السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غدا في وجهات نظر.. غزة وسلاح التكفير والتخوين

غدا في وجهات نظر.. غزة وسلاح التكفير والتخوين
10 أغسطس 2014 19:00
يقول عبدالله بن بجاد العتيبي: إن المغامرات غير المحسوبة تودي بأصحابها إلى الخسران دائماً، وللأسف أن ذلك الخسران يحلّ وبالاً على الشعب الفلسطيني في غزة الذي تحكمه حركة «حماس» بالقوة. المثالية والطوباوية في التفكير داءٌ عضالٌ، وهي أكثر ضرراً حين تنتقل إلى قراءة المواقف السياسية أو تحليلها فضلاً عن جعلها هادياً يقود اتخاذ القرار السياسي، ويبدو أن هذه الطوباوية هي ما يشغل قادة «حماس»، أو أقله هي ما يروّجونه لأتباعهم في الداخل والخارج. خطاب حركة «حماس» السياسي بُني من الأساس على أيديولوجية دينية تمثل خلاصة خطاب حركات الإسلام السياسي وأكبرها وأقدمها جماعة «الإخوان المسلمين»، وهي تخلط في خطابها بين المثالية والطوباوية من جهةٍ وكل أدواء خطاب الإسلام السياسي، الذي يتعامل مع السياسة بالعاطفة والأيديولوجيا لا بالواقعية، وهنا بالتفكير الرغبوي والتوظيف السياسي للدين والاستهانة بدماء الفلسطينيين في سبيل تحقيق مكاسب سياسيةٍ للحركة لا للشعب الفلسطيني المغلوب على أمره في غزة. سياسة الدين وأوهام التجديد يرى د. السيد ولد أباه أن أحد الأسباب الرئيسية للإرهاب «الإسلامي» هو انحسار المنظومة الفقهية الكلاسيكية التي كانت توفر العدة التأويلية للجماعة المسلمة، مما ولد حالة اغتراب حادة عمقتها المحاولات التجديدية المأدلجة العقيمة والضعيفة علمياً. نقرأ هذه الأيام في الصحافة الغربية مقالات وتحليلات كثيرة حول الجذور العقدية والدينية للإرهاب «الإسلامي » الذي بلغ حده الأقصى في إمارة داعش التي أعلنت دولة الخلافة وتمددت في مناطق واسعة من العراق وسوريا. الفكرة السائدة في هذه التحليلات هي تفسير الإرهاب الأصولي بجذور مباشرة في التقليد الإسلامي من حيث المرتكزات العقدية والمعايير الفقهية والقيمية، مما ينتج عنه القول إن التشدد والعنف ليسا من الانحرافات والانشقاقات عن التقليد الديني وإنما هما من صلب النسق الديني ومتعلقاته الثابتة. يا من تُعَيرُنا.. حقاً عليك أن تُعَيَّرا يرى د. سلطان محمد النعيمي أنه ما أن أعلنت بريطانيا العظمى الانسحاب من الخليج عشية عام 1971، حتى اندفعت القوات الإيرانية في زمن الشاه لاحتلال الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. ومنذ ذلك الحين لم تتوقف دولة الإمارات عن المطالبة باستعادة جزرها المحتلة عن طريق الحوار المباشر، أو الاحتكام إلى محكمة العدل الدولية. وظلت قضية الجزر الإماراتية المحتلة جزءاً لا يتجزأ من الكل العربي، بحيث أصبح البُعد القومي العربي في الشخصية العربية يجد في احتلال الجُزر الإماراتية قضية عربية ومبدأ لا يمكن المساومة عليه. تجلى ذلك بوضوح في العديد من المحافل. فلم يصدر أي بيان لمجلس التعاون الخليجي إلا ويؤكد على حق دولة الإمارات في سيادتها على جزرها المحتلة، وجاءت بيانات جامعة الدول العربية تسير في هذا الركب. المشهد العربي الدامي.. في صيف ساخن يقول د.عبدالله خليفة الشايجي: لن تقوم للعرب قائمة، ما لم يكن هناك إجماع عربي على مشروع إقليمي جامع ومقبول يحصّنهم، أنظمة وشعوباً، ضد أي استهداف. من يتابع المشهد العربي الراهن سيرى حالاً صعباً يزداد مع كل يوم جديد ارتباكاً وتعقيداً بصراعاته وحروبه ومآسيه، مع تفاقم الأوضاع في غزة جراء عدوان إسرائيل، وما يقع من اشتباكات في لبنان مع «داعش» و«النصرة» واحتلال مدينة عرسال اللبنانية على حدود سوريا، وتفاقم خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف باسم «داعش»، ودخوله في مواجهة مع الأكراد، واستهداف المسيحيين والأقليات كاليزيدين في شمال العراق. وعودة أميركا مضطرة للتدخل بقصف بسلاح الطيران لمواقع «داعش». ولعل التدخل الأميركي يفضح استقالة واشنطن من دور الزعامة، وإخفاقها في التدخل المبكر في سوريا مثلاً قبل تفاقم الأزمة. وبسرعة يكتمل هذا المشهد الدموي العارم في المنطقة ليذكرنا من جديد بالبيت العربي القديم: «تكاثرت الظباء على خِراش.. فما يدري خِراش ما يصيد»! وقد كان شهر يوليو بشكل خاص شهراً مؤلماً ومخضباً بالدماء والآلام والمجازر ومشاهد الدمار.. وعلى رغم حلول شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد فيه، إلا أن ذلك لم يكن مانعاً أو عائقاً أمام استمرار حمامات الدم وانتشار الفوضى والموت والدمار في بؤر نازفة عديدة من المنطقة. الملك عبد العزيز والعلماء يقول منصور النقيدان : مع قيام الدولة السعودية الثالثة عمد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن إلى استضافة مجموعة من علماء الدين العرب الذين أبدوا ولاءهم لتعاليم الإمام محمد بن عبدالوهاب، وتعاطفهم مع الملك الجديد، من مصر وسوريا وموريتانيا ومن غيرها من المجتمعات، كما أنه شجع عدداً كبيراً من العلماء المسلمين من الهند والمغرب واليمن وغيرها للهجرة إلى الحجاز والتدريس في الحرمين، فضلاً عن علماء المذاهب الذين كانوا موجودين من قبل ضم الحجاز إلى حكم السلطان عبدالعزيز -الذي أصبح 1927 سلطان نجد والحجاز وملحقاتها- ممن توافرت فيهم الشروط التي وضعها علماء الدين الذين كلفوا بمهمة الاختبار والتقييم. كان الهدف غير المعلن من تشجيع هجرة العلماء إلى المملكة الجديدة هو عدم تكرار أخطاء ما حصل في بدايات القرن التاسع عشر، وخصوصاً في فترة سعود بن عبدالعزيز الكبير الذي تسببت سياساته بسقوط الدولة السعودية عام 1814، حيث ألقي القبض على خليفته عبدالله الذي حوكم في إسطنبول ثم أعدم. في خطاب الملك عبدالله حسب عائشة المري، وجه الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز خطاباً بليغاً لقادة وعلماء الأمة الإسلامية يدعوهم لـ«أداء واجبهم تجاه الحق جل جلاله، وأن يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف، والكراهية، والإرهاب، وأن يقولوا كلمة الحق، وألا يخشوا في الحق لومة لائم». فبشكل مباشر وحازم قرع الملك عبدالله جرس الإنذار ودعا الدول إلى التحرك، في هذه اللحظة التاريخية وفي ظل المتغيرات الإقليمية من حروب واضطرابات وصعود متسارع للحركات المتشددة الأصولية والانقسام الطائفي والحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة. وفي ظل حقيقة فشل الدولة القومية العربية في إنتاج أنماط مستقرة للسلطة، فتزعزع استقرار بعضها، أو أن تلاشي سلطة زعمائها كان كفيلاً بإطلاق عفاريت الهويات الطائفية، وإخراج مارد حروب الخوارج وكربلاء وإعادة استدعاء الأحداث التاريخية في الحياة السياسية المعاصرة لتنتج وضعاً هجيناً من الأفكار التي تجد لها فريسة في شباب تائه بين الماضي والحاضر يبحث عن جنات خلد و«حور عين»! وباء «إيبولا».. طارئ صحي عالمي يقول د.أكمل عبدالحكيم : جاء إعلان منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة الماضي، بأن انتشار فيروس الإيبولا أصبح طارئاً صحياً عالمياً، ثم إعلان غينيا يوم السبت الماضي عن إغلاقها لحدودها مع كل من سيراليون وليبيريا، ليظهرا مدى الخطورة التي أصبح المجتمع الدولي ينظر بها إلى احتمالات تحول الوباء المحدود حالياً داخل دول غرب أفريقيا إلى وباء عالمي بكل المقاييس. وهو ما أكده إعلان الحكومة النيجيرية التي تشارك الحدود مع بعض الدول التي ظهر فيها الوباء، عن حالة طوارئ قومية، بعد وفاة حالتين فيها بالمرض، وإعلان السلطات الرسمية في السعودية عن الاشتباه في حالة إصابة لمريض في مدينة جدة، كان قد عاد مؤخراً من زيارة لسيراليون، ثم إعلان الخطوط الجوية البريطانية عن وقف جميع رحلاتها إلى دول غرب أفريقيا. وتأتي هذه الخطوات الاستباقية، والإعلانات المتتالية الواحد تلو الآخر، لتظهر تزايد حالة الرعب والفزع الدولي، في ظل وصول عدد الإصابات إلى أكثر من 1800، نتج عنها قرابة 1000 وفاة، دون أن يكون هناك تطعيم أو علاج فعال، ما عدا مد المريض بالسوائل والأملاح، وبعض المضادات الحيوية لمقاومة العدوى، بالإضافة إلى العقاقير المضادة لتجلط الدم في المراحل المبكرة من العدوى لمنع تخثر الدم، ولاحقاً العقاقير المساعدة على التجلط، لمنع النزيف الداخلي الحاد المميز للإيبولا. وتقتصر إجراءات الوقاية المتاحة حالياً على تطبيق تعليمات الوقاية الطبية ضد العدوى بشكل حرفي، ودفن الموتى على أسرع وجه. قنابل أوباما.. لماذا تسقط على العراق وليس سوريا؟ حسب آدم تايلور، لو أن قائلًا قال قبل عام مضى إن الولايات المتحدة ستتدخل عسكرياً في إحدى أزمات الشرق الأوسط، فإن قلة من الناس فقط كانت ستتفاجأ؛ ذلك أن الرئيس باراك أوباما كان قد أمضى أشهراً في محاولة إقناع الجمهور والكونجرس في بلاده بضرورة تدخل الولايات المتحدة عسكرياً في سوريا. غير أن الطريقة التي تم بها هذا التدخل ستفاجئ الكثيرين بدون شك، وذلك لأن الولايات المتحدة لم تتدخل ضد بشار الأسد والنظام السوري، مثلما اقترح أوباما؛ وإنما تقوم بضرب أحد أكبر أعداء الأسد، المليشيا المتطرفة التي تسمي نفسها «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). كما أن هذا التدخل لم يكن في سوريا، وإنما في العراق المجاور. لقد فشلت دعوات أوباما للتدخل في سوريا في نهاية المطاف، واليوم تتساقط القنابل الأميركية على العراق. فلماذا؟ هناك خمسة عوامل رئيسية. 1- كانت ثمة معارضة كبيرة للتدخل في سوريا: عندما كان أوباما يضغط في اتجاه تحرك ضد النظام السوري العام الماضي، كانت بلدان أخرى تعارض ذلك؛ بل إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يُعتبر من حلفاء الأسد الرئيسيين، ذهب إلى حد كتابة مقال رأي منتقد في صحيفة «نيويورك تايمز» (وهو أمر يبدو سخيفاً بعض الشيء بعد ضمه القرم). كما عارضت ذلك إيران، التي تُعتبر حليفاً رئيسياً لسوريا. على أنه حتى بين الدول الأوروبية التي دعمت الثوار، فإن الدعم لم يكن قوياً. ففي بريطانيا، على سبيل المثال، تعرض رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لهزيمة سياسية مذلة عندما طلب من البرلمان دعم التدخل في سوريا. ومن جهتها، رفضت فرنسا تقلد دور قيادي، وهي التي تُعتبر الأكثر جنوحاً إلى خيار التدخل العسكري بين الدول الأوروبية. وأحد العوامل الرئيسية لذلك كان هو أن عدة استطلاعات للرأي في كل من الولايات المتحدة وأوروبا كانت تُظهر أنه على الرغم من امتعاض الجمهور مما يقوم به نظام الأسد في سوريا، إلا أنه لا يدعم تدخلًا عسكرياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©