الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

79 قتيلاً بأعمال عنف دامية في العراق

79 قتيلاً بأعمال عنف دامية في العراق
22 يوليو 2013 00:49
هدى جاسم، وكالات (بغداد) - ارتفع عدد ضحايا أعمال العنف المتفجرة في العراق أمس إلى 79 قتيلاً خلال 24 ساعة. فبعد موجة من التفجيرات الدامية التي راح ضحيتها 67 قتيلاً و 190 جريحاً يوم أمس الأول السبت، تواصل العنف الدموي أمس وسقط فيه 12 قتيلاً، بينهم ثلاث نساء وخمسة من قوات البشمركة الكردية، وأُصيب 14 آخرون بجروح في هجمات منفصلة. ورغم هذا العدد الهائل من الضحايا، لم يصدر عن الحكومة العراقية أي رد فعل رسمي، كما لم تبد وسائل الإعلام الرسمية اهتماماً كبيراً بالتفجيرات. وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية، إن “ثلاثة أشخاص قتلوا وأُصيب عشرة بجروح جراء انفجار عبوتين ناسفتين في منطقة التاجي” (25 كلم شمال بغداد). كما قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن “شخصين قتلا وأصيب أربعة، جميعهم من عائلة واحدة بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة داخل منزلهم في منطقة البسماية” جنوب شرق بغداد. وفي وقت لاحق، قال مصدر أمني رفيع المستوى إن “خمسة من عناصر البشمركة قتلوا بهجوم استهدف نقطة تفتيش للقوات عند منطقة الزاب” إلى الغرب من كركوك. وأشار إلى أن الضحايا هم من العرب الذين ينتمون إلى قوات البشمركة الكردية. وأكد الطبيب نزهان الجميلي في مستشفى كركوك العام تلقي جثث الضحايا. وفي الموصل، قال الملازم قاسم اللهيبي في الشرطة إن “اثنين من عناصر الشرطة قتلا بهجوم استهدف نقطة تفتيش للشرطة في منطقة السرج خانة في وسط الموصل”. وقتل في العراق منذ بداية يوليو أكثر من 530 شخصاً، استناداً الى مصادر أمنية وعسكرية وطبية. وقال مصدر في وزارة الداخلية، إن “ثلاثة أشخاص قتلوا وأُصيب عشرة بجروح جراء انفجار عبوتين في منطقة التاجي شمال بغداد”. وفي الكرادة وسط بغداد، حيث قتل سبعة أشخاص في تفجير سيارتين مفخختين، انتشرت الحجارة والقطع المعدنية وبقايا الخضراوات في شارع التسوق الرئيسي، بينما كان سكان المنطقة يتفقدون الأضرار. وقال رجل أربيعني من أهالي الكرادة بصوت حزين عند موقع الهجوم “هذه الحكومة كرتونية، وقواتها الأمنية لا تستطيع حماية نفسها، فكيف تستطيع حماية الناس”. وانشغل سكان بغداد أمس في لملمة آثار موجة العنف الدامية وسط غضب تجاه الحكومة وأجهزتها الأمنية، بعدما بلغ عدد الذين قتلوا في العراق منذ بداية يوليو نحو 530 شخصاً. وجاءت هذه التفجيرات في إطار موجة العنف المتصاعدة التي قتل فيها 2500 شخص خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بحسب أرقام الأمم المتحدة التي حذرت من أن العراق يقف عند حافة حرب أهلية جديدة. وهجمات أمس الأول السبت هي الأكثر دموية في البلاد منذ مقتل 78 شخصاً في العاشر من يونيو الماضي. ورغم العدد الهائل لضحايا تفجيرات الأمس، لم يصدر أي رد فعل عن الحكومة التي تعتمد مقاربة إعلامية مبهمة حيال أعمال العنف، إذ يتجاهل مسؤولوها الكبار هذه الهجمات التي تتجاهلها أيضاً وسائل الإعلام الرسمية أو تحاول التقليل من أهميتها. وحده رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي أصدر بياناً أمس الأحد جاء فيه “ندين ونستنكر التفجيرات الإجرامية الآثمة التي استهدفت أهلنا في بغداد ومحافظات عدة التي تأتي ضمن حملة الاستهدافات الإجرامية البشعة الرامية إلى بث الفرقة وإثارة النعرة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد”. وطالب رئيس مجلس النواب “الأجهزة الأمنية بضرورة إعادة النظر في الإجراءات الأمنية التي أثبتت عدم فعاليتها في الحد من الخروقات المتكررة التي كبدت العراق خسائر جسيمة”. وتحمل أعمال العنف في العراق طابعاً طائفياً متزايداً، حيث باتت تتصاعد وتيرة استهداف المساجد والحسينيات في مناطق متفرقة من البلاد التي تشهد منذ ديسمبر احتجاجات سنية ضد رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي. كما يشهد العراق موجة عنف جديدة تستهدف المقاهي التي يرتادها الشباب، خصوصاً بعيد موعد الإفطار في رمضان، وملاعب كرة القدم، في هجمات دامية قُتل وأُصيب فيها العشرات على مدى أسابيع. ومنذ أبريل، لم تتبن أي جهة الهجمات الدامية التي يشهدها العراق، علماً بأن تنظيم ما يسمى “دولة العراق الإسلامية”، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، سبق أن تبنى هجمات مماثلة في الماضي. وأثبتت هذه الإعتداءات فشل الأجهزة الأمنية في بسط سيطرتها على الأرض والحد من تصاعد العنف رغم التغيير الذي أجراه المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006، للعديد من قياداتها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، في بلاد يبلغ عديد قواتها المسلحة نحو 800 ألف رجل. ورغم مرور نحو ثلاث سنوات على تشكيل الحكومة الحالية، وهي حكومة “شراكة وطنية” تجمع الموالين والمعارضين، يبقى منصبا وزيري الدفاع والداخلية في حالة شغور بسبب الخلافات التي تعصف بالحكومة العراقية. وفرضت قوات الأمن منذ صباح أمس إجراءات أمنية مشددة في عموم شوارع بغداد، خصوصاً في المناطق التي وقعت فيها الانفجارات. وقال محافظ ديالى عمر الحميري إن أعمال العنف التي تضرب مناطق عدة من ديالى بين يوم وآخر ويذهب ضحيتها العديد من الأبرياء، تقف وراءها تنظيمات مسلحة بعضها محلي والبعض الآخر مدعوم من الخارج. وغادرت عشرات العائلات من ساكني قرى في المقدادية منازلهم تحت وطأة مخاوف طائفية في مشهد أعاد إلى الأذهان أعمال عنف طائفية أوقعت عشرات آلاف القتلى وتهجير مئات الآلاف بين عامي 2006 و2008. وقتل ما يزيد على 1000 شخص خلال شهر مايو وحده، وهو أكبر عدد من القتلى في شهر واحد منذ ذروة أعمال العنف الطائفية. في غضون ذلك، أكد نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، سعيه لإيصال وثيقة الشرف إلى مستوى الإلزام “القانوني والأخلاقي”، فيما أشاد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في بغداد بموقف الحكومة في استقبال اللاجئين السوريين، وعدم التدخل في النزاع المسلح بسوريا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©