السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طفل التوحد يتمتع بالذكاء وعصبيته تتطلب التدريب

طفل التوحد يتمتع بالذكاء وعصبيته تتطلب التدريب
24 يناير 2014 01:14
الإصابة باضطراب التوحد لا تزال مجهولة الأسباب، رغم أن هناك أبحاثاً أرجعت السبب إلى خلل في الدماغ ينتج عن طعام يتناوله الطفل، ولم يتأكد بعد ما إذا كان لها علاقة بالجينات الوراثية أو الظروف البيئية، وكثير من الأمهات والأهالي لا يدركون أن الطفل المصاب بالتوحد بحاجة إلى تغيير الكثير من السلوكيات السلبية، خاصة أن نمط الحياة بأسلوب معين قد يؤدي إلى المزيد من الاضطرابات أو التعقيدات لدى هذا الفرد. موزة خميس (دبي) - أوضحت فاطمة سجواني الاختصاصية النفسية بمنطقة الشارقة التعليمية، عضو مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة رئيس لجنة التواصل، أن طفل التوحد يتمتع بنسبة من الذكاء، لكن يواجه صعوبة عدم فهمه للعبارات والألفاظ، وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين، مما يزيد توتره؛ لذلك تتكون عدم مقدرة عند الطفل في التعبير عن نفسه بالكلام، مما يدفعه إلى التعبير بسلوكيات غير مناسبة مثل الصراخ والبكاء، كما أنه يرفض القيام بالأعمال المطلوبة منه. وقال إنه من المهم أن تسارع الأسرة، إلى طلب المساعدة لتطوير إمكانات طفلها، على اعتبار أن هذه الفئة من الأطفال لديها نسبة من الذكية، لكنها لا تتمكن من التواصل بسهولة في حال تركت كما هي، على الرغم من حقها أن تحصل على التدريب والتعليم، ولهذا نجد أن عدم فهم الطفل الكلام يحد من قدرته على التعلم من بيئته، وهذا يجعله متوتراً عندما يسمع تعليمات لفظية يصعب عليه فهمها، مما يصعب الأمر على الوالدين وعلى بقية أفراد الأسرة، بالإضافة إلى أنه يصعب عليه فهم القواعد الاجتماعية، ومثال على ذلك عندما يطلب الطفل اهتماماً من الآخرين، وربما هنا يلجأ لضربهم أو معانقتهم، لكنه لا يعرف ما هو تأثير سلوكه عليهم. رحلة أم مع ابنها وللتعرف إلى تجربة إحدى الأمهات في شأن تربية طفل مصاب بالتوحد، وكيف اكتشفت الإصابة وكيف تعاملت معها، تقول عائشة الزرعوني التي تقاعدت من علمها لأجل أن تتفرغ لتربية طفلها، إيماناً منها بحاجته لوجودها معه دوماً: يبلغ عمر طفلي اليوم الثامنة، وقد كان طبيعياً خلال العام الأول من ولادته، لكن كنت دوماً أشعر بأنه لا يوجد بيننا تواصل بصري، فهو لا يستجيب بشكل طبيعي عندما أصدر أي صوت، وكنت أعتقد أن المشكلة في الأذن وفحصه الأطباء ولم يجدوا مشكلة بالسمع، وبعد سنة وأربعة أشهر فحصته عند طبيب نفسي مختص بالأطفال، أجرى له اختبارات عدة، ليخبرني بعدها أن طفلي مصاب باضطرابات التوحد، ومن هنا بدأ مشواري مع البحث عن المساعدة، وكانت أول خطوة للعلاج أن أقول لنفسي تقبلي الفكرة، أو أن أحاول التعامل معها بشكل صحيح. وتتابع: طرقت أبواب الكثير من مراكز التدريب، لكن بعضها يغلب عليه النواحي تجارية، ولهذا نطالب بإيجاد مراكز ليس لها أهداف مالية فقط، حتى نختصر طريق الألم وطريق التأهيل والتدريب، فهناك صعوبات في فهم الطفل للوقت، وهو يجد صعوبة في الانتظار؛ لأنه لا يعرف تسلسل الوقت ويريد تنفيذ كل شيء بسرعة، ولا يعرف توقيت البداية والنهاية، كما أنه أيضاً لا يعرف ما ينبغي عمله في الوقت المناسب، مشيرة إلى أنه من المشكلات التي واجهتها، صعوبة إيجاد طفلها صعوبة في التعرف إلى الأماكن والأشياء في محيطه، ولهذا تعلمت كيف توفر عليه الضغوط النفسية، حتى لا يشعر بالتوتر والخوف عند الذهاب إلى أماكن جديدة، ويلجأ إلى الصراخ وربما البكاء. تحسن ملحوظ وحول حالة ابنها، أكدت أنها تشعر بتطور تصل نسبته إلى نحو خمسين في المائة مقارنة بأول عام من التدريب والتطوير، حيث سجلته في الرابعة من عمره، فقد أصبح اليوم يتعامل مع الأسرة بشكل شبه طبيعي، وتصطحبه معها إلى أي مكان ولا تشعر أحداً أن لديه سلوكاً مختلفاً، وتعلمت كيف تدربه على أن لا يستحوذ على ما ليس له، فهؤلاء الأطفال يجدون صعوبات في فهم الملكية؛ لأنهم يعتقدون أن كل شيء حولهم يستطيعون الحصول عليه دون استئذان. نصائح للتعامل مع مصابي التوحد كشفت العديد من الأبحاث المتخصصة عن مجموعة من الإرشادات في طرق التعامل مع مصابي التوحد، منها: ? ضرورة إشراك الطفل في جميع الأنشطة الترفيهية داخل المجتمع من خلال النوادي الاجتماعية والرياضية والتفاعل مع أطفال أسوياء في عمره الزمني نفسه وتنمية إحساس التعاون والمشاركة لتحقيق أهداف واحدة من خلال فريق يكون له دور فعال بداخله. ? تفعيل عملية التدعيم والتعزيز كلما تجاوب الطفل ونجح في مشاركة الآخرين، وتشجيعه على تكوين صداقات مع طفل أو زميل آخر ومشاركته في اللعب في المنزل. ? إثراء البيئة بالمزيد من الصور الموضحة لوظائف الأشياء كعلامات إرشادية من خلال الصور الدالة على الأماكن مثل المطاعم وموقف الحافلات أو سيارات الأجرة والبنوك والنوادي والصيدليات، حيث إن الطفل المصاب بالتوحد يعتمد على الإدراك البصري والذاكرة البصرية في التعامل مع البيئة المحيطة. ? تخصيص أماكن خاصة لخدمة أطفال التوحد أو مراهقي التوحد. - تقليل المثيرات الصوتية التي تؤثر على سلوكيات الطفل مثال، بوق السيارات، حيث إنه يؤدي أحياناً إلى توتر الطفل وشعوره بالإحباط والضيق. - أن يتم الدمج الاجتماعي داخل المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى الاشتراك في رحلات ومعسكرات صيفية. حمد مولع بعلوم الكمبيوتر والرسم على الزجاج أبوظبي (الاتحاد) ـ أبدت أم حمد افتخارها بابنها المصاب باضطراب التوحد الذي أجاب عن الأسئلة التي وجهت إليه مؤخراً من خلال برنامج «خطوة» على قناة أبوظبي الأولى، حيث أوضح أنه مولع بعلوم الكمبيوتر، ويجد متعة كبيرة في الرسم على الزجاج، ويحب الرياضة خاصة الركض في الهواء الطلق، وكرة السلة، وقالت والدة حمد الحاي، إن ابنها متميز جداً وتشعر بأنه إنسان عادي بنسبة 99%، مؤكدة أن مساندة الأهل مهمة جداً في مثل هذه الحالات؛ لأن التضامن والحب يساعدان هذه الفئة على إبراز مواهبها في بيئة سليمة، وأن ابنها حمد مثّل الدولة في العديد من المناسبات، وأنه حنون ومتعاون، ومرهف الحس. أخصائي التوحد في دائرة المسؤولية أحمد السعداوي (أبوظبي) - عن السمات المطلوبة في المرشدين والأخصائيين المؤهلين للتعامل مع المصابين باضطراب التوحد، أوضح حسن بركات، أخصائي التأهيل في مركز الخليج للتوحد بأبوظبي، أن أخصائي التوحد له دور مهم في العملية التربوية والتأهيلية للأطفال المصابين بالتوحد، كونه يتولى مهاماً شاقة وتزداد مسؤولياته، خاصة مع تزايد عدد الأطفال المصابين باضطراب التوحد في العالم. وبين أن تعليم أطفال التوحد يتطلب صفات وسمات وخصائص شخصية ومهنية عديدة، قد لا تتوفر عند كثير من المعلمين والأخصائيين، ولذا فلابد عند اختيار الأخصائيين أن ندرس شخصيته والتعرف على الدوافع والأسباب التي جعلته يقبل تلك المهنة. ومن السمات التي يجب أن تتوفر لدى الأخصائيين المنوطين بالعمل في مجال التوحد، التي يحددها بركات، هي الرغبة الداخلية في مشاركة ومساعدة الأطفال، وأن يتميز بوجود دافع الحب والوازع الديني، ويوفر للأطفال الأمن والأمان والطمأنينة، بالإضافة إلى شعور الأخصائي بأنه سيكون أكثر إيجابية وأكثر من ناحية الإنتاج والعطاء مع الأطفال المصابين بالتوحد، وأن تكون لديه القدرة على الابتكار والإبداع وتطوير البرامج والأدوات. وأشار إلى ضرورة تميز الأخصائي بحب استطلاع العالم وحياة الأطفال ذوي التوحد، بجانب كفاءته في تطبيق نظريات التعلم المتنوعة في تعديل السلوكيات غير المقبولة للأطفال المصابين بالتوحد وتحويلها إلى سلوكيات مقبولة اجتماعياً، وأن يكون حاصلاً على درجة علمية عالية بكالوريوس أو ماجستير، ولديه القدرة على إعداد خطة تعليمية مناسبة لكل طفل حسب استعدادات وقدرات الطفل، علي أن يتمتع بقدر كبير من الصبر والهدوء في التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد، وضرورة أن يتقبل النقد والتوجيه من الأخصائيين الأكثر منه خبرة ودراية في التعامل مع الأطفال ذوي التوحد، وأن يكون ملماً بجميع خصائص وسمات الاضطراب، لكي يستطيع التفاعل والتواصل مع المصابين. تركز على دمجهم وتنمية مهاراتهم برامج متخصصة لرعاية 42 طالباً وطالبة بمركز أبوظبي للتوحد لكبيرة التونسي (الاتحاد) - تواجه مشكلة اضطراب التوحد العديد من التحديات خاصة في جانب الدمج، وقوائم الانتظار، حيث يعاني البعض عدم إيجاد كرسي لأطفالهم داخل بعض المراكز المتخصصة، حيث أوضحت مديرة مركز التوحد في أبوظبي عائشة سيف المنصوري الحاصلة على ماجستير مناهج تدريس رياض الأطفال من جامعة كولورادو في الولايات المتحدة عام 2004، أن المركز يضم 42 طالباً وطالبة، تتراوح أعمارهم بين خمس إلى ستة عشرة سنة، يتابع حالاتهم 29 مدرساً متخصصاً من بينهم اختصاصيون للتخاطب وآخرون للسلوك، مشيرة إلى أن الدمج في مراكز التوحد يواجه تحديات عدة من حيث عدم دراية ومعرفة المعلمين بأساليب التعامل مع هذه الفئة، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على وضع خطة تربوية أو سلوكية تناسب هذه الفئة مما يتطلب مرافقة معلمين من المركز لهؤلاء الطلاب في جهات دمجهم، وبالتالي أصبحت هناك صعوبة كبيرة في إيجاد مركز متخصص لاحتواء الطالب المصاب باضطراب التوحد، بحيث توجد قوائم انتظار في الكثير من المراكز. ولفتت إلى أنه يوجد في المركز طلاب وطالبات تجاوزت أعمارهم 18 سنة، ولا توجد شروط لقبول هذه الفئة وتقدم لهم البرامج التي تتناسب مع قدراتهم من التأهيل وغيره في هذا الصدد، لينتقل الطالب إلى قسم الورش والتأهيل المهني أو إلى مركز زايد الزراعي، مؤكدة أن هناك تحديات عدة تواجه المركز في تعليم هذه الفئة. وتضيف: هناك صعوبات عدة تواجهنا في تعليم هذه الفئة، منها الحالات الشديدة أو المركبة، التي تحتاج إلى تعليم وتدريب خاصين بهم لكي نستطيع تأهيلهم إلى المستوى المطلوب، وهناك تحديات أخرى ترتبط بمعايير انتقال الطلاب بعد سن 15 سنة إلى قسم الورش، خاصة المعتمدة بشكل كبير على قدراتهم و إمكاناتهم. برامج جديدة وحول الإصابة بالاضطرابات، أوضحت أنها تظهر خلال السنوات الأولى وتؤدي إلى صعوبات واضحة في ثلاثة مجالات أساسية، وهي قصور في التفاعل الاجتماعي وتكوين العلاقات مع الآخرين، وقصور في التواصل اللفظي وغير اللفظي، واهتمامات محدودة وسلوكيات تكرارية، مشيرة إلى أنه نوع من الاضطرابات التطورية الشاملة التي تُصيب الأطفال، وهو من أكثر الأنواع صعوبة بالنسبة للطفل وأسرته، ولفتت إلى أن نسبة حدوث اضطراب التوحد أعلى لدى الذكور من الإناث، وأن حدوثه لا يتأثر بأي خصائص ثقافية أو عرقية أو اجتماعية، أو بمستوى الدخل الأسري، أو المستوى التعليمي أو نمط الحياة. وتقول المنصوري، إن خدمات التوحد في تطور مستمر، وهي تساعد المصابين على التقليل من حدة هذا الاضطراب، وتساعدهم على إكساب مهارات جديدة، منها خدمات التقويم والتشخيص، والتدخل المبكر، والتعليم والتدريب، والدمج، والإرشاد النفسي والاجتماعي، والتأهيل المهني، والرعاية الصحية والعلاج الطبيعي والحسي والوظيفي، والتوظيف، موضحة أن هناك خدمات مساندة لفئة التوحد، منها: العلاج بالفن، والعلاج بالموسيقي، والعلاج بركوب الخيول، والبرامج الرياضية، والرحلات التعليمية والترفيهية، والدمج الاجتماعي. وتتابع: ظهرت العديد من البرامج المستخدمة لتعليم ذوي اضطراب التوحد وتعديل سلوكهم، وقد أظهرت أغلب هذه البرامج نتائج إيجابية، لكن بنسب مختلفة، وذلك للتباين بين صفات هؤلاء التلاميذ، وهناك برامج «تيتش، لوفاس، بيكس، تعديل السلوك، موضحة أن برامج التوحد هي برنامج تربوي للأطفال التوحديين ومن يعانون مشكلات تواصل، ويعتبر أول برنامج تربوي مختص بتعليم التوحديين. كما يعتبر برنامجاً معتمداً من قبل جمعية التوحد الأميركية، وهذا البرنامج يعتمد على نظام التنظيم لبيئة الطفل سواء كان في المنزل أو البيت، حيث إن هذه الطريقة أثبتت أنها تناسب الطفل التوحدي وتناسب عالمه، والبيئة التعليمية لبرامج «تيتش» بيئة تعليمية منظمة تقوم على المعينات والدلائل البصرية لكي يتمكن الطالب من التكيف مع البيئة، أما من حيث تعليم المتوحدين بعد بلوغهم 18 سنة، فإن مركز أبوظبي تم تجهيزه بورش للتأهيل المهني بما يتناسب مع قدرات هؤلاء الطلاب، بجانب التأهيل الزراعي الذي فتح لهم مجالات جديدة وآفاقاً، ووضع برنامجاً اجتماعياً مثل التسوق وغيرها من الأنشطة التي تسهم في دمجهم. توظيف المتوحدين ويواجه توظيف المتوحدين بعض الصعوبات، كون العمل يعتمد على التعامل المباشر والتواصل، بينما يفتقر المصاب باضطراب التوحد لهذه المهارات، ومن هذا الباب تقول عائشة المنصوري، إن الحديث عن تجربة التوظيف مهم جداً خاصة أن هذا الجانب يحتاج إلى تواصل وتفاعل مع المجتمع. وتضيف: كان لمركز أبوظبي للتوحد الريادة في تجربة توظيف أحد طلاب التوحد في أحد الدوائر الحكومية في أبوظبي، فرغم الصعوبات التي تواجه هذه الفئة في التواصل مع الآخرين، إلا أننا نجحنا في ذلك، وسنحتاج إلى وقت في تأهيل حالات التوحد لسوق العمل. وتابعت: الأعمال التي تناسب هذه الفئة وتحقق الرضى الذاتي لديهم تختلف، حسب قدرات كل فرد منهم، إلا أننا نراعي في تقديم هذه الأعمال أن تتناسب مع قدرات الفرد وتحقق له نوعاً من الرضا الذاتي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©