرجوك يكفي اني لا أحتمل المزيد من نصائحك هذه أنا فقط رغبت بها وأنا حينما أرغب بشيء ما لابد وأن أحصل عليه ألا تدرك معاناتي الآن، حاول أن تفهمني أرجوك حاول؟ فرد محمد (وهو يحاول أن ينتقي الكلمات المناسبة): أحمد ما الذي تقوله؟ هل جننت يا أخي أتود إقناعي بأنك تحب تلك الفتاة حقاً وترغب بها أم أن الانتقام قد سكن كل جزء من أجزائك وتود القضاء على مستقبلها بأي شكل من الأشكال لأنها رفضت محاولتك معها· احذر من عدوك مرة وخاف من صديقك ألف مرة وعندها قام محمد وبقية الشباب من أماكنهم وهم الجميع بالانصراف تاركين خلفهم بقايا إنسان حقير عديم الضمير· أحلام سعيد حمدون أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©